روسيا تنفذ تهديدها... قطع الغاز عن بولندا وبلغاريا والأسعار تشتعل
بولندا وبلغاريا أول دولتين تُقطع إمدادات الغاز عنهما من المورد الرئيس لأوروبا منذ غزو أوكرانيا الذي بدأ 24 فبراير

السياق
مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا، شهره الثاني، نفذت موسكو تهديداتها بقطع الغاز عن بولندا وبلغاريا، في خطوة قد تعقبها أخرى مماثلة، ما يشكل تهديداً كبيراً لأسعار الطاقة في أوروبا، إذ ارتفع الغاز بنسبة 24%.
ومن المقرر أن يعقد مسؤولو الاتحاد الأوروبي محادثات طارئة، عقب قطع موسكو إمدادات الغاز، الأمر الذي وُصف بـ"الابتزاز"، بينما اشتعلت الأسعار عقب هذه الخطوة.
أداة للابتزاز
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن إعلان شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم، التوقف من جانب واحد عن تسليم الغاز لبعض العملاء في أوروبا، محاولة أخرى من روسيا لاستخدام الغاز أداة للابتزاز.
وأضافت فون دير لاين، في بيان: "هذا غير مبرر وغير مقبول، ويظهر مرة أخرى أن روسيا مورد للغاز غير جدير بالثقة".
ويعقد مسؤولو الاتحاد الأوروبي محادثات طارئة بهذا الشأن، وفق رئيسة المفوضية الأوروبية التي قالت إن هذه الخطوة تؤكد "عدم إمكانية الاعتماد على روسيا كمورد للغاز".
وقالت إن اجتماع مجموعة تنسيق الغاز منعقد، وإن دول الاتحاد البالغ عددها 27 دولة مستعدة لمواجهة قرارات روسيا.
وذكرت أن "الدول الأعضاء وضعت خطط طوارئ لهذا السيناريو. نحن نحدد الاستجابة المنسقة للاتحاد الأوروبي، كما سنواصل العمل مع الشركاء الدوليين لتأمين تدفقات بديلة".
إيقاف الإمداد
إلى ذلك، قالت شركة "غازبروم" الروسية في بيان، إنها أوقفت إمدادات الغاز لبلغاريا وبولندا، بسبب عدم سداد مدفوعات من البلدين بالروبل لتسليم الوقود، وفق ما أوردت وكالة رويترز.
من ناحيتها، أفادت الشركة البولندية لتعدين النفط والغاز بأن "غازبروم" الروسية "أوقفت" إمدادات الغاز إلى بولندا عبر خط أنابيب "يامال".
وبولندا وبلغاريا أول دولتين تُقطع إمدادات الغاز عنهما من المورد الرئيس لأوروبا منذ غزو أوكرانيا الذي بدأ 24 فبراير، وأودى بحياة الآلاف، وتسبب في تشريد الملايين، وأثار مخاوف من صراع أوسع.
وقالت وارسو وصوفيا إن وقف الإمدادات يعد خرقًا للعقد من "غازبروم" أكبر شركة للغاز الطبيعي في العالم.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بأن تدفع الدول الأوروبية ثمن الغاز بالروبل، بعد أن جمد الغرب الأصول الروسية، وعزل موسكو إلى حد كبير عن النظام الاقتصادي الغربي، بسبب الحرب في أوكرانيا.
وينقل خط أنابيب يامال-أوروبا الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بولندا، رغم أنه كان يعمل معظم الوقت بصورة عكسية هذا العام، حيث كان ينقل الغاز شرقًا من ألمانيا. وقد ندد رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي بما وصفه بـ"الابتزاز الروسي".
خرق للعهود
بدوره، قال وزير الطاقة البلغاري ألكسندر نيكولوف، إن بلاده دفعت تكاليف شحنات الغاز الروسي لأبريل، وإن وقف إمدادات الغاز سيكون خرقًا لعقدها الحالي مع "غازبروم".
وأضاف نيكولوف: "لأننا نفذنا جميع الالتزامات التجارية والقانونية، من الواضح أنه في الوقت الحالي يجرى استخدام الغاز الطبيعي كسلاح سياسي واقتصادي في الحرب الحالية".
وبعد ساعات من إعلان شركة غازبروم إيقاف الإمداد الى دولتين أوروبيتين، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا 24 في المئة، تزامنًا مع تراجع كبير لليورو.
يأتي الارتفاع المفاجئ في أسعار الغاز مع ارتفاع حرارة الطقس في أوروبا، ما يقلل الطلب على الغاز الطبيعي لتدفئة المنازل والشركات.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، عبر "تويتر" إن الوكالة "تقف بحزم مع بولندا".
وأضاف: "خطوة غازبروم لوقف إمدادات الغاز عن بولندا، علامة أخرى على تسييس روسيا للاتفاقيات القائمة، ما سيؤدي إلى تسريع الجهود الأوروبية للتخلي عن إمدادات الطاقة الروسية".
وتراجع اليورو إلى ما دون 1.06 دولار للمرة الأولى في خمس سنوات أمام دولار مرتفع.
وهبط اليورو إلى أقل مستوى في خمس سنوات، مسجلًا 1.05890 وفي أحدث تداولات، تراجع اليورو 0.16 بالمئة مسجلًا 1.0616 دولار الساعة 0800 بتوقيت غرينتش.