تشعر بالغضب من النزعة الانفصالية.. مَن هي فاليري بيكريس التي تحلم برئاسة فرنسا؟
تقول فاليري: أشعر بغضب الناس، الذين يشعرون بالعجز في مواجهة العنف، وظهور النزعة الانفصالية الإسلامية، هؤلاء الذين يشعرون بأن قيمهم ونمط حياتهم مهدد بسبب الهجرة غير المنضبط

ترجمات - السياق
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن خطوات فاليري بيكريس -أول مرشحة رئاسية عن حزب الجمهوريين اليميني- نحو قصر الإليزيه ثابتة، واصفة كلماتها بالجريئة، واستشهدت بمقولتها: "سأكون أول رئيسة لفرنسا".
وفي أول خطاب لها، بعد ترشيحها من حزب الجمهوريين، قالت فاليري إنها تريد إعادة السلطة إلى الأمة، والعمل على تكريس العدالة، ومنع الهجرة، وتقليص القطاع العام.
وأضافت: "أشعر بغضب الناس، الذين يشعرون بالعجز في مواجهة العنف، وظهور النزعة الانفصالية الإسلامية، هؤلاء الذين يشعرون بأن قيمهم ونمط حياتهم مهدد بسبب الهجرة غير المنضبطة".
كابوس
واختيرت فاليري بيكريس، المنتمية إلى الجناح الليبرالي، السبت الماضي، مرشحة لحزب الجمهوريين اليميني الفرنسي للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2022، متقدمة بشكل واضح، على النائب إيريك سيوتي، المعروف بانتمائه إلى أقصى اليمين، وبذلك تكون رئيسة منطقة "إيل دو فرانس" التي تشمل باريس أول امرأة تمثل اليمين بانتخابات رئاسية في فرنسا.
وحسب "الغارديان"، تعد فاليري بالنسبة إلى الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون كابوسًا، لكونها امرأة خصوصًا مع جنوح الفرنسيين نحو التغيير، وهي أول امرأة تترشح لمنصب الرئيس عن الحزب اليميني التقليدي، الذي يهيمن عليه الذكور بقيادة شارل ديغول وجاك شيراك ونيكولاس ساركوزي، وقُدِّمت كأمل جديد، بعد مسيرة سياسية لها استمرت أكثر من 20 عامًا.
وأضافت الصحيفة البريطانية: عندما عبرت فاليري ريف فرنسا هذا الصيف، وزارت المزارع والقرى، وعدت بتحطيم السقف الزجاجي للجمهورية الفرنسية، وقالت داخل قاعات الاجتماعات في ابتهاج "سأكون أول رئيسة لفرنسا".
منعت البوركيني
ورغم وجود مرشحات أخريات، يتنافسن على اليسار واليمين المتطرف، تؤكد الغارديان أن بيكريس هي الأولى بالنسبة للجمهوريي،. إذ اختيرت مرشحة رئاسية، بعد صراع على بطاقة يمينية قوية تحت شعار "استعادة كبرياء فرنسا وحماية الفرنسيين".
وكشفت "الغارديان" الخطوط العامة لبرنامج المرشحة، ويشمل خفض تصاريح الإقامة للمهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي إلى النصف، وإجراء استفتاء لتغيير القانون الدستوري، وإدخال حصص الهجرة، كما وعدت بإنهاء القانون الخاص بـ 35 ساعة عمل في الأسبوع، ورفع سن التقاعد إلى 65 عامًا، وإلغاء 200 ألف وظيفة في القطاع العام، وبناء المزيد من المفاعلات النووية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن بيكريس التي أدارت منطقة إيل دو فرانس، التي تشمل الضواحي الشاهقة حول العاصمة، كانت دائمًا ما تعد بالتشدد في "القانون والنظام"، كما أنها حظرت "البوركيني"، أو ملابس السباحة للجسم كله، من مناطق الترفيه الخارجية.
وذكرت "الغارديان" أنه قبل أن تشرّع فرنسا زواج المثليين عام 2013، خلال فترة سياسية متوترة من احتجاجات الشوارع من المحافظين، قالت فاليري إنها تفضل شكلًا من أشكال الارتباط المدني بدلًا من حقوق الزواج.
