بمبادرة سعودية أمريكية... ماذا دار في لقاء الخرطوم بين المكونين العسكري والمدني؟

أشادت السفارة السعودية في الخرطوم بمخرجات الاجتماع، قائلة: نشكر المشاركين لآرائهم الصريحة واستعدادهم لإنهاء الأزمة السياسية وبناء السلام في السودان.

بمبادرة سعودية أمريكية... ماذا دار في لقاء الخرطوم بين المكونين العسكري والمدني؟

السياق

بعد 3 أيام من انطلاقه، وسط مقاطعة قوى الحرية والتغيير –المجلس المركزي- وقوى أخرى، بدت الشكوك تحوم حول إمكانية نجاح اجتماع الآلية الثلاثية في السودان، الذي كان خطوة على طريق حل الأزمة السياسية في البلد الإفريقي.

كانت قوى الحرية والتغيير أعلنت مقاطعتها للآلية الثلاثية، واضعة شروطًا للجلوس إلى مائدة الحوار، بينما تعهد مجلس السيادة السوداني (المكون العسكري) ببذل الجهود اللازمة لإنجاح الحوار.

وأمام إصرار قوى الحرية على المقاطعة، وسط موقف سلس من المجلس العسكري، كان السودان على موعد مع اجتماع وصفه مراقبون بالمهم، خاصة أنه يعقد لأول مرة منذ 9 أشهر، بين المكون العسكري السوداني والمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، بوساطة سعودية أمريكية.

ذلك الاجتماع، قالت عنه قوى الحرية والتغيير، عبر «تويتر»، إنه جاء بدعوةٍ  من مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية مولي في، وسفير المملكة العربية السعودية بالخرطوم علي بن حسن جعفر، مشيرة إلى أنه عقد بمنزلِ السفير السعودي بضاحيةِ  كافوري.

وأوضحت قوى الحرية، أن الاجتماع جاء بعد رفض ِ قيادة الحرية والتغيير المشاركة في اجتماع "روتانا" الذي قالت إنه سعى لـ«بناء حاضنةٍ متحكم فيها على أساس قسمة السلطة، بعيداً عن قضايا الثورة والانتقال المدني الديمقراطي»، على حد قولها.

 

أسباب حضور الاجتماع

وعن أسباب ذهابها للاجتماع الذي جاء بوساطة سعودية أمريكية، قالت إنها تعتمد ثلاث وسائل لهزيمة «الانقلاب» هي: الثورة الشعبية الجماهيرية والتضامن الدولي والإقليمي والحل السياسي المفضي لتسليم السلطة للمدنيين.

وأشارت إلى أنها تسعى لاستمرار دعم بلدين من أهم البلدان الفاعلةِ إقليمياً ودولياً إلى جانب الشعب السوداني والقوى الديمقراطية وقوى الثورة، مطالبة بإنهاء مسار حوار روتانا، الذي زعمت أنه «يشرعن للانقلاب وسلطته ضد رغبات الشعب السوداني الرافض لها و المقاوم لإسقاطها».

وعما دار في الاجتماع، قالت قوى الحرية والتغيير، إنها عرضت رؤية تتمثل في «ضرورة إنهاء الانقلاب وتسليم السلطة للشعب، عبر خارطة طريق واضحة وقاطعة وفي إطار عملية سياسية أطرافها هما قوى الثورة والتغيير من جانب، والذين قاموا بالانقلاب من جانب آخر»، داعية قوى الثورة لوضع رؤية مشتركة، بمساندة من السودانيين والمجتمعين الإقليمي والدولي.

وشددت على أنها لن تشارك في مسار حوار روتانا أو أي عملية سياسيةٍ، زعمت أنها تسعى لشرعنة «الانقلاب»، مؤكدة أن استحقاقات تهيئة المناخ الديمقراطي لم تكتمل ومن دونها لن تنجح أي عملية سياسية، ويجب أن تنفذ بصورةٍ فورية.

 

مراحل العملية السياسية

وحددت قوى الحرية والتغيير مراحل عدة لإتمام العملية السياسية، أولاها «إنهاء الانقلاب والتأسيس الدستوري الجديد الذي يقوم على سلطة مدنية ويتعامل مع ما تم من سلام واستكماله، والنأي بالمؤسسة العسكرية عن السياسة وعدم مشاركتها في السلطة المدنية، والإصلاح الأمني والعسكري وبناء جيش واحد ومهني وقومي».

وأشارت إلى أنها ستسلم رؤية واضحة لتسليم السلطة للشعب لكل من الآلية الثلاثية والمجتمعين الإقليمي والدولي، بعد التشاور مع حلفائها وأصدقائها من قوى المقاومة والثورة.

