شعبيته في أدني مستوياتها... كيف فقد بايدن دعم مؤيديه المخلصين؟
أظهر استطلاع للرأي أجرته كلية ماريست المتخصصة في دراسة التخصصات العامة وتقع في مدينة نيويورك، صدر الخميس 9 يونيو، أن بايدن حصل على أقل نسبة تأييد حتى الآن، بمعدل 38 بالمئة

ترجمات - السياق
سلَّطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الضوء على تدني شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشيرة إلى أن هذا التراجع شمل "مؤيديه المخلصين" وقاعدة حزبه السياسية، وهو ما يمثل خطورة كبيرة قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة نوفمبر المقبل.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير- أن بايدن، مثل العديد من أسلافه، لا يحظى بشعبية كبيرة بين الأمريكيين، لافتة إلى أن المؤشرات العامة لشعبية بايدن، تسلِّط الضوء على مشكلاته السياسية.
وكشفت الصحيفة أن بعض استطلاعات الرأي الجديدة تؤكد تراجع شعبية بايدن، إذ إن أرقامه -خلال هذه الاستطلاعات- تأتي أقل من المتوسط، ما يعني أن الأقلية فقط هم الذين يؤيدون سياساته.
أقل نسبة تأييد
وحسب "واشنطن بوست" أظهر استطلاع للرأي أجرته كلية ماريست المتخصصة في دراسة التخصصات العامة وتقع في مدينة نيويورك، صدر الخميس 9 يونيو، أن بايدن حصل على أقل نسبة تأييد حتى الآن، بمعدل 38 بالمئة.
وبالمثل أظهر استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك -هذا الأسبوع- أن بايدن حقق أدنى مستوياته السابقة البالغة 33 في المئة.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه بالتعمق قليلًا بين الأمريكيين، ورؤيتهم لسياسة بايدن، ستظهر أشياء أكثر إزعاجًا بالنسبة للديمقراطيين، إذ يبدو أن بايدن (زعيم لا يمتلك قاعدة من المؤيدين المخلصين)، ذلك أن 39% من الأمريكيين "يرفضون بشدة" أفعاله، بينما 14% فقط "يوافقون بشدة" على سياساته.
وبينت أن استطلاع ماريست هو الأسوأ لبايدن، مشيرة إلى أنه نادرًا ما يحدث أن يكون الرئيس مكروهًا بشدة من قِبل ثلاثة أضعاف عدد الذين يؤيدونه بشدة.
وأشارت إلى أنه على مدى السنوات الـ 40 الماضية في الولايات المتحدة، منذ عهد الرئيس رونالد ريغان، كان فقط الرئيس الـ43 جورج دبليو بوش -حسب استطلاعات أجرتها "واشنطن بوست" و"أي بي سي نيوز" أواخر أيام رئاسته في أكتوبر 2008- قد وصل إلى أدنى مستويات تأييده ، إذ عارضه بشدة حينها 58 في المئة ، بينما أيده 7 في المئة فقط.
بينما وصل باراك أوباما إلى ذروة تراجع شعبيته، في وقت مبكر من رئاسته، حيث كان 37 في المئة يكرهونه بشدة، و 18 في المئة يحبونه بشدة، بنسبة 2 إلى 1.
وكان أسوأ انقسام لبيل كلينتون هو 31-13، في وقت مبكر من رئاسته أيضًا، بينما كان أسوأ انقسام على جورج بوش الأب، هو 24-12، وتشير الصحيفة إلى أن الاثنين الأخيرين حكما في وقت أقل استقطابًا بكثير مما عليه الأمور الآن، حيث لم يكن من الممكن أن تصل نسبة كراهية الرئيس إلى ثُلث عدد المواطنين، كما يحدث في الوقت الراهن.
وحسب الصحيفة، ربما أقرب رئيس من الممكن أن يلحق ببايدن في تحقيق أرقامه، هو سلفه دونالد ترامب، إلا أن الأخير تمتع بوضع أفضل بكثير بدعم من المؤيدين المخلصين، إذ عارضه في استطلاع جرى منتصف عام 2018 نحو 53% بشدة، بينما أيده نحو 24% بشدة.