بين تاتشر وميركل
وحسب "الغارديان" فإن بيكريس تُشبِّه نفسها بالزعيمة البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، لشجاعتها و "يدها الحازمة"، لكنها تهدف إلى أن تقود بلادها مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فتقول عنها إنها كانت جيدة في المجمل، وتركت ألمانيا "أكثر ثراءً وأقوى وأكثر اتحادًا".
ونقلت الصحيفة عن عدد من مؤيدي فاليري قولهم: إن نقطتها القوية في مواجهة ماكرون، هي تجربتها وزيرة ميزانية متدربة في الشؤون المالية.
ووفقًا لرئيسها السابق ساركوزي، فهي "مهووسة" بتفاصيل ملفاتها، ولديها خلفية عن أرضية يمين الوسط التي يحتلها الرئيس الحالي.
مهمة صعبة
ووصفت "الغارديان" مهمة فاليري في الوصول إلى الإليزيه بالصعبة، وقالت في تقريرها: "طالما كان حزبها هو الحزب اليميني في الحكومة، لكنه خسر الرئاسة عام 2012، ويواجه الآن منافسة من المعارضة اليمينية المتطرفة المتزايدة، ليس فقط مارين لوبان، ولكن أيضًا من قِبل المحلل التلفزيوني إريك زمور، فضلًا عن انتقال العديد من الناخبين والسياسيين من وسط الحزب إلى تأييد ماكرون".
لكن ما يدعم حظوظ بيكريس -حسب الصحيفة البريطانية- أنها موظفة حكومية كبيرة سابقة، بدأت حياتها المهنية السياسية مستشارة لجاك شيراك في الإليزيه، وتشترك في اللقب الذي يطلق عليه غالبًا "الجرافة".
خبرة كافية
وأوضحت الصحيفة، أن فاليري، خاضت العديد من الانتخابات، وتمتلك خبرة كافية في إدارة الانتخابات، مشيرة إلى أنها في أول انتخابات برلمانية لها في منطقة إيفلين، خارج باريس، عندما كانت شابة غير معروفة، تغلبت على جنرال عسكري مشهور.
وعام 2015، قادت اليمين للفوز في منطقة إيل دو فرانس اليسارية التقليدية، التي تضم باريس والمنطقة المحيطة بها، وهي الأكثر اكتظاظًا بالسكان والأغنى في فرنسا.
وأشارت إلى أنه في عهد ساركوزي، شغلت بيكريس مناصب وزارية صعبة، بما في ذلك عندما كانت وزيرة للتعليم العالي، إذ واجهت أسوأ احتجاجات في الشوارع بسبب إصلاح النظام الجامعي، وحينها قالت: "صمدت تسعة أشهر في الشارع... لقد توليت أخطر إصلاح في فترة رئاسة ساركوزي، وهو ما لم يرغب أحد في القيام به".
ساركوزي كان قد عينها وزيرة للميزانية، وهو الدور الذي كان عليها أن تتعامل فيه مع تداعيات أزمة الديون السيادية
شخصية ديغولية
ولدت فاليري في بلدة نويي سور سين غرب باريس، لعائلة من المثقفين "الديغوليين"، -أي أتباع الزعيم الفرنسي الراحل (شارل ديغول)- والدها أستاذ للاقتصاد، بينما كان جدها لأمها طبيبًا نفسيًا بارزًا عالج ابنة شيراك من مرض فقدان الشهية، وكان أجدادها من جانب والدتها نشطين في المقاومة الفرنسية، وشارك بعضهم في الحرب العالمية الثانية.
زوجة المهندس جيروم بيكريس، ولديهما ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، وترفض ظهورهم في وسائل الإعلام.
السياسة وماري لوبان
عن نفسها، تقول بيكريس، إنها نشأت كشخصية "ديغولية اجتماعية"، وإنها تؤمن بأن النساء يستطعن القيام بما يقوم به الرجال، مشيرة إلى أنها تخطت درجتين في المدرسة الخاصة، وفازت بالبكالوريا في سن 16، وذهبت إلى أرقى كليات إدارة الأعمال في فرنسا، ثم أصبحت من الطلاب الأوائل في مدرسة التدريب الفرنسية لكبار موظفي الخدمة المدنية.
فاليري أصبحت مستشارة في الإليزيه عام 1998، وتحولت إلى السياسة، لأنها أرادت مواجهة صعود مرشحة اليمين المتطرف جان ماري لوبان، حسب "الغارديان".