هل يسير بايدن على خُطى ترامب في الشرق الأوسط؟
يسعى لتوسيع مبادرة ترامب في السياسة الخارجية

ترجمات-السياق
بينما اهتمت عناوين الأخبار الأخيرة، المتعلقة بزيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، بملف صفقة محتملة لخفض أسعار النفط، قالت صحف أخرى إن الرئيس الأمريكي -في الواقع- كان يجري حسابات أخرى، إذ يُقال إنه خطط لتقديم اتفاقية دفاع للسعودية والإمارات.
وجاء في مقال لشبكة "MSNBC" الإخبارية الأمريكية، أنه عندما ترشح بايدن للبيت الأبيض، تعهد بالانفصال عن سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب في الشرق الأوسط، وهو ما كان سيتمثل في إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن من الشرق الأوسط، وتجديد الاتفاق النووي الإيراني، وإنهاء الحرب في اليمن، و"جعل السعودية دولة منبوذة"، مشيراً إلى أنه بعد عدم اتخاذ الخطوات اللازمة للعودة إلى الاتفاق الإيراني، وبعدما حدث أثناء زيارته للمنطقة، فإن سياسة بايدن تبدو -على نحو متزايد- كأنها استمرار لاستراتيجية ترامب في الشرق الأوسط.
وتابع: "لقد اعترف الرئيس الأمريكي بأن رحلته إلى الشرق الأوسط كانت تتعلق بالأمن الإقليمي، وأمن إسرائيل على وجه الخصوص، كما كانت هناك معلومات منتشرة في واشنطن -منذ أشهر- بأنه يسعى لتوسيع مبادرة ترامب في السياسة الخارجية، التي يُطلق عليها الاتفاقيات الإبراهيمية، والتي أدت إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والبحرين والإمارات، حيث يرغب بايدن في دخول السعودية بنوع مماثل من الترتيبات مع تل أبيب، كما بدأت التفاصيل تتسرب للكيفية التي سيحاول بها إقناع المملكة باتخاذ خطوات حاسمة نحو الاعتراف بالأخيرة، لكن هناك أيضًا ملف عرض الولايات المتحدة اتفاقاً أمنياً كبيراً على السعودية والإمارات".
ووفقاً لما نقلته الصحفية، يتعلق الأمر "باتفاق تعاون دفاعي استراتيجي ملزم" يتجاوز أي شيء وافقت عليه الولايات المتحدة في المنطقة من قبل.
وأشار الكاتب إلى أنه يمكن القول إن اتفاقية بايدن الدفاعية لتعزيز مبيعات الأسلحة، سبب عدم التزامه بتعهده بالعودة إلى الصفقة الإيرانية أيضاً، لأن العودة إلى الصفقة تتطلب شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، الأمر الذي يثير غضب إسرائيل والسعودية، وسيعرض ميثاق الدفاع للخطر.
ويفترض أن تجعل اتفاقية بايدن الدفاعية منطقة الشرق الأوسط بشكل عام أكثر أمناً، إذ تمثل الاتفاقيات الإبراهيمية، نهجًا جديدًا ومبدعًا للأمن في الشرق الأوسط.
ويبدو تنظيم بقية المنطقة ضد إيران مفيداً لتوفير الأمن، إضافة إلى الالتزام الأمريكي بالدفاع عن السعودية والإمارات وإسرائيل، في شكل جبهة إسرائيلية أمريكية سعودية إماراتية موحدة.
ورأت بعض العناوين أن الالتزام الأهم، الذي قد تسعى الولايات المتحدة للحصول عليه، من السعودية والإمارات، هو التوافق مع استراتيجية أمريكا لمواجهة روسيا والصين، وتابعت: "لقد تبنى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نهجاً لا هوادة فيه مع بايدن، وفاز فيه بالفعل، فالسعوديون هم مَنْ أملوا على نظرائهم الأمريكيين شروط زيارة بايدن إلى البلاد، ما أدى لإجبار الرئيس الأمريكي بايدن على مقابلة ولي العهد، قبل أن يُسمح له بمقابلة أي مسؤول سعودي آخر".
وأوضح أن النتيجة الأكثر ترجيحاً للقاء بايدن مع ولي العهد السعودي، قبول الرياض وأبوظبي تنازلات بايدن، وعرضهما تعاوناً تكتيكياً على المدى القصير، مع إبقاء خياراتهما مفتوحة في المستقبل.
وقال أحد المقالات الغربية: "منذ اللحظة التي أبرم فيها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الاتفاق النووي الإيراني، عارضته إسرائيل والسعودية والإمارات وفضلت ترتيباً آخر يزيد ربط الولايات المتحدة بالشرق الأوسط ومصالحها الأمنية الخاصة، لكن من خلال الانسحاب من الصفقة الإيرانية، وتوقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، فإن ترامب اتخذ الخطوات الأولى نحو الموافقة على مطالب هذه الدول، ويبدو أن بايدن يكمل الآن ما بدأه ترامب".
وبعد عودة بايدن من الشرق الأوسط، من دون التطرق لهذه الصفقات، يبقى التساؤل عن مصداقية ما تناولته هذه الصحف، وما حدث ربما في الكواليس وأجَّل أو عطَّل، إعلان أي اتفاق أمني في المنطقة.