علماء روس يبتكرون عقارًا لحفظ الذاكرة... هل يختفي الزهايمر؟

اختبر العلماء عقارهم على فئران تعاني اضطرابات في الذاكرة، وأن مكونات العقار اخترقت الحاجز الدموي الدماغي، وتغلغلت في خلايا الدماغ، ما كان له تأثير إيجابي أدى إلى استعادة الذاكرة

علماء روس يبتكرون عقارًا لحفظ الذاكرة... هل يختفي الزهايمر؟

السياق

بعد 10 سنوات من الاختبارات والأبحاث على مرض الزهايمر، نجح علماء مختبر التنكس العصبي الجزيئي، بجامعة سان بطرسبرج للعلوم التطبيقية، في تطوير دواء جديد ربما يشكل ثورة علمية، في القضاء على الزهايمر وتحسين الذاكرة.

جامعة بطرسبرج للعلوم التطبيقية الروسية أعلنت -عبر مكتبها الإعلامي- أن الاختبارات على الحيوانات المخبرية أثبتت فعالية العقار، وأن التجارب قبل السريرية أظهرت تأثيرًا واضحًا للعقار، وقدرته على إيقاف تعطل خلايا الدماغ.

 

استعادة الذاكرة

خلال البحث حدد العلماء المُركب، وتمكنوا من توجيهه إلى الجزيء المستهدف، وتفعيل، وتغيير وظيفته.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن العلماء اختبروا عقارهم على فئران تعاني اضطرابات في الذاكرة، وأن مكونات العقار اخترقت الحاجز الدموي الدماغي، وتغلغلت في خلايا الدماغ، ما كان له تأثير إيجابي أدى إلى استعادة الذاكرة.

 

إيقاف تدمير الخلايا

وتوضح د. إيلينا بوبوجايفا، كبيرة الباحثين في مختبر التنكس العصبي الجزيئي، طريقة عمل العقار، مشيرة إلى أن هناك اعتقادًا أن الزهايمر يبدأ بتدمير الروابط والاتصالات بين الخلايا العصبية في الدماغ، وهي العملية التي يسعى العقار إلى إبطائها، مشيرة إلى أن نجاح تلك الخطوة يؤخر ظهور أعراض المرض، ويساعد الدماغ في الحفاظ على الذاكرة.

ووفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإنه بحلول 2050 قد يصل عدد المصابين بالزهايمر إلى قرابة 140 مليونًا، في ظل زيادة مطردة في معدلات الإصابة، مشيرة إلى أن العلاجات المتاحة لا تزال مكلفة وغير فعالة أحيانًا.

 

آثار جانبية

من المقرر أن تتضمن المرحلة المقبلة من اختبارات العقار، إجراء تحليل السُمية والطفرات وما إذا كانت للعقار آثار جانبية مثل فقدان الوزن وارتفاع معدلات ضغط الدم، أو احتباس التنفس، وغيرها من الأعراض التي قد تصاحب العقارات الجديدة، لتحديد الجرعة المطلوبة للتعامل مع المرض، ثم بدء التجارب السريرية.

 

مسابقة كبرى

تشير وسائل إعلام روسية إلى أن مختبر التنكس العصبي الجزيئي أنشئ عام 2012 نتيجة الفوز في مسابقة للمنح الكبرى لوزارة التعليم العالي والعلوم بالاتحاد الروسي.

وقال مؤسس المختبر ورئيسه الحالي إيليا بيزبروزاني، إن تطور العمل في المختبر، جاء بعد تهيئة الظروف للطلاب الروس، الذين بدأوا العمل بالمختبر منذ إنشائه واكتسبوا الخبرات خلال 10 سنوات مكنتهم من تحقيق الإنجاز الحالي. 

 

اللامبالاة

في السياق ذاته أشارت دراسة لكلية الطب بجامعة إنديانا، في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن أعراض اللامبالاة هي العلامات الأولى للإصابة بالزهايمر، وهو ما توافق مع مجموعة من الأبحاث، ذكرت أن اللامبالاة من أولى علامات الخرف، قبل ظهور التدهور المعرفي ومشكلات في الذاكرة.

وأضافت الدراسة التي نُشرت في دورية Molecular Psychiatry، أن اللامبالاة تشير إلى بداية التنكس العصبي، الذي يتطور إلى أعراض عصبية ونفسية، تسبق الخرف ومرض الزهايمر.