ارتفاع أسعار النفط بعد فشل بايدن في تأمين زيادة الإنتاج السعودي
خام برنت ارتفع 2.6 بالمئة إلى 103.88 دولار الاثنين، بعد أن بدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود التكهنات بزيادة الإنتاج

ترجمات - السياق
كشفت صحيفة غارديان البريطانية، أن أسعار النفط واصلت ارتفاعها، بعد فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تأمين زيادة الإنتاج السعودي، مشيرة إلى أن هذه الزيادة ستؤدي إلى استمرار الضغط في المضخات، مع وصول أسعار البنزين والديزل لأرقام قياسية.
وبينت الصحيفة في تقرير، أن أسعار النفط ارتفعت، الاثنين، بعد أن خرج بايدن من محادثاته الأخيرة في الشرق الأوسط من دون اتفاق على زيادة المعروض.
كان بايدن يأمل الحصول على وعد من المملكة العربية السعودية بزيادة إنتاجها من النفط، ما قد يؤدي إلى تخفيف ضغوط الإمدادات العالمية.
وواصلت أسعار النفط مكاسبها خلال تعاملات الاثنين، في أسواق النفط العالمية، مدعومة بضعف الدولار وشح الإمدادات، ما عوَّض المخاوف من الركود واحتمال أن تؤدي إغلاقات واسعة النطاق في الصين لمكافحة كورونا، إلى خفض الطلب مرة أخرى على الوقود.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر عند التسوية 2.54 دولار أو 2.5% إلى 103.70 دولار للبرميل الساعة 0648 بتوقيت غرينتش بعد زيادة 2.1% الجمعة.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أغسطس 2.31 دولار، أو 2.4%، لتصل إلى 99.90 دولار للبرميل، بعد ارتفاعها 1.9% في الجلسة السابقة.
تبديد التكهنات
وأفادت "غارديان" بأن خام برنت ارتفع 2.6 بالمئة إلى 103.88 دولار (86.91 جنيه استرليني) الاثنين، بعد أن بدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود التكهنات بزيادة الإنتاج.
وقال فرحان إن المسؤولين خلال القمة الأمريكية العربية، التي أجريت السبت الماضي، لم يناقشوا أسعار النفط، مشيرًا إلى أن مجموعة دول أوبك بلس ستواصل تقييم أوضاع السوق.
وأضاف وزير الخارجية السعودي، في تصريحات للصحفيين: "نستمع إلى شركائنا وأصدقائنا من أنحاء العالم، خاصةً الدول المستهلكة، غير أن تحالف "أوبك بلس" -نهاية الأمر- يتبع وضع السوق ويوفر إمدادات الطاقة بحسب الحاجة".
ويضم هذا التحالف لمنتجي النفط، روسيا، التي تحاول الولايات المتحدة الضغط على عائداتها النفطية، لمعاقبتها على حربها ضد أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة البريطانية، عن المحلل الاقتصادي نعيم أسلم، كبير محللي السوق في أفاتريد: "الرسالة هي أن "أوبك بلس" هي التي تتخذ قرار عرض النفط، والمجموعة ليست مهتمة بما يحاول بايدن تحقيقه".
سيطرة أوبك
وبينت "غارديان" أن الرسالة التي تلقاها التجار من زيارة بايدن إلى المملكة العربية السعودية، هي "أن أوبك بلس تواصل سيطرتها على إمدادات النفط، ومن ثمّ لا يمكن لدولة واحدة تحديد إمدادات النفط".
وأشارت إلى أن الزيادة في أسعار النفط ستؤدي إلى استمرار الضغط على المضخات، حيث يواجه السائقون في الولايات المتحدة أسعارًا قياسية للبنزين والديزل، مشيرة إلى أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير، لدرجة أن حكومة بايدن طلبت من هيئة المنافسة والأسواق دراسة جيدة لاحتياجات السوق.
ومع ذلك -حسب الصحيفة- تراجعت أسعار خام برنت منذ أعلى مستوياتها بنحو 130 دولارًا في مارس، خلال الأسابيع الأولى من الحرب في أوكرانيا.
كانت أسعار النفط أنهت الأسبوع الماضي منخفضة، للأسبوع الخامس على التوالي، بينما أدت المخاوف من احتمال حدوث ركود عالمي، إلى فرار المستثمرين من أسواق السلع الأساسية.
وانخفض سعر النحاس -المعروف بـ (Dr Copper) لأنه يعد مقياسًا لصحة الاقتصاد العالمي- بنسبة 25% منذ ذروته في مارس.
وحسب الصحيفة، يراقب تجار الطاقة أيضًا أسعار الغاز، وسط اندفاع للإمدادات في أوروبا.
مخزون الغاز
أمام هذه التطورات، بينت "غارديان" أن الدول تتسابق لملء مخزونها من الغاز في حال قطع روسيا للإمدادات قبل الشتاء المقبل، بما في ذلك عبر خط أنابيب نورد ستريم1، الذي أغلق بسبب الصيانة.
وبدأ خط أنابيب نورد ستريم1، وهو أكبر نظام لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، الصيانة السنوية في 11 يوليو الجاري، والمقرر أن تستمر 10 أيام، وتخشى الحكومات والأسواق والشركات تمديد الإغلاق، بسبب الحرب في أوكرانيا، ومن شأن توقف ضخ هذا الغاز أن يلحق الضرر بألمانيا، رابع أكبر اقتصاد في العالم، ويزيد احتمال حدوث ركود.
من جانبها، رددت مجموعة المواد الكيميائية (إينيوس) البريطانية -أحد أكبر مستخدمي الغاز في أوروبا، التي يديرها الملياردير جيم راتكليف- تعليقات الرئيس التنفيذي لشركة شيل، بين فان بيردين، بأن التقنين يمكن أن يقدَّم هذا الشتاء.
ونقلت الصحيفة البريطانية، عن بريان غيلفاري، الرئيس التنفيذي لشركة إينيوس، قوله: "يبدو أننا ننتظر شتاءً سيئًا ومروعًا هذا العام، خاصة في ما يتعلق بنقص السلع التي ينبغي تخزينها استعدادًا له"، وأضاف: "إذا لم تتم إعادة تشغيل نوردستريم1 فإننا سنرى ترشيدًا للاستهلاك في أوروبا غير مسبوق هذا العام".