هل تعيد وثائق بايدن ترامب إلى السلطة؟

هذا الاكتشاف الخطير، ترك الباب مفتوحًا أمام السؤال الصعب: من كان بإمكانه الوصول إلى تلك الوثائق خلال تلك السنوات الثلاث؟

هل تعيد وثائق بايدن ترامب إلى السلطة؟

ترجمات - السياق

العثور على وثائق "بايدن السرية" في مرآب منزل الرئيس الأمريكي بولاية ديلاوير مؤخرًا، عدَّته صحيفة التلغراف البريطانية دفعة كبيرة للرئيس السابق دونالد ترامب، قبل المواجهة المحتملة بين الرجلين في انتخابات الرئاسة لعام 2024.

ولفتت الصحيفة إلى أن "فضيحة وثائق بايدن السرية قد تكون أسوأ من فضيحة ترامب".

وعُثر على بعض الوثائق المصنفة بأنها سرية، تتعلق بالفترة التي كان فيها بايدن نائب الرئيس الأمريكي، في مرآب منزله مؤخرًا، وفي مكتب كان يستخدمه بعد مغادرة منصب نائب الرئيس، إبان إدارة باراك أوباما، ما أثار جدلا كببرًا في الولايات المتحدة.

ورأت الصحيفة، في تحليل لكاتبها نيك آلان، أنه في بعض الجوانب قد يكون سوء التعامل الواضح لجو بايدن مع الوثائق السرية، أسوأ حتى من تعامل دونالد ترامب مع قضيته.

وضع خطير

ورغم اعتبارها موقف بايدن أسوأ في بعض الجوانب، فإن "تلغراف" رأت أن الوضع خطير للغاية للرجلين، إذ يمكن أن يكون كل منهما قد ارتكب جرائم، بموجب قانوني السجلات الرئاسية والتجسس، إذا كانا قد تصرفا بـ "إهمال جسيم".

وأشارت إلى أنه بينما عُثر على مئات الوثائق السرية بحوزة ترامب، عُثر -حتى الآن- على نحو عُشر هذه الكمية لدى بايدن.

ومع ذلك، احتفظ ترامب بالوثائق في غرفة تخزين بمكتبه في منتجعه الخاص، بفلوريدا، حيث استمر في العيش والعمل بعد مغادرة البيت الأبيض.

ونوهت إلى أنه في حالة بايدن، عُثر على الدفعة الأولى من المواد السرية في خزانة مغلقة بمركز أبحاث بواشنطن، حيث كان يحتفظ بمكتب خاص.

ولفتت إلى أن بايدن كان قد توقف عن استخدام هذا المكتب، عندما بدأ حملته الرئاسية في أبريل 2019، ومع ذلك، كانت الوثائق موجودة بعد أكثر من ثلاث سنوات، وعُثر عليها في الثاني من نوفمبر 2022.

وبينّت الصحيفة البريطانية، أن هذا الاكتشاف الخطير، ترك الباب مفتوحًا أمام السؤال الصعب: من كان بإمكانه الوصول إلى تلك الوثائق خلال تلك السنوات الثلاث؟

كانت وسائل إعلام أمريكية، ذكرت أن وزارة العدل الأمريكية بدأت مراجعة لاكتشاف وثائق سرية في مركز "بن بايدن" للدبلوماسية والمشاركة، وسط العاصمة واشنطن، الذي أعلنه الرئيس جو بايدن بعد أن شغل منصب نائب الرئيس.

ووفق الإعلام الأمريكي، فإن البيت الأبيض أكد أن التحقيق جار بالتعاون مع وزارة العدل، وسرعان ما سلم الوثائق إلى إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية، وهي الوكالة المكلفة بمعالجة السجلات الرئاسية.

وحسب الصحيفة البريطانية، أن ما يزيد خطورة الأمر، أن مركز ابن بايدن للدبلوماسية والمشاركة العالمية لم يتأسس حتى عام 2018، مضيفة: "ومن ثمّ لا أحد، باستثناء بايدن نفسه، يعرف أين كانت الوثائق خلال الفترة بين تركه لمنصب نائب الرئيس في يناير 2017 وافتتاح مركز الدراسات في العام الذي يليه".

يذكر أن بايدن كان نائب رئيس الولايات المتحدة السابع والأربعين من 2009 إلى 2017 إبان حكم الرئيس باراك أوباما.

سعادة ترامب

وأشارت "تلغراف" إلى أنه مع أنباء العثور على المزيد من الوثائق في مرآب السيارات بمنزل بايدن في ولاية ديلاوير، لا بد أن ذلك تسبب في سعادة كبيرة لترامب، مضيفة: "لعله رقص من شدة الفرح".

ورأت أنه إضافة إلى كونها ضربة مدمرة لبايدن، فهي دفعة كبيرة لترامب، قبل مواجهة محتملة بين الرجلين في انتخابات الرئاسة لعام 2024.