فقدان القاعدة
ورأت "واشنطن بوست" أنه ليس مفاجئًا أن يكون ترامب قد ولّد شغفًا لدى الجانبين -الرافضين والمؤيدين- أكثر من بايدن، مشيرة إلى أن الخطورة مع بايدن ليست أن أكثر من 40 في المئة يكرهه بشدة فحسب -لأن ذلك طبيعي جدًا هذه الأيام في ظل الظروف المحلية والدولية الراهنة، خصوصًا حرب أوكرانيا- وإنما الأخطر أنه لا يتمتع بالدعم الموازن من قاعدته السياسية، في إشارة إلى أعضاء ومؤيدي حزبه الديمقراطي.
وبينت الصحيفة أنه خلال استطلاعات الرأي الأخيرة، بما في ذلك آخر استطلاع أجرته "واشنطن بوست" و"أيه بي سي نيوز" في أبريل الماضي، كانت النسبة المئوية للديمقراطيين الذين يوافقون بشدة على بايدن بين منتصف الثلاثينيات (34 بالمئة في استطلاع ماريست) ومنتصف الأربعينيات (44 بالمئة)، وهو ما ظهر في كل من استطلاع "كوينيبياك" و"واشنطن بوست" و"أيه بي سي نيوز"، ما يعني أن أغلبية الديمقراطيين (لا يوافقون بشدة) على رئيس ديمقراطي.
وأشارت إلى أن ذلك أيضًا غير معتاد، إذ لم ير ترامب أن دعمه "القوي" من حزبه ينخفض إلى ما دون الأغلبية، بينما رأى أوباما شيئًا مشابهًا في مناسبتين، حيث حصل على تأييد لم يتخط الأربعين في المئة لمدة شهرين، بينما لم يصل بوش إلى هذه الدرجة حتى العام الأخير من رئاسته.
وأوضحت أن هذه الأرقام تظهر لأي مدى أن بايدن "ليس لديه دعم متوازن"، أو بعبارة أخرى، فإن "معظم الديمقراطيين لا يدعمون الرئيس الديمقراطي، وهذا أيضًا غير عادي".
ووفقا لـ "واشنطن بوست" فإن كل ذلك يسبب مشكلة للديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، في نوفمبر المقبل، مشيرة إلى أن ترامب كان في أسوأ حالاته بشأن هذه المسألة، قبل فترة وجيزة من الانتخابات النصفية لعام 2018، التي خسر فيها حزبه مجلس النواب.
الشيء نفسه -تضيف الصحيفة- مع أوباما والانتخابات النصفية لعام 2014، عندما خسر مجلس الشيوخ، بينما كان بوش في أسوأ حالاته قبل هزيمة الجمهوريين في انتخابات 2008 الرئاسية.
أمام هذه المعضلة، يحتاج الديمقراطيون -حسب "واشنطن بوست"- إلى أن يسألوا أنفسهم فقط ما الذي سيقنع ناخبيهم بالمشاركة في انتخابات التجديد النصفي المقبلة، بالنظر إلى أن معظمهم لا يرون رئاسة بايدن على أنها شيء يؤيدونه بقوة، لافتة إلى أنه ربما يمكن إقناعهم بأنه من المهم منع الجمهوريين وترامب من استعادة السلطة، إلا أنه اقتراح ليس من السهل إقناعهم به أيضًا.
وأضافت "واشنطن بوست" أنه "مما زاد الطين بلة، أن بايدن انزلق منذ فترة طويلة إلى هذه الحالة، ولا توجد علامات على أن هذه ظاهرة مؤقتة، كما كان الحال مع أسلافه الذين وجدوا أنفسهم في وضع مماثل"، مشيرة إلى أن "وقف الانحدار في شعبية بايدن بين الأمريكيين، ربما يحدث إذا انخفض التضخم، لكن ذلك لا يحدث بين عشية وضحاها".