محطات فاصلة في مسلسل الاختيار... كيف استطاعت 29 حلقة تعرية الإخوان؟
إسدال الستار على مسلسل الاختيار بخطاب النهاية... محطات فاصلة في تاريخ مصر والإخوان

السياق
بخطاب النهاية، أسدل مسلسل الاختيار الستار على العمل الدرامي، الذي فضح مخططات تنظيم الإخوان الإرهابي للسيطرة على مصر، بعد أن تغلغلوا في كل مفاصل البلد الإفريقي، محاولين جعلها مرتكزًا للانطلاق إلى محيطيها العربي والإقليمي.
إلا أن المصريين انتفضوا في شوارع المحروسة، في 30 يونيو 2013، رافضين المشروع الإخواني، ما جعل القوات المسلحة المصرية، تلبي نداء المساعدة، وتشق طريق الخلاص من الإخوان.
فالقرار المصيري الذي اتخذه الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري –آنذاك-، قال عنه إنه سيدفع ثمنه هو «وأبناؤه من الجيش والشرطة»، لتعم الفرحة أرجاء مصر، بعد «خطاب النهاية».
لكن كيف فضح عمل درامي جرائم الإخوان؟
لنبدأ من «أخطر لحظات في تاريخ مصر»، التي وثقها مسلسل الاختيار في حلقته التاسعة والعشرين، التي كانت بداية النهاية لتنظيم الإخوان في مصر والمغرب العربي.
ووثقت الحلقة التاسعة والعشرون، التي حملت اسم «النهاية»، ما دار في اجتماع وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسى –آنذاك- مع القوى السياسية والدينية، التي اتفق فيها على وضع خارطة طريق للفترة المقبلة، تتضمن محاور عدة، أبرزها عزل الرئيس محمد مرسي وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا مهمة تسيير البلاد.
فعلى أنغام «الشعب أسقط النظام»، عبَّـر المصريون عن فرحتهم في ميادين مصر، من بيان عزل مرسي وإخوانه من الحكم، بينما وثقت الحلقة خروج السيسي من دون حراسة إلى الشوارع، لمتابعة ردود الفعل على قراره.
ولم تغفل الحلقة التاسعة والعشرون كشف مصير محمد مرسي، مشيرة إلى أنه أودع تحت الإقامة الجبرية، مع التوصية بحسن معاملته كرئيس سابق.
عرضت الحلقة 26 من مسلسل «الاختيار 3» لقاءً جمع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بنائب زعيم جماعة الإخوان خيرت الشاطر والقيادي بالجماعة سعد الكتاتني.
مهلة الـ48 ساعة
قبل ساعات من إعلان «خطاب النهاية»، رصدت الحلقة الثامنة والعشرون، باسم «30 يونيو»، اجتماعًا لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي والرئيس السابق محمد مرسي، بعد خروج مظاهرات 30 يونيو، كشف فيه قائد الجيش المصري عن البيان الذى ينوى إعلانه للشعب، لتهدئة الأوضاع.
وبينما قال السيسي لمرسي في بيانه: «إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة، سوف يكون لزامًا على القوات المسلحة -استنادًا لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم- أن تعلن خريطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها، بمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية».
إلا أن مرسي، رد: «مش قادر أفهم يعني هل ده تحذير ليا أنا؟، ليجيب السيسى: «لا والله ده طلب، رجاء للجميع إنهم يحطوا مصلحة البلد فوق كل اعتبار لأن القوات المسلحة مش هتسمح أبداً لحدوث اقتتال داخلى، مش هنسمح كمان إن البلد تدخل في دائرة العنف، وتبقى شبه بلاد تانية، حضرتك شايف اللي حصلها واللي بيحصل فيها لغاية دلوقتي»، لتعرض مقتطفًا من بيان السيسي بإمهال الجميع 48 ساعة لتلبية مطالب الشعب.
نشر الجيش
قبل مهلة الـ48 ساعة التي منحها الجيش للإخوان، حملت الحلقة السابعة والعشرون من المسلسل اسم «خطاب الرئيس مرسي»، التي أودع فيها مرسي مقر الحرس الجمهوري بعد خطابه.
وبينما انتشرت قوات الجيش لتأمين المنشآت الحيوية بسبب حساسية الوضع وتحسباً لأي تطورات، اجتمعت قيادات الإخوان في مكتب الإرشاد، لبحث تطورات الوضع والتخطيط للفترة المقبلة.
إلا أن انتشار الجيش، فسَّره قيادات الإخوان، بأن القوات المسلحة أدركت أن دورها التأمين لا أكثر ولا أقل، وأنه بدأ ينسحب من المشهد تدريجيًا.
وبينما عرض قادة تنظيم الإخوان سيناريوهات للتعامل مع الجيش المصري والمصريين الذين خرجوا إلى الشوارع، أكد القيادي الإخواني خيرت الشاطر أن أي معركة يدخلونها يحشدون لها كل أسلحتهم ورجالهم.