العثور على الوثائق كان قبل وقت قصير من تعيين وزير العدل ميريك غارلاند، جاك سميث، مستشارًا خاصًا للإشراف على التحقيق الجنائي، في إساءة تعامل الرئيس السابق دونالد ترامب المحتملة مع مئات الوثائق السرية، التي نُقلت إلى مقر إقامته بفلوريدا بعد انتهاء فترة رئاسته.

وحسب وسائل إعلام أمريكية، اكتُشفت وثائق بايدن، عندما كان محامو الرئيس الشخصيون يحزمون الملفات المحفوظة في خزانة مغلقة للتحضير لإخلاء مكتب في المركز، استخدمه بايدن بشكل دوري منذ منتصف عام 2017 حتى أطلق حملته الرئاسية عام 2020.

ورأت الصحيفة البريطانية، أن هذه القضية تفسد ما كان متوقعًا أن يكون إحدى النقاط الرئيسة في هجوم الرئيس بايدن على منافسه المحتمل، "وهي أن الناخبين لا يستطيعون الوثوق بترامب بشأن تعامله مع أسرار الأمة".

وأفادت بأن عديد الأمريكيين لا يستطيعون الوثوق بأي من الرجلين، بينما انقلبت الطاولة ضد الرئيس الحالي (بايدن)، وجاء اليوم الذي يسخر فيه الجمهوريين منه.

وأضافت: "ألم يلحظ بايدن يومًا تلك الصناديق التي تحمل علامة (سري للغاية) في المرآب؟"، متابعة: "قد لا يستطيع أحد الوصول إلى هذا المرآب سوى ابنه هانتر، الذي يخضع للتحقيق في عديد المعاملات التجارية الأجنبية".

أمام هذه الاتهامات، أكد بايدن، أنه لا يعرف مضمون الوثائق السرية التي وجدت في مكتبه، وتعود للفترة التي كان فيها نائب الرئيس في عهد أوباما بين عامي 2009 و2017، وعُثر عليها مؤخرًا في مركز أبحاث بواشنطن كان أحيانًا يعمل منه.

وقال للصحفيين على هامش قمة أمريكية كندية مكسيكية في مكسيكو: "أهتم بشكل جدي بالوثائق السرية"، مشيرًا إلى أن المحامين في مكتبه سلموها إلى الأرشيف.

كما أضاف: "أستغرب نقل وثائق حكومية إلى مكتبي"، معربًا عن أمله بأن ينتهي الفحص قريبًا.

كان بايدن قد أكد "تعاونه" مع وزارة العدل، بعد العثور على وثائق سرية في منزله الخاص بويلمينغتون في ولاية ديلاوير.

وقال بايدن للصحفيين: "أتعامل مع قضية الملفات السرية بجدية كبيرة، نتعاون مع وزارة العدل".

وعلق بايدن على تلك الواقعة بقوله: "سنرى كل هذا يتكشف، أنا واثق"، وأضاف للصحفيين أن المرآب الذي عُثر فيه على الوثائق "كان مغلقًا لوجود سيارته الكورفيت"، وهو ما أثار استياء مستشاريه الذين عدوه خرج عن النص.

التحقيق

وبينت "تلغراف" أنه بعيدًا عن هفوات بايدن واستياء مستشاريه، وبعيدًا أيضًا عن سخرية الجمهوريين منه، فإن هناك محققًا خاصًا يتولى التحقيق في القضية، كما هو الحال مع ترامب، مضيفة: "إنهما في قارب واحد، وتتسرب إليهما المياه"، في إشارة إلى أن الرجلين يعانيان تدهور شعبيتهما، قبل عام واحد من المواجهة المحتملة بينهما على رئاسة الولايات المتحدة.

فبالنسبة لترامب، ربما يكون هذا قد قلل من احتمال توجيه الاتهام إليه في النهاية، إذ إنه من المؤكد أن يقل الاهتمام السياسي والإعلامي بقضيته، بعد كشف قضية بايدن.

أما الديمقراطيون، فلا شك أنهم سيستمرون في القول إن تصرفات ترامب كانت أسوأ، لكنهم سيتوقفون عن دعوته لمواجهة التهم، خوفًا من أن يرد الجمهوريين بالمطلب ذاته، ويتمسكون بضرورة أن يفعل بايدن ذلك أيضًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب جادل بأنه رفع السرية عن الوثائق، التي عُثر عليها في منتجع مار إيه لاغو، قبل أن يغادر منصب الرئيس.

وكنائب للرئيس، كانت لبايدن السلطة نفسها، لرفع السرية عن الوثائق التي ظهرت لاحقًا في مكتبه وفي المرآب، ومع ذلك لم يجادل بايدن بأنه فعل ذلك، بل أكد أنه لم يكن يعلم بوجود الوثائق هناك.