وأكدت أنها ستعقد اجتماعاً مع الآلية الثلاثية، لتوضيح ما جرى في الاجتماع وموقفها الرافض لأي عمليةٍ سياسية زائفة، وضرورة احترام أسس العملية السياسية المُفضية لتحقيق أهداف الثورة.

ودعت قوى الحرية والتغيير، إلى مواصلة التظاهرات والإضرابات والاعتصامات، مشيرة إلى أنها «سلاح قوى الثورة المؤمنة بالتحول الديمقراطي والمدني».

بيان السفارة السعودية

وما إن أصدرت قوى الحرية والتغيير بيانها، حتى أعلنت السفارة السعودية في الخرطوم، الهدف من الاجتماع الذي ضم المكون العسكري السوداني والمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، مشيرة إلى أنه كان لتبادل أفكار كيفية حل الأزمة الراهنة، والتوصل لعملية سياسية تؤدي لانتقال ديمقراطي.

ونفت السفارة السعودية ما أثير عن أن الاجتماع كان بديلًا للآلية الثلاثية، قائلة إنه يتطابق مع دعم الجهود لبناء الثقة بين الأطراف، معبرة عن ترحيبها بالتزام الطرفين وضع مصلحة بلادهما والحوار مع أصحاب المصلحة.

وأشادت السفارة السعودية بمخرجات الاجتماع، قائلة: «نشكر المشاركين لآرائهم الصريحة واستعدادهم لإنهاء الأزمة السياسية وبناء السلام في السودان».

 

بيان أمريكي

بدورها، قالت السفارة الأمريكية في الخرطوم، عبر «تويتر»، إنه بدعم مقدر من سفارة المملكة العربية السعودية، وبحضور وفد الولايات المتحدة الأمريكية وممثلين من المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير، عقد لقاء لتبادل أفكار كيفية حل الأزمة السياسية الراهنة، وكذلك الوصول لعملية سياسية تؤدي إلى الانتقال الديمقراطي.

ورحبت السفارة الأمريكية، بالتزام الطرفين لوضع مصلحة بلادهما أولًا والحوار مع أصحاب المصلحة، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع لا يشكل -بأي حال من الأحوال- بديلًا للآلية، لكنه يتطابق مع دعم الجهود لبناء الثقة بين الأطراف.

وتوجهت السفارة الأمريكية بالشكر للمشاركين على آرائهم الصريحة ومشاركتهم البناءة واستعدادهم لإنهاء الأزمة السياسية وبناء السلام والعدالة والديمقراطية في السودان.

وفي سياق متصل، قالت القائمة بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم لوسي تاملين، إن اجتماع المكونين العسكري والمدني، تبادل فيه الطرفان وجهات النظر لحل الأزمة.

ذلك الاجتماع الذي وصف بـ«الاستثنائي»، قال عنه حزب الأمة القومي السوداني إنه يمثل خطوة إيجابية على الطريق الصحيح لإيجاد حلول للأزمة.

وقال رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ناصر، في تصريحات صحفية، إن الحرية والتغيير والمكون العسكري يمثلان طرفي النزاع الحقيقي، مشيرًا إلى أن لقاءيهما مقدمة للوصول إلى حلول مرضية للجميع.

وأشار إلى أن الطرفين يجلسان لأول مرة معاً منذ الاجراءات الاستثنائية التي فرضها الجيش في 25 أكتوبر 2021، لمناقشة الأزمة السياسية.

 

اجتماع الأربعاء

وانطلق حوار روتانا برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، لكن قاطعته قوى الحرية والتغيير، وجماعات مدنية رئيسة.

كان مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس قال في كلمته خلال انطلاق الاجتماع، إن آلية تيسير الحوار تتضمن ترتيبات للدستور واختيار رئيس وزراء ووضع برنامج انتقالي والانتخابات.

وبينما قال إن دور الأمم المتحدة تسهيل الحوار، شدد على أن الأمر متروك للسودانيين، الذين هم أصحاب المصلحة.

ودعا بيرتس، الأطراف الإقليمية والدولية لدعم جهود الآلية الثلاثية للمساعدة في حل الأزمة السودانية، مؤكدًا ضرورة تجنب إنشاء مسارات موازية لعمل الآلية الثلاثية.

الأمر نفسه، أكده مبعوث الاتحاد الإفريقي إلى السودان محمد ولد لبات، الذي قال إنه لا يتصور حلًا سياسيًا إلا بمشاركة الأطراف السياسية التي لم تشارك في جلسة الحوار.

وشدد المبعوث الإفريقي، على ضرورة تشكيل حكومة مدنية في السودان، ووضع أساس دستوري، معربًا عن أمله بألا تزيد فترة الحوار في السودان على 10 أيام.