ساعد شقيقه المتهم بالتحرش الجنسي.. سي إن إن تطرد مذيعها الشهير كريس كومو

أقالت سي إن إن كريس كومو بعد تحقيق بمشاركته في الدفاع عن شقيقه الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو، في مواجهة اتهامات باعتداءات جنسية

ساعد شقيقه المتهم بالتحرش الجنسي.. سي إن إن تطرد مذيعها الشهير كريس كومو
كريس كومو

السياق

"ساعد شقيقه الحاكم السابق لولاية نيويورك، في مواجهة اتهامات باعتداءات جنسية"، كان سببًا كافيًا، دفع شبكة سي إن إن الإخبارية، لإقالة مقدم البرامج والصحفي النجم كريس كومو.

وقالت «سي إن إن»، في بيان، إنها أقالت كريس كومو بعد تحقيق بمشاركته في الدفاع عن شقيقه الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو، في مواجهة اتهامات باعتداءات جنسية، مشيرة إلى أنه استبعد من الشبكة، في إطار هذه القضية قبل أيام من تسريحه.

وأوضحت الشبكة، في البيان الذي نشرته عبر «تويتر»: «طلبنا من مكتب معروف للمحاماة، إجراء التحقيق وعلقنا مهام كومو»، مشيرًا إلى أنه «خلال التحقيق اكتشف معلومات جديدة».

وتابعت «سي إن إن» في بيانها: «خلال عملية المراجعة تلك، ظهرت معلومات إضافية، ورغم قرار الفصل فإننا سنواصل التحقيقات بالشكل المناسب».

 

معلومات جديدة

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة «سي إن إن»، جيف زكر، في بيان: «نعلم جميعًا أننا اتخذنا القرار بوقف كريس كومو عن العمل، في ضوء تقييمنا لبعض المعلومات الجديدة عن ضلوعه بالدفاع عن أخيه. اليوم أُعلم كريس أننا ننهي توظيفه في الشبكة الأمريكية».

وأكد رئيس مجلس إدارة الشبكة، أن «اتخاذ هذا القرار ليس بالأمر السهل، فهناك الكثير من العوامل المعقدة التي تؤثر فيه، لكن مثلما أفعل دائمًا، كان من المهم أن أكون صريحًا معكم»، حسب قوله.

وبحسب «سي إن إن»، فإن تسريح كومو (51 عامًا) جاء بعد نشر وثائق تكشف أن مقدم نشرات الأخبار المسائية، قدَّم النصائح لشقيقه السياسي، الأمر الذي اعتبرته الشبكة الأمريكية غير لائق.

بدوره، قال كريس كومو في رسالة نصية: «ليست هذه هي الطريقة التي أريد أن تنتهي بها مسيرتي في سي إن إن، لكنني أخبرتكم بالفعل لماذا وكيف ساعدت أخي».

وتابع المقدِّم: «إذا اسمحوا لي بأن أقول، بكل أسف، إنه لا يمكنني أن أفتخر أكثر بفريق برنامج كومو برايم تايم، والعمل الذي قمنا به في البرنامج رقم 1 في سي إن إن، في التوقيت الأكثر تنافسية».

 

كومو يرد

وختم كومو بيانه: «أنا مدين لهم جميعًا وسأشتاق لهذه المجموعة من المتميزين الذين قدَّموا عملًا رائعًا»، حسب قوله.

وقال كريس كومو للمحققين الذين استجوبوه في يوليو بشأن النصائح التي قدَّمها لشقيقه الأكبر: «إذا كنت أستطيع مساعدة أخي سأفعل ذلك. إذا أراد أن أستمع إلى أمر ما سأفعل ذلك. إذا أراد أن أؤثر في أمر ما سأحاول فعل ذلك».

كان متحدث باسم «سي إن إن» قال إن «الوثائق التي لم نكن على عِلم بها قبل نشرها، تثير تساؤلات جدية»، مشيرًا إلى أنها «تكشف عن مستوى من التورط في مساعدة شقيقه أكبر مما كنا نعرف».

وفي مواجهة اتهامات باعتداءات جنسية وجَّهتها 11 امرأة على الأقل، اضطر أندرو كومو الحاكم القوي لولاية نيويورك عشر سنوات، الذي له مكانة سياسية على المستوى الوطني عام 2020 بفضل إدارته لأزمة كورونا، للاستقالة أخيرا في أغسطس الماضي.

وفي أكتوبر الماضي، وجهت إلى أندرو كومو، الحاكم السابق الذي كان والده ماريو كومو حاكم نيويورك أيضًا، اتهامات بالاعتداء الجنسي على موظفة سابقة في ديسمبر 2020.

جاء قرار الفصل بعد أن أظهر تقييم للشركة القانونية، التي تعاقدت معها الشبكة، الطريقة التي ساعد بها كريس أخاه أندرو بمواجهة اتهامات بالتحرش الجنسي، أجبرته على التنحي عن مصنبه كعمدة لنيويورك.

 

حياة مهنية

وتقول صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير، إنه كمضيف اجتماعي وأحيانًا قتالي لقناة سي إن إن في التاسعة مساءً، كان كومو في ذروة حياته المهنية في الصحافة الإذاعية التي أقامها خارج عائلته السياسية الشهيرة.

