تحركات أمريكية ضد طهران.. هل توجه ضربة عسكرية لإيران؟
محادثات فيينا تأتي على وقع استعداد إسرائيلي أمريكي، لبحث استهداف محتمل لمنشآت نووية إيرانية إذا فشلت الدبلوماسية، إذ رجحت مصادر إسرائيلية أميركية متطابقة، أن يبحث وزيرا الدفاع الأمريكي لويد أوستن والإسرائيلي بيني غانتس، إجراء مناورات عسكرية مشتركة تحاكي استهداف منشآت نووية إيرانية.

ترجمات - السياق
مع استئناف جولة جديدة من المفاوضات، بين القوى الكبرى وإيران في فيينا، بشأن برنامجها النووي، تتجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تشديد تطبيق العقوبات على طهران، مع تعثر الجهود الدبلوماسية لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015.
ونقلت صحيفة وول ستريت، عن مسؤولين كبار في وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين، أن الولايات المتحدة سترسل وفدًا رفيع المستوى، برئاسة رئيس مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة، أندريا جاكي، الأسبوع المقبل إلى عدد من الدول، لبحث تشديد أي تعاملات تجارية واقتصادية مع طهران.
تأتي هذه التطورات، مع استئناف محادثات فيينا، بينما أعلنت الولايات المتحدة أن مبعوثها بشأن إيران روبرت مالي، يعتزم المشاركة في هذه الجولة من المحادثات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، خلال مؤتمر صحفي، إن بلاده ستراقب ما إذا كانت إيران ستقدم طروحًا جدية خلال الجولة الجديدة، معتبرًا أن العودة المتبادلة للامتثال للاتفاق النووي، لا تزال قابلة للتطبيق.
استعداد التفاوض
كان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أكد استعداد بلاده "للمفاوضات غير المباشرة بشأن الملف النووي الإيراني"، مشيراً إلى أن "المبعوث الأمريكي روبرت مالي سيشارك في محادثات فيينا النووية المقررة الخميس 9 ديسمبر".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر إيرانية مطلعة قولها: إن "لدى الوفد الإيراني إلى محادثات فيينا 5 مطالب، أول هذه المطالب رفع العقوبات المتعلقة بالاتفاق النووي وغيره"، مستبعدة التوصل إلى نتيجة قريباً في محادثات فيينا.
يشار إلى أن إيران قدمت مسودتين في اجتماعات فيينا، بشأن إلغاء العقوبات والالتزامات النووية، وقال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، إن تقديم إيران هاتين المسودتين "دليل على جديتها في المفاوضات".
استهداف المنشآت
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن هذه الخطوة الأمريكية تأتي في الوقت الذي تبدو فيه احتمالات استعادة الاتفاق النووي لعام 2015 قاتمة بشكل متزايد، رغم الخلافات على بعض النقاط.
وأشارت إلى أن المفاوضات لإحياء الاتفاق تتواصل في فيينا، بين إيران وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بمشاركة أمريكية مباشرة لأول مرة، رغم أن إيران ترفض التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة.
وذكرت أنه بعد توقف دام خمسة أشهر، فرضته الحكومة الإيرانية المتشددة الجديدة برئاسة إبراهيم رئيسي، استؤنفت المحادثات الأسبوع الماضي لكنها توقفت، حيث اتهم مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إيران، بالتراجع عن التسويات المتفق عليها مع الحكومة الإيرانية السابقة، الربيع الماضي.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن هذه المحادثات تأتي على وقع استعداد إسرائيلي أمريكي، لبحث استهداف محتمل لمنشآت نووية إيرانية إذا فشلت الدبلوماسية، إذ رجحت مصادر إسرائيلية أميركية متطابقة، أن يبحث وزيرا الدفاع الأمريكي لويد أوستن والإسرائيلي بيني غانتس، إجراء مناورات عسكرية مشتركة تحاكي استهداف منشآت نووية إيرانية.
وأضافت المصادر، أن قادة البنتاغون سبق أن أطلعوا مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قبل شهرين، على مجموعة من الخيارات العسكرية المتاحة، لضمان عدم قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي.
هدف رئيس
وأكدت "وول ستريت جورنال" أن الرئيس بايدن كان قد وضع استعادة الاتفاق النووي كهدف رئيس للسياسة الخارجية عقب توليه المسئولية في يناير الماضي، حيث أوضح المسؤولون الأمريكيون أنهم سيفككون العديد من العقوبات الأمريكية، التي أعيد فرضها على إيران، عندما أخرج الرئيس ترامب الولايات المتحدة من الصفقة في مايو 2018.
لكن في الأسابيع الأخيرة -حسب الصحيفة- حذر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون مرارًا وتكرارًا، من أن توسيع النشاط النووي الإيراني يعرِّض للخطر إمكانية استعادة اتفاق 2015، الذي رفع معظم العقوبات الدولية عن طهران، مقابل قيود مشددة ولكن مؤقتة على أنشطة إيران النووية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن إيران بدأت في الأشهر الأخيرة إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، وقيدت وصول مفتشي الوكالة الذرية التابعين للأمم المتحدة إلى المواقع النووية، وبدأت إنتاج اليورانيوم، وهو مادة يمكن استخدامها في صميم إنتاج سلاح نووي، كما طورت أعمالها في مجال أجهزة الطرد المركزي، ما سمح لها بإنتاج الوقود النووي بسرعة أكبر.
وأوضحت، أن كل هذه التطورات، قد تجعل من المستحيل استعادة اتفاق 2015، خصوصًا أن إيران على بُعد 12 شهرًا فقط من إنتاج وقود نووي كافٍ لصنع قنبلة.
وتعليقًا على ذلك، قال المسؤولون الأمريكيون لـ "وول ستريت جورنال" إنهم سيبقون المسار الدبلوماسي مفتوحًا، لكنهم يتطلعون إلى زيادة الضغط الاقتصادي والسياسي على إيران.