مليشيات تقتحم مقر مفوضية الانتخابات الليبية.. ولجنة برلمانية لإنقاذ الموقف
قرر مجلس النواب الليبي، في جلسته الطارئة، تشكيل لجنة للتواصل مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، لمعرفة العراقيل والصعوبات.

السياق
16 يومًا تفصل ليبيا عن الحدث الأهم في العشرية الماضية، إلا أن الأيام بل الساعات المتبقية، حبلى بالكثير من الأحداث، التي قد تؤدي إلى إجراء أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا أو إلى عرقلتها.
فطريق المرشحين إلى المنصب الرفيع، بات ملغمًا بالأشواك التي يضعها يومًا تلو الآخر تنظيم الإخوان المسلمين والمليشيات المسلحة، التي تسيطر على الغرب الليبي، حيث مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.
آخر تلك الأشواك، ما قامت به بعض المليشيات المسلحة من اقتحام مقر مفوضية الانتخابات، قبل ساعات من إعلانها القائمة النهائية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل.
المليشيات المسلحة التي اقتحمت المفوضية، تنتمي إلى مدن طرابلس والزاوية ومصراتة، حيث ولد وعاش رئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة، الذي له نفوذ كبير على تلك المليشيات المسلحة، ما أثار تساؤلات عن عدم منعه هؤلاء من اقتحام المفوضية.
اعتصام
ونفذت تلك المليشيات المسلحة اعتصامًا، أمام مقر المفوضية في العاصمة طرابلس، رافعين شعارات «لا للانتخابات من دون دستور»، وهو الشعار ذاته الذي يرفعه تنظيم الإخوان المسلمين، ونادى به قبل أيام رئيس ما يعرف بـ«المجلس الأعلى للدولة» الإخواني خالد المشري ومفتي الإرهاب في ليبيا الصادق الغرياني، ما يعني أن هؤلاء خرجوا مستجيبين لنداء تلك الأجسام الإرهابية، التي ما فتئت تنادي بتأجيل أو إلغاء الانتخابات، خوفًا من استحقاق دستوري قد يقصيهم من المشهد.
وأعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، خوسيه أنتونيو سابادال، عن «قلقه للغاية» من الوضع الحالي، خارج المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، ما يعرِّض حياة الكثيرين للخطر.
تدخل أوروبي
قال سفير الاتحاد الأوروبي، عبر «تويتر»، إن الوضع الحالي خارج مفوضية الانتخابات، يمنع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا، من القيام بعملها في تقديم المساعدة الإنسانية للفئات الأكثر ضعفًا.
وطالب السفير الأوروبي، السلطات الليبية بضرورة ضمان الأمن وحماية الأشخاص والمباني.
من جهة أخرى، قرر مجلس النواب الليبي، في جلسته الطارئة التي عقدت مساء الثلاثاء، تشكيل لجنة للتواصل مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، لمعرفة العراقيل والصعوبات.
لجنة برلمانية
وقال البرلمان الليبي، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن مجلس النواب استأنف جلسته الرسمية الثلاثاء، برئاسة النائب الثاني لرئيس المجلس الدكتور احميد حومة، لمناقشة تطورات العملية الانتخابية.
وأوضح بيان البرلمان، أنه بعد مداولة هذا البند واستيفاء المناقشة فيه، قرر مجلس النواب تشكيل لجنة من: عضو عن اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، وعضو عن لجنة الداخلية ولجنة العدل ولجنة الدفاع والأمن القومي، إضافة إلى عضو عن لجنة متابعة الأجهزة الرقابية، على أن تكون مهمتها التواصل مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، لمعرفة العراقيل والصعوبات وكل الأمور المتعلقة بسير العملية الانتخابية.
وبينما قرر البرلمان الليبي تعليق الجلسة، طالب اللجنة المشكلة حديثًا، بتقديم تقريرها إلى مجلس النواب قبل الجلسة المقبلة.
وعن جلسة الثلاثاء، عزا عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة، قلة النواب الذين حضروا، إلى تأخر رئاسة المجلس في توجيه الدعوة، مشيرًا إلى أن عددًا من النواب لم يتمكنوا من الحضور لأسباب لوجستية.
التحدي الأكبر
وأوضح أوحيدة، في تصريحات صحفية، أن مفوضية الانتخابات قادرة على استكمال العملية الانتخابية من الناحيتين الأمنية والرقابية، إلا أنه قال إن ضمان عدم التزوير والوصول لنتائج شفافة ومقبولة، هو التحدي الأكبر الذي يواجه مفوضية الانتخابات، مطالبًا المفوضية بتحمل مسؤولياتها أمام الشعب الليبي.
المرتزقة
وفي ملف ذي صلة وتأثير في الانتخابات، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، إن اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» وصلت مساء الثلاثاء إلى روسيا، لمناقشة إخراج المرتزقة الأجانب من البلاد.
وقال المحجوب، إن المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز، أجرت اتصالًا بأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 فور وصولها إلى روسيا، مشيرًا إلى أن الاتصال تضمن الاطمئنان على سير عمل اللجنة العسكرية، وما وصلت إليه في ملف إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة.
وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي، أن السفير الليبي في روسيا كان في مقدمة مستقبلي لجنة 5+5 العسكرية المشتركة، مشيرًا إلى أن الأخير أثنى على دور اللجنة في إحلال السلام وتنفيذ اتفاقية جنيف، والعمل على إجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
مهمة روسيا، جاءت بعد انتهاء زيارة اللجنة إلى تركيا، لبحث ملف المرتزقة، الذي يعد أحد أكثر التحديات أمام إجراء انتخابات ليبيا، وسط جهود دولية لإخراجهم بشكل سريع.
مهمة تركيا
وعن مهمة تركيا، قال المحجوب إن لقاءات اللجنة العسكرية «5+5» في تركيا أسفرت عن نتائج إيجابية ومشجعة، تتوافق مع المرحلة الحالية للواقع الليبي.
وقل المحجوب، إن الجانب التركي أكد إجلاء المرتزقة، بالتزامن مع خروج باقي المرتزقة بشكل يشمل الجميع، حسب تنسيق اللجنة العسكرية، من تواريخ وجداول زمنية لذلك.