لكن المتاعب التي واجهها شقيقه، الذي استقال من منصب الحاكم في أغسطس الماضي، هي التي أدت في النهاية إلى تورط كومو في جدل بدا أنه عجل بإقالته.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه حتى الشهر الماضي، كان كومو يتمتع بدعم رئيس سي إن إن، جيف زوكر، ولم يواجه أي انضباط بسبب وضع استراتيجياته في الكواليس مع مساعدي أندرو كومو السياسيين، ما يمثل انتهاكًا للمعايير الصحفية الأساسية.

لكن الوثائق التي أفرج عنها في 29 نوفمبر، كشفت أن المذيع قدَّم المشورة بشأن تصريحات أندرو كومو العلنية، وبذل جهودًا للكشف عن حالة المقالات المعلقة في منافذ إخبارية أخرى.

 

صداع طويل

وتقول «نيويورك تايمز»، إن مشهد تقديم مذيع رفيع المستوى، المشورة لشقيقه السياسي القوي وسط الفضيحة، كان بمنزلة صداع طويل الأمد للعديد من صحفيي سي إن إن، أعربوا عن عدم ارتياحهم للإجراءات التي من وِجهة نظرهم، تهدد مصداقية الشبكة.

وعبَّـر مذيع "سي إن إن" جيك تابر مخاوفه في مايو الماضي، قائلًا، لصحيفة نيويورك تايمز إن زميله «وضعنا في موقف سيئ (..) لا يمكنني تخيل عالم يعتقد فيه أي شخص في الصحافة أن ذلك كان مناسبًا».

مع ذلك، فإن توقيت إقالة كومو، في الخامسة من مساء السبت، فاجأ العديد من أعضاء غرفة الأخبار في «سي إن إن».

وقالت الشبكة، إنها ستبدأ مراجعة داخلية لسلوك كومو، لكن مديريها التنفيذيين لم يخططوا على الفور لتوظيف شركة محاماة خارجية، وفقًا لمطلع على عملية صنع القرار الداخلي للشبكة، إلا أنه قال إن الخطة تغيرت في الأيام الأخيرة، ورفضت "سي إن إن" تحديد اسم شركة المحاماة التي احتفظت بها.

 

خبرة طويلة

قبل انضمامه إلى شبكة «سي إن إن»، أمضى كومو سنوات كمراسل على الهواء، حيث غطى حرائق الغابات وإطلاق النار ومناطق الحروب، وأبرزها في شبكة ABC News.

وبحسب «نيويورك تايمز»، فإن كومو كان من أوائل المعينين الرئيسين لزوكر بعد أن أصبح رئيسًا للشبكة عام 2013، مشيرة إلى تنظيم عرض صباحي بعنوان «يوم جديد» عن شخصية كومو المبهجة وسريعة الكلام على الهواء.

وتقول الصحيفة الأمريكية: عام 2018، انتقل كومو إلى وقت الذروة، مشيرة إلى أن «Cuomo Prime Time» أصبحت الساعات الأعلى تقييمًا على قناة CNN، رغم أنها تجتذب بانتظام مشاهدين أقل من المنافسين على Fox News و MSNBC.

وبداية الوباء، أصبح أندرو كومو شخصية وطنية رائدة في استجابة الحكومة، وأجرى مقابلة مع أخيه وقت الذروة، ونال مزاحهما ومحادثاتهما العاطفية شعبية كبيرة من المشاهدين.

 

نجاح باهر

وارتفعت التقييمات بشكل أكبر بعد إصابة كريس كومو بكورونا، حيث واصل البث وإجراء مقابلات مع شقيقه من الحجر الصحي في قبو منزله بلونغ آيلاند.

وفي العام التالي، بينما كان أندرو كومو يواجه عددًا متزايدًا من اتهامات التحرش الجنسي، تخلى كريس كومو عن الإبلاغ عن الفضيحة، تاركًا فجوة في أوقات الذروة في تغطية CNN لما كان يتحول إلى قصة إخبارية وطنية.

وفي الوقت نفسه، بعيدًا عن مكتب الدعم، كان كريس كومو يشارك في جلسات الاستراتيجية مع كبار مساعدي الحاكم، كما اتضح أن أندرو كومو رتب لاختبارات كورونا لأخيه، لتلقي العلاج على سبيل الأولوية من قِبل الدولة، بينما لم تقم "سي إن إن" بتأديب كريس كومو، وفي وقت من الأوقات عرضت على المذيع إجازة، إذا كان يرغب في مساعدة أخيه بشكل رسمي.

وبعد استقالة أندرو كومو، دافع كريس كومو عن نفسه في حلقة 16 أغسطس الماضي من برنامجه قائلًا: «أنا لست مستشارًا، أنا أخ (..) لم أهاجم ولم أشجع أي شخص على مهاجمة أي امرأة تتقدم. لم أقم مطلقًا بإجراء مكالمات للصحافة بشأن حالة أخي».

لكن الدفعة الجديدة من الشهادات والرسائل النصية، أشارت إلى أن كومو عمل مستشارًا وتواصل مع الصحفيين، وقال للمحققين: «عندما سُئل، كنت أتواصل مع المصادر والصحفيين الآخرين، لمعرفة ما إذا كانوا قد سمعوا عن خروج أي شخص آخر».

وفي سبتمبر الماضي، كشفت زميلة سابقة أخرى هي شيلي روس، عملت مع كومو في ABC News، حالة لمسها فيها المذيع بشكل غير لائق في اجتماع عام 2005».