أخونة الثقافة
وسلَّطت الحلقة الخامسة والعشرون الضوء على محاولات تنظيم الإخوان لـ"أخونة" الثقافة المصرية، وما أثاره قرار الجماعة من إقالة إيناس عبدالدايم من رئاسة دار الأوبرا المصرية، بعد أن رفضت الأخيرة محاولات فرض رؤية التنظيم على ذلك المبنى العريق.
ووسط مشاحنات وغضب المثقفين المصريين، الذين اعتصموا داخل أروقة دار الأوبرا مطالبين بإقالة الوزير الإخواني، حاول التنظيم الإرهابي فض ذلك الاعتصام من دون جدوى.
سد النهضة
كما أشارت تلك الحلقة التي كانت حبلى بالأحداث، إلى الاجتماع الذي عقده الرئيس الإخواني محمد مرسي عام 2013، عن سد النهضة، الذي بثه عن عمد، وتسبب في أزمة سياسية بين مصر وإثيوبيا، خاصة بعد أن أشار الاجتماع إلى خطط لعرقلة بناء أديس أبابا سدها، عبر التدخل في شؤونها الداخلية، أو ضربها عسكريًا.
وفي محاولة من الإخوان لإصلاح ذلك الخلل، حضر مرسي مؤتمرًا شعبيًا بعنوان "حقوق مصر المائية"، قال فيه: "إن نقصت مياه النيل قطرة واحدة، فدماؤنا هي البديل"، في إشارة إلى تأثير سد النهضة في حصة مصر المائية.
تهديد الإخوان
رصدت الحلقة السادسة والعشرون من مسلسل الاختيار، تهديدات تنظيم الإخوان للجيش المصري، خلال اجتماع بعض قادة التنظيم مع وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي.
وبينما أطلق الإخوان تهديدات ضد الجيش، قال السيسي لخيرت الشاطر وسعد الكتاتني: «أنت جاي تهدد جيش مصر بشوية إرهابيين، أنتوا باين عليكوا متعرفونيش صحيح، طب قسمًا بالله اللي هيرفع السلاح في البلد دي في وش الجيش لهشيله من على وش الأرض، اوعى تفتكر إن الجيش ده هو اللي بتشوفه في الشارع لا لا، دا حاجة كبيرة أوي أكبر بكتير من خيالكوا، وممكن يملا البلد دي من إسكندرية لأسوان في ساعات».
وحذر السيسي، قادة التنظيم، قائلًا: «انتوا لو رفعتوا السلاح لن تقوم لكم قومة لمدة 50 سنة جاية»، بينما يحاول الكتاتني تهدئة السيسي، الذى يطلب من عباس كامل إعطاءه التقارير الكاشفة لكوارث تنظيم الإخوان.
خطف الجنود
وقبل قليل من حلقة التهديدات الإخوانية، حاول التنظيم إرهاب الجيش، عبر خطف ثلة من جنوده، لتكشف الحلقة الرابعة والعشرون، عن رد وزير الدفاع حينها عبدالفتاح السيسي على خطف الجنود خلال حكم الإخوان.
وبينما خطط تنظيم الإخوان لإقالة السيسي، فاجأهم السيسي بالتلويح بالاستقالة كرد فعل مفاجئ، قائلًا: قدَّمت استقالتي أكتر من مرة.
وفي جانب آخر، كشفت الحلقة تفاصيل مكالمة هاتفية للفريق السيسي والرئيس المعزول محمد مرسي، عقب لقاء الأول السياسيين والمفكرين ورجال الإعلام والفنانين، أشار فيها إلى أن هناك مبادرة حقيقية، للخروج من الأزمة.
نصيحة السيسي
ورصدت الحلقة 23 من مسلسل الاختيار، لقاءً بين محمد مرسي والفريق السيسي، بناءً على طلب الأول في ظل اشتداد التحديات واندلاع العديد من الأزمات في البلاد.
ووجه السيسي لمحمد مرسي نصائح لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان، أبرزها الانفراد بالحكم بعيدًا عن تنظيم الإخوان، قائلًا: «البلد تدار برئيسين هنا في الاتحادية وهناك في مكتب الإرشاد».
وأكد الفريق السيسي، أن الجيش في صفه طالما الشعب راض عنه وعن قراراته، مطالبًا إياه بمصارحة الرأي العام بالوضع الاقتصادي المتأزم وتراجع الاحتياطي في البنك المركزي إلى أدنى درجة في تاريخه.
وبينما قال السيسي إن تقديرات الموقف التي ترسلها القوات المسلحة للرئاسة، تهدف لوضع صورة واضحة وصادقة وأمينة لكل الأوضاع من غير تقليل ولا زيادة، حاول مرسي تبرير قرارات وتدخلات مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة الإرهابية، فرد عليه السيسي: «خيرت الشاطر والبلتاجي مشغولين بالتمكين والسيطرة».
