الأميرة ديانا... لا تزال تبهر العالم بعد 25 عامًا على وفاتها

يقول مؤرخ العائلة الملكية إيد أوينز لوكالة فرانس برس إن وليام وهاري، الراشديْن أعادا ابتكار صورة لديانا، أضفيا عليها شيئًا من القدسية.

الأميرة ديانا... لا تزال تبهر العالم بعد 25 عامًا على وفاتها

السياق

نهاية أغسطس 1997، طارد المصورون -للمرة الأخيرة- الأميرة ديانا فعلقت في الأذهان إلى الأبد صورتها، حين توفيت عن عمر 36 عامًا في حادث سير بباريس.

ورغم مرور ثلاثة عقود على وفاتها، لا تزال هذه الصورة تجسّد للبعض، أيقونة الجمال والإنسانية.

تقول بيني جونور، كاتبة السيرة الذاتية لأفراد الأسرة الملكية البريطانية، إن إحياء ذكرى ديانا "يعيد الناس بعواطفهم إلى حيث كانوا حين توفيت".

أمّا الأمير تشارلز الذي وقع طلاقه من ديانا قبل عام من وفاتها، فتشكلّ هذه الذكرى "عودة إلى نقطة البداية".

تزوّجت الشابة الأرستقراطية ديانا سبنسر -عن عمر 20 عامًا- الأمير تشارلز الذي كان يكبرها بـ12 عامًا، في تموز 1981.

شُبّه زواجهما في كاتدرائية القديس بولس، الذي شاهده 750 مليون شخص عبر التلفزيون واحتشد نحو 600 ألف شخص لمتابعته في شوارع لندن، بالقصص الخيالية.

غير أن ارتباطهما لم يدم طويلًا، وتابعت الصحافة الصفراء البريطانية أخبار الفضائح، التي تخللت اتحادهما الذي انتهى بالطلاق عام 1996.

 

شخصية ساحرة

عام 1995، أكّدت ديانا -في مقابلة مع قناة "بي بي سي" البريطانية- وجود "ثلاثة أشخاص" في زواجها، في إشارة إلى العلاقة التي كان يقيمها زوجها آنذاك الأمير تشارلز مع كاميلا باركر بولز.

وأقرّت ديانا أيضًا بأنها في علاقة برجل آخر، وعبّرت عن شكوكها في قدرة تشارلز على أن يصبح ملكًا.

سحرت ديانا الجمهور بضعفها وشكوكها، وأبهره كشف أسرار العائلة الملكيّة.

وصُبت الانتقادات على المقابلة من كل حدب وصوب، وتناولت طريقة كسب الصحفي مارتن بشير ثقة الأميرة من خلال الأكاذيب والوثائق المزيّفة.

وقال الأمير وليام إن هذه المقابلة -ضمن برنامج "بانوراما" الاستقصائي- أمعنت في تحطيم العلاقة بين والديه و"أججت المخاوف والبارانويا والوحدة (التي عاشتها أمه) خلال السنوات الأخيرة" من حياتها.

وحصل الأمير على وعد من "بي بي سي" بأن المقابلة لن تُبثّ في المستقبل.

بدوره، يقول مؤرخ العائلة الملكية إيد أوينز لوكالة فرانس برس إن وليام وهاري "الراشديْن أعادا ابتكار صورة لديانا، أضفيا عليها شيئًا من القدسية"، مشددًا على أن الحالة لم تكن مشابهة في تسعينيات القرن الماضي، حين أعرب "كثيرون عن عدم تحبيذهم الطريقة التي لطخت بها سمعة العائلة الملكيّة، من خلال التحدث مع صحفيين عن علاقتها بتشارلز".

ويرى أوينز أن سنوات العقد الأول من القرن الجاري رمّمت صورة تشارلز، قبل أن يقوم نجلاه وليام وهاري، إلى جانب مسلسل ذا كراون، الذي تعرضه منصة نتفليكس "بتجميل فكرة المأساة الإنسانية".

 

طفولة غير عادية

تتحدر ديانا فرانسيس سبنسر المولودة في الأول من يوليو 1961 من عائلة أرستقراطية، لها روابط قديمة بالأسرة الملكيّة.

في طفولتها، كانت تنادي الملكة إليزابيث الثانية "العمّة ليليبيت"، وكانت تلعب في بعض الأحيان مع الأميرين أندرو وادوارد في المقرّ الملكي في ساندرينغهام.

أثّر فيها طلاق أهلها الصاخب، وتركت مقاعد الدراسة عن عمر 16 عامًا من دون أن تحصل على شهادة. كانت خجولًا وغير مهتمة كثيرًا بالدراسة الأكاديمية، لكنها كانت تحبّ العزف على البيانو والرقص.

عام 1977، قضت فصلًا دراسيًا في مدرسة داخلية سويسرية متخصصة بتعليم حسن التصرّف، ثم عادت إلى لندن حيث بدأت تعمل في حضانة أطفال، إلى حين بدأ تشارلز التقرب منها عام 1980، بعدما كان يبدي اهتمامًا بسارة، شقيقة ديانا الكبرى.

 

شهرة عالمية

بعد زواجهما، طغت شهرة ديانا العالمية على شهرة زوجها.

واستفادت من وضعها للدفاع عن الأكثر عوزًا ومساعدة مرضى الإيدز والجذام والحثّ على إزالة الألغام المضادة للأفراد.

لكن بعيدًا عن الأضواء، كانت ديانا مصابة بالبوليميا، أو النهام العصبي، وهو أحد اضطرابات الأكل، وتعاني عدم حبّ زوجها لها واهتمامه بها ولامبالاة باقي أفراد العائلة الملكيّة.

عام 1992، قبل أشهر من انفصالها عن تشارلز، نشر الصحفي أندرو مورتون سيرة حياتها، وتتحدث عن انهيار زواجها ومعاناتها مع النهام ومحاولاتها الانتحار، بالاستناد إلى أسرار أفضت بها ديانا.

نهاية عام 1995، وجّهت الملكة إليزابيث لتشارلز وديانا رسالة تنصحهما فيها بالطلاق.

وأُعلن طلاقهما رسميًا في 28 أغسطس 1996، وخسرت حينها ديانا لقبها المَلَكيّ.

كانت في تلك الفترة حديث وسائل الإعلام، لكن صَعب عليها أن تعيد لملمة حياتها.

وأُغرمت بطبيب قلب باكستاني يُدعى حسنت خان، لكن سرعان ما انتهت علاقتهما في يونيو 1997.

ارتبطت بالمصري الثري دودي الفايد، غير أنهما قُتلا معًا بحادث في 31 أغسطس 1997 حين اصطدمت سيارتهما بعمود في باريس بينما كان يطاردهما مصورون.

وبكى العالم ديانا، ووُضعت الورود من أجلها أمام قصر كينسينغستون، واصطفّ عدد لا يحصى من الأشخاص في شوارع لندن تكريمًا لها، خلال مراسم جنازتها التي أدّى خلالها المغنّي ألتون جون أغنية "كاندل ان ذا ويند" التي كان قد كتبها لمارلين مونرو ثم أعاد كتابتها لديانا.