فايننشال تايمز: متحور أوميكرون مراوغ وصعب التتبع
تكمن الخطورة في أن أمر تتبع انتشار أوميكرون سيصبح أكثر صعوبة، في وقت تشكل عملية مراقبة المتحور أمرًا بالغ الأهمية لفهم طبيعته

ترجمات – السياق
قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، إنه قد يكون من الصعب تمييز متحور كورونا الجديد "أوميكرون" عن المتحورات الأخرى من خلال اختبارات (PCR) الروتينية، الأمر الذي يجعل تتبع الانتشار العالمي للسلالة شديدة التحور في غاية الصعوبة.
وأوضحت الصحيفة في تقرير أنه "نظرًا لمراوغته الجينية، يمكن التعرف إلى متحور أوميكرون، الذي تم تحديده لأول مرة في جنوب إفريقيا، من خلال نوع معين من اختبار PCR، لأنه لا يمتلك أحد أهداف جينات الفيروس التاجي الثلاثة، الجينS، الذي تم تحليله بمجموعات الكشف التجارية المستخدمة على نطاق واسع، إذ دعمت منظمة الصحة العالمية هذه الطريقة".
وأضافت: "لكن فرعًا من أوميكرون، تم تحديده في سبع حالات متسلسلة على الأقل، في جنوب إفريقيا وأستراليا وكندا لم يعد يمتلك هذه الخاصية، ما يعني أن تسلسل الجينوم الكامل مطلوب لاكتشافه"، مشيرة إلى أن الباحثين صنفوا أقدم شكل تم تحديده من المتحور على أنه (BA.1)، بينما صُنف الفرع الجديد على أنه (BA.2).
وأشارت الصحيفة إلى أنه نتيجة لأوجه الشبه والاختلاف مع المتحور "أوميكرون"، الذي رُصد للمرة الأولى في جنوب إفريقيا، أطلق العلماء على النسخة الجديدة التي ظهرت في دول أخرى "BA.2" أما النسخة الأولى فتسمى BA.1.
صعوبة التتبع
وحذر عدد من الخبراء المختصين في الأوبئة والفيروسات، من أن هذا النوع من أوميكرون، قد يكون أكثر صعوبة في تتبعه، لأن معظم البلدان لديها مراقبة جينية ضعيفة أو لا تمتلك من الأساس، لكنهم شددوا في الوقت نفسه على أن مسحات (PCR) ستظل قادرة على اكتشاف العدوى، بحسب "فايننشال تايمز".
ونقلت الصحيفة عن سارة أوتو، أستاذة علم الأحياء التطوري في جامعة كولومبيا البريطانية قولها: إن تسرب الجين S كان "مهمًا للغاية" في تتبع الارتفاع المبكر لأوميكرون في جنوب إفريقيا.
وأضافت: "كان تسرب الجين S أمرًا بالغ الأهمية للحصول على تلك الرؤية السريعة، في أجزاء مختلفة من جنوب إفريقيا، إذ إنه تم التحقق من أن أوميكرون يمكن أن ينتشر بشكل أسرع من متغير دلتا".
وأيدتها في ذلك، إيما هودكروفت، عالمة الوراثة التطورية بجامعة بازل، وقالت لـ "فايننشال تايمز": "نظرًا لأن (BA.2) لم يتم التقاطه بسبب فشل هدف الجينS، فقد يكون هناك المزيد من أوميكرون أكثر مما نعتقد".
وأضافت: "يمكن أن يكون ذلك مهمًا عندما نتعامل مع مئات الحالات"، لكنها شددت على أنه "من الأرقام التي لدينا الآن، لا أعتقد أن هناك عبئًا خفيًا كبيرًا للغاية من BA.2.
اختلافات
من جانبه، أشار ديفيد ستيوارت، أستاذ البيولوجيا الهيكلية في جامعة أوكسفورد البريطانية، إلى الكثير من الاختلافات بين النوعين الفرعيين، ما يعني أنهما يمكن أن ينتشرا بشكل مختلف، لكنه شدد على أنه لا يوجد سبب مباشر للقلق.
وأضاف ستيوارت لـ "فايننشال تايمز" أن البلدان التي لديها إمكانية الوصول إلى تسلسل الجينوم، ستظل تمتلك معالجة جيدة لانتشار (شقيق أوميكرون)، إذا تم انتشاره.
كان مسؤولو الصحة العالمية حذروا من أن الوصول غير المتكافئ إلى التسلسل الجيني -إما بسبب نقص المعرفة أو نقص كواشف فيروس كورونا أو كليهما- يمكن أن يعيق بشكل خطير مراقبة المتغيرات الجديدة.
مراقبة الانتشار
وكشفت "فايننشال تايمز" أن أكثر من 80 في المئة من جينومات Sars-Cov-2 التي يزيد عددها على 5 ملايين، جاءت من قارتين فقط (أمريكا الشمالية وأوروبا).
وبينت، أنه تم اكتشاف 840 جينومًا من إصدار BA.1 من أوميكرون، مقارنة بسبعة جينومات فقط من النوع الفرعي BA.2.
وتعليقًا على هذه الفوارق بين النوعين، قال بول كيلام، أستاذ علم الجينوم الفيروسي في إمبريال كوليدج لندن، إن التغيير "لن يساعد" العلماء في مراقبة انتشار أوميكرون في المناطق التي تعتمد فقط على فشل هدف الجينS، لكنه أضاف أن ذلك "سيعتمد على النمو النسبي لهاتين السلالتين".
وأضاف أنه يسلط الضوء على "الحجة التي تم طرحها سنوات عدة، بأن تسلسل الجينوم الكامل الرخيص والمتكامل والجيد، يجب أن نهدف إليه ونجعله ممكنًا في جميع أنحاء العالم".
أوميكرون الشبح
كان بعض العلماء ووسائل الإعلام أطلقوا على المتحور الجديد "أوميكرون الشبحي" لقدرته على تضليل فحوص "بي سي آر" بشأن حقيقة أي المتحورات ينتمي إليها.
وتكمن الخطورة في أن أمر تتبع انتشار "أوميكرون" سيصبح أكثر صعوبة، في وقت تشكل عملية مراقبة المتحور أمرًا بالغة الأهمية لفهم طبيعته.
وذكرت "فاينشنال تايمز" أنه ليس من الواضح حتى الآن، مدى تأثير الطفرات الجديدة في "أوميكرون بلس" بقدرته على التفشي وخطورة الإصابة.
كانت مجموعة من العلماء قد اكتشفت الشكل الجديد من متحور "أوميكرون بلس" في جنوب إفريقيا وأستراليا والولايات المتحدة، بحسب البيانات المنشورة على موقع "غيت هب"، التي يستخدمها الباحثون لتقاسم معلومات بشأن كورونا.
ويظهر في المتحور الجديد، العديد من الطفرات التي جرى اكتشافها في "أوميكرون"، لكن ليست جميعها، وبحسب العلماء، فإن المتحور الجديد لديه طفرات عدة.