السيسي نصح محمد مرسي بضرورة التصالح مع القوى الوطنية وتشكيل لجنة لمعالجة التحديات، والحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم السماح بالتدخل في شؤونها خصوصًا من مكتب الإرشاد، مشددًا على أن المسؤولية هي مسؤولية الرئاسة فقط.
وكشفت تلك الحلقة، عن كيف كان يتحكم التنظيم في مصير أعضائه، حتى وإن كان الرئيس، فمحمد مرسي تردد في الموافقة على كلام الفريق السيسي خوفًا من الجماعة قائلًا: «لو انفردت بالحكم تفتكر هما هيسيبوني أو يسيبوا ولادي؟ دي دونها الرقاب».
دور القبائل
الحلقة العشرون من مسلسل الاختيار 3، سلَّطت الضوء على دور قبائل سيناء في دعم القوات المسلحة، لتخليصهم من براثن تنظيم الإخوان الإرهابي.
وبينما حاولت القوات المسلحة إقناع قبائل سيناء للتعاون معها، أكد أحد شيوخ القبائل، أن تنظيم الإخوان ورئاسة الجمهورية هم المسؤولون عن الإرهاب في سيناء.
إلا أن الجيش المصري، تمكن -نهاية المطاف- من إقناع قادة قبائل سيناء للانضمام لهم ومساعدة القوات المسلحة.
استفحال الأزمة
وكشفت الحلقة الثامنة عشرة عن أزمة دستورية واجهها تنظيم الإخوان، بعد أن أوقفت القضاء المصري الانتخابات البرلمانية، ليحاول مرسي وقف القرار، عبر الطعن ضد وقف الانتخابات.
وأظهرت الحلقة كيف كان الرئيس المعزول مرسي يتراجع في قراراته، حتى إنه اعترف بنفسه: «يعني إيه يعني... الناس هتقول كل شوية أني باخد قرار وأرجع فيه... مش إحنا كنا قولنا بيان فيه إن مش هنطعن فيه على حكم المحكمة الإدارية... الناس هيقولوا علينا إيه؟».
ليقاطعه مدير مكتبه: «الناس مش فاهمة ومش مركزة للدرجة دي... حضرتك متشغلش بالك باللي هيتقال... الناس كلها بتحبك».
الإرهابيون
كان للحلقة الـ17 من الاختيار 3، أبلغ الأثر، بعد أن كشفت محاولات تنظيم الإخوان لإخراج الإرهابيين من غياهب السجون، عبر عفو رئاسي.
وكشفت الحلقة، تفاصيل لقاء جمع بين محمد البلتاجي أحد قادة الجماعة الإرهابية ولواء بالأمن الوطني، طلب فيه الأول إخراج بعض الإرهابيين عبر عفو رئاسي، ليفاجأ برد حاسم من ضابط الأمن الوطني: من المستحيل إخراج هؤلاء الإرهابيين.
حالة الطوارئ
وقبل قليل من حلقة محاولة الإخوان إخراج الإرهابيين، عرجت الحلقة الـ12 من مسلسل الاختيار 3، على خطاب محمد مرسي بفرض حالة الطوارئ في مدن القناة الثلاث السويس والإسماعيلية وبورسعيد.
وكشفت الحلقة كيف كان يُتخذ القرار داخل الرئاسة، بعد أن أكد القيادي الإخواني خيرت الشاطر لمرسي ضرورة فرض حالة الطوارئ، كخطوة أولى نحو طريق تأديب الرافضين لحكم الجماعة، وانصاع مرسي لقرار خيرت الشاطر، وفرض حالة الطوارئ بمحافظات قناة السويس لمدة شهر.
التشكيك في "الاختيار"
وبينما بات "الاختيار" من أكثر الأعمال الدرامية مشاهدة في الوطن العربي، خلال شهر رمضان الحالي، حاول تنظيم الإخوان الإرهابي، التشكيك في الروايات التي يعرضها، لتخفيف وطأة الأزمة السياسية التي يعيشها، بعد أن فشلت محاولاته للصلح مع الدولة المصرية.
إلا أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يعد بطل مسلسل الاختيار ذي الحلقات الثلاثين في جزئه الثالث، تحدث عنه الأسبوع الماضي في حفل إفطار الأسرة المصرية، قائلًا إنه يهدف للتسجيل بأمانة وإخلاص لما حدث في تلك الفترة من تاريخ مصر.
تصريحات الرئيس المصري التي كانت كاشفة، سلَّطت عليها وكالات الأنباء العالمية الضوء، مؤكدة أن العمل الدرامي الذي وثق فترة حكم الإخوان لمصر، يهدف إلى تثقيف الجمهور، ونجح في توصيل حقبة من تلك المشاهد السياسية إلى المواطن المصري والعربي.