أوكرانيا تحذِّر من انخفاض كبير في حصاد القمح إذا استمر الحصار الروسي

وزير الزراعة: طريق تصدير البحر الأسود مفتاح الدورة المالية للمزارعين وتخفيف أزمة الغذاء العالمية

أوكرانيا تحذِّر من انخفاض كبير في حصاد القمح إذا استمر الحصار الروسي

ترجمات - السياق

توقَّع وزير الزراعة الأوكراني أن يزرع المزارعون الأوكرانيون ما يصل إلى أقل من ثلثي المعتاد من القمح هذا العام، إذا ظل طريق التصدير الرئيس للبلاد مغلقًا، ما يطيل أزمة الغذاء العالمية.

وقال ميكولا سولسكي إن المزارعين يواجهون أزمة مالية، إذا لم يرفع الحصار الروسي عن البحر الأسود، وقد يفتقر الكثيرون إلى السيولة النقدية، لدفع ثمن البذور والأسمدة ومبيدات الأعشاب والوقود للقمح الشتوي، وسوف يزرعون بذور اللفت بدلاً من ذلك، التي لا تستخدم في إنتاج الحبوب أو الخبز لكن سعرها أعلى، وتكلفة المواصلات فيها أقل.

الحصار الروسي على البحر الأسود، أثَّر في صادرات الحبوب الأوكرانية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وترك بعض البلدان الفقيرة في الشرق الأوسط وإفريقيا تكافح لتأمين القمح.  وأنتجت أوكرانيا، المعروفة باسم سلة الخبز في أوروبا، 33 مليون طن من الحبوب العام الماضي، وقبل الغزو كانت وزارة الزراعة الأمريكية تتوقع أن تصدر 24 مليون طن عام 2022، أي تقريبًا صادرات الولايات المتحدة نفسها، وهي خامس أكبر دولة مصدرة للقمح في العالم، وتستحوذ على 80 في المئة من واردات لبنان، ومورد رئيس لدول مثل الصومال وسوريا وليبيا.

 وقال سولسكي لصحيفة فاينانشيال تايمز -في مقابلة- إن الحصار المطول سيحرم المزارعين من التدفق النقدي و"يكسر الدورة المالية" للزراعة في أوكرانيا، ما يؤدي إلى مزيد من التراجع في الصادرات.

وأضاف: "سيقلل المزارعون البذار الشتوي والقمح والشعير من 30 إلى 60 في المئة".

وتجري أوكرانيا محادثات مع روسيا بشأن صفقة لاستئناف صادرات الغذاء عبر البحر الأسود، لكن إذا ظلت موانئ أوكرانيا مغلقة في الربيع المقبل، قال سولسكي إن المزارعين "سيقللون بشكل كبير" من زراعة الذرة، وسيعملون على زراعة فول الصويا ودوار الشمس بدلاً من ذلك. 

ويؤدي انخفاض إنتاج القمح والذرة عام 2023 إلى إطالة أمد نقص الحبوب في جميع أنحاء العالم، ورفع أسعار الغذاء فترة أطول.

الحرب الروسية تسببت في خسائر فادحة بالزراعة في أوكرانيا -أحد أكبر مصدري الحبوب وزيت الطعام في العالم- إذ يعاني المزارعون نقص القوى العاملة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأسمدة ومبيدات الأعشاب والوقود.

 لكن المشكلة الأكبر، عدم القدرة على التصدير بحراً، بسبب حصار البحر الأسود، حيث صدرت البلاد 54 مليون طن من الحبوب مما حجمه 106 ملايين طن تم حصادها العام الماض ، وفقًا لجمعية الحبوب الأوكرانية.

كذلك الصادرات عن طريق السكك الحديدية محدودة، لأن أوكرانيا والدول المجاورة لها في الاتحاد الأوروبي، تستخدم مسارات مختلفة، وهناك عدد قليل من مرافق إعادة الشحن. 

وتشحن الطرق البديلة عن طريق البر جزءًا بسيطًا من الشحنات البحرية العادية، التي كانت تتراوح العام الماضي بين 6 و7 ملايين طن شهريًا. 

جدير بالذكر أن قرابة 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عالقة في المخازن.

في المقابل تعاني العديد من البلدان انخفاض واردات القمح. 

وصرح لاري فينك، مؤسس شركة بلاك روك، لصحيفة فاينانشيال تايمز -الأسبوع الماضي- بأن المستثمرين يقللون من أهمية التداعيات الجيوسياسية لتضخم أسعار الغذاء.

كان سولسكي متفائلاً بحصاد هذا العام، رغم حقيقة أن القوات الروسية تحتل من 30 إلى 40 في المئة من الأراضي الزراعية الأوكرانية، بينما يتعرض المزارعون القريبون من خط المواجهة للخطر بسبب القتال، حيث تسببت المدفعية الروسية في حرائق بحقول القمح الجاف.

ورغم أن 75 في المئة فقط من الأراضي الصالحة للزراعة في أوكرانيا زُرعت هذا العام، فإن الحكومة تتوقع أن يكون إجمالي المحاصيل الصالحة للزراعة أكبر بنسبة 10 في المئة مما كان متوقعًا قبل بضعة أشهر، عند 60 مليون طن بدلاً من 55 مليون طن، بفضل ظروف النمو الجيدة.

وقال إن نقص التخزين لم يسبب مشكلة حرجة، لأن المزارعين يمكنهم استخدام الأكياس البلاستيكية، أو أنابيب العلف البلاستيكية الطويلة، لتخزين الحبوب، لكن قلة مبيعات الصادرات تشلهم مالياً. 

وقال إن أوكرانيا لديها بعض الأعمال التجارية الزراعية الكبيرة للغاية، لكن 70 في المئة من محاصيلها تزرع في مزارع متوسطة الحجم، ويتعين على كييف أن تتدخل بإعانات للمزارعين. 

وقال: "في أسوأ الأحوال، ستحتاج الحكومة إلى فتح صنابير التمويل".

 وقال سولسكي إن القوات الروسية تواصل سرقة كميات كبيرة من الحبوب من المزارعين، في الأراضي التي تم الاستيلاء عليها، منذ أن شنت موسكو غزوها في فبراير.

 وقال مسؤولون أوكرانيون إن 500 ألف طن من الحبوب تعرضت للنهب، لكن سولسكي قال إن الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى بكثير، لأن المزارعين في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا جنوبي أوكرانيا حصدوا بالفعل ملايين من الأطنان.

وتتبعت الحكومة الأوكرانية الشحنات المشبوهة ونبهت حكومات بلدان المقصد بشأن مصدر الحبوب.

لكنه قال إن القمح الأوكراني ينقل أيضًا إلى روسيا، لتحويله إلى دقيق وعلف للحيوانات، وهو تدفق كان من المستحيل تتبعه.

 واتهمت كييف سوريا، حليفة روسيا، بالاتجار في الحبوب الأوكرانية المسروقة. 

وأشار إلى أن سوريا لن تتمكن من الوصول إلى صادرات الحبوب الأوكرانية، كنوع من العقاب، عند حل النزاع.

 وأوضح: "سوف نتوصل إلى بعض الاستنتاجات بشأن سياستنا التجارية للقمح والذرة في المستقبل".

ترجمة عن: "فايننشال تايمز"