الإمارات تهدد بالانسحاب من صفقة طائرات إف-35.. وواشنطن مازالت مستعدة للبيع
وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عبَّـر عن استعداد بلاده للمضي قدمًا في بيع طائرات إف-35 المقاتلة وطائرات مسيرة للإمارات، إذا كانت لا تزال راغبة.

ترجمات - السياق
قالت صحيفة وول ستريت الأمريكية، إن الإمارات، هددت الولايات المتحدة بالانسحاب من صفقة طائرات من طراز (F-35)، وطائرات من دون طيار من طراز (Reaper)، وذخائر متطورة أخرى، بـ 23 مليار دولار، لكن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عبَّـر عن استعداد بلاده للمضي قدمًا في بيع طائرات إف-35 المقاتلة وطائرات مسيرة للإمارات، إذا كانت لا تزال راغبة.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين في واشنطن، أن الحكومة الإماراتية أبلغت المسؤولين الأمريكيين بأنها تعتزم إنهاء الصفقة، لاعتقادها أن المتطلبات الأمنية التي وضعتها الولايات المتحدة، لحماية الأسلحة عالية التقنية من التجسس الصيني "مرهقة للغاية".
ووصفت الصحيفة التهديد الإماراتي، بالانسحاب من الصفقة الكبيرة، بأنه سيكون "هزة كبيرة" بين حليفين قديمين، بعد خلاف متزايد على دور الصين في الخليج، مشيرة إلى أن أبوظبي أبلغت الإدارة الأمريكية، بأن الصفقة قد تضع السيادة الوطنية للبلاد في خطر.
يأتي التهديد الإماراتي، بإلغاء العقود مع أمريكا، بعد أقل من أسبوعين من توقيع الحكومة الإماراتية صفقة مع فرنسا لشراء 80 مقاتلة من طراز رافال، وعشرات طائرات الهليكوبتر العسكرية، وفقًا للصحيفة.
كانت وكالة رويترز للأنباء نقلت، في أغسطس الماضي، عن مصدر مطلع شارك في حوار مع مسؤولين حكوميين، قوله إن الولايات المتحدة تدرس بيع طائرات F35 المقاتلة "الشبح" للإمارات في اتفاق جانبي، بعد اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل.
هل ألغيت؟
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أنه لم يتضح ما إذا كانت صفقة الأسلحة، التي تم وُقعت في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد ألغيت، أو أن التهديد الإماراتي مجرد خطوة تفاوضية، عشية زيارة وفد عسكري إماراتي رفيع للبنتاغون، لإجراء محادثات تستمر يومين.
وأشارت إلى أن الرسالة كتبها مسؤول "صغير نسبيًا" في الحكومة الإماراتية، ما يشير إلى أن التهديد قد يكون "تكتيكًا تفاوضيًا" قبل اجتماع 15 ديسمبر.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم: في حين أن لدى للولايات المتحدة مخاوف أمنية مشروعة "هناك اندفاع نحو إنقاذ صفقة مخصصة لحليف خليجي".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إماراتي قوله في بيان: "أبلغت الإمارات الولايات المتحدة بأنها ستعلق المناقشات بشأن الحصول على طائرات إف 35، حيث أدت المتطلبات الفنية والقيود التشغيلية التي تمس السيادة، وتحليل التكلفة والفائدة إلى إعادة التقييم".
وأضاف: "تظل الولايات المتحدة المزود المفضل لدولة الإمارات العربية المتحدة لمتطلبات الدفاع المتقدمة، وقد يُعاد فتح المناقشات بشأن مقاتلة F-35 في المستقبل".
ووفقا لـ "وول ستريت جورنال" فإن المسؤولين الأمريكيين ينتابهم "قلق متزايد بشأن نفوذ الصين في الخليج"، ما دفعهم إلى "تحديد شروط من شأنها أن تضمن أن الجيل الخامس من المقاتلات النفاثة والطائرات من دون طيار المتقدمة، لن تكون عرضة للتجسس الصيني".
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن "المسؤولين الأمريكيين، أقروا بتسلُّم الرسالة والمخاوف الإماراتية"، ونقلت عن مسؤول بارز قوله: "نظل ملتزمين بهذه المبيعات، وقد أثار الإماراتيون بعض المخاوف... هذا الإجراء ليس غريباً بالنسبة لمبيعات الأسلحة الكبيرة، ونأمل أن نتمكن من العمل من خلال هذه القضايا، ونعتقد أن الحوار العسكري المشترك سيمنحنا فرصة لذلك".
شراكة قوية
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن الإمارات وقَّعت اتفاقية في يناير الماضي مع الولايات المتحدة، لشراء طائرات مقاتلة ومسيرة، ومعدات دفاعية، بـ 23 مليار دولار.
وقالت سفارة الإمارات لدى واشنطن، في بيان، إن "الإمارات أنهت خطابات اتفاق مع حكومة الولايات المتحدة، للحصول على طائرة إف-35 ومعدات دفاعية أخرى، كما أُعلن ضمن جداول زمنية محددة".
وأوضحت السفارة أن "القيمة الإجمالية للعقود تقدر بـ23 مليار دولار، وتشمل ما يصل إلى 50 مقاتلة من طراز إف-35 بـ 10.4 مليار دولار، و18 طائرة من دون طيار من طراز (إم كيو-9 بي) بـ 2.97 مليار دولار، وذخائر مختلفة بـ 10 مليارات دولار".
ولفتت إلى أن "الاتفاقية تشمل شروط شراء الإمارات للطائرات وتكلفتها والمواصفات الفنية وجداول التسليم المتوقعة".
وأشارت السفارة إلى أن "هذه الصفقة تؤكد عمق الشراكة الإماراتية الأمريكية، في مواجهة التهديدات الإقليمية المتطورة".
ولفتت إلى أنها "تتماشى مع استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكي، التي تهدف إلى تمكين الشركاء من تحمُّل المزيد من المسؤولية عن أمنهم الخاص والأمن في الشرق الأوسط".
كان يوسف العتيبة، سفير الإمارات في واشنطن، أعرب عن تقدير بلاده لتصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على صفقتي الطائرات المسيرة ومقاتلات إف- 35.
وفي تصريح جديد، قال العتيبة: "شراكتنا مع الولايات المتحدة لا تزال من أهم علاقاتنا في العالم... نأمل أن نتمكن من حل المشكلات المعلقة في المستقبل".
خوف من الصين
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن المخاوف الأمريكية، بسبب نمو الوجود الصيني في الخليج، مشيرة إلى أن بكين من أقرب الشركاء التجاريين لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن مخاوفهم من بوادر تعاون أمني ناشئ بين البلدين.
وأشارت إلى أن انهيار الصفقة، من شأنه أن يغذي التصورات داخل الشرق الأوسط وأماكن أخرى، بأن دور أمريكا الذي استمر عقودًا مزودًا آمنًا مفضلًا في المنطقة، آخذ في التضاؤل.
رد أمريكا
بدوره، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، استعداد بلاده للمضي قدمًا في بيع طائرات إف-35 المقاتلة وطائرات مسيرة للإمارات، إذا كانت لا تزال راغبة.
وقال بلينكن: "تظل الولايات المتحدة المزود المفضل لدولة الإمارات العربية المتحدة لمتطلبات الدفاع المتقدمة، وقد يُعاد فتح المناقشات بشأن مقاتلة F-35 في المستقبل"، مضيفاً أن "واشنطن كانت مضطرة لمراجعة بعض الأمور".
وأضاف: "لكنني أعتقد أننا على استعداد للمضي قدمًا، إذا كانت الإمارات لا تزال تريد هذين النوعين من الطائرات".