كاتب أمريكي عن إقالة سي إن إن للمذيع كريس كومو: قرار منافق

بعد توجيه سي إن إن أصابع الاتهام إلى كريس لانتهاك معاييرها وممارساتها يجب رصد انتهاكات المعايير والممارسات التي ارتكبتها إدارة الشبكة نفسها، أو باركتها أو تغاضت عنها.

كاتب أمريكي عن إقالة سي إن إن للمذيع كريس كومو: قرار منافق

ترجمات - السياق

سلَّط الكاتب الأمريكي إيريك ويمبل الضوء على قرار شبكة "سي إن إن" إقالة المذيع كريس كومو، بسبب خلاف مع الشبكة على مدى تورطه في ممارسة الضغط السياسي، ضد مزاعم التحرش الجنسي لشقيقه حاكم نيويورك السابق أندرو كومو.

وقال ويمبل، في مقال لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن قرار الإقالة صدر في الوقت الذي كان معظم سكان الولايات المتحدة يركزون فيه على مباريات كرة القدم الجامعية، قائلاً: إذا كان المسؤولون التنفيذيون في "سي إن إن" حاولوا بذلك دفن الخبر، فإنهم أخطأوا في حساباتهم.

 

انتقادات متبادلة

وأضاف ويمبل أن القصة تعمقت في اليوم الثاني من صدوره، حينما تبادلت الشبكة والمذيع الانتقادات اللاذعة، مشيراً إلى أن "واشنطن بوست" ذكرت في مايو الماضي، أن كريس شارك في جلسات استراتيجية مع موظفي شقيقه، كما تم تسريب المزيد من التفاصيل، في وثائق أصدرها المدعي العام في نيويورك قبل أسبوع.

من جانبه، سخر متحدث باسم كريس، من أي فكرة مفادها أن الوثائق الصادرة عن المدعي العام، فاجأت المديرين التنفيذيين للشبكة، بمن في ذلك رئيسها جيف زوكر، قائلاً إن "كومو يحظى بقدر كبير للغاية من الإعجاب والاحترام من زوكر، كما أنه من المعروف على نطاق واسع أنهم قريبان للغاية وعلى اتصال بشكل منتظم، بما في ذلك تفاصيل دعم كومو لأخيه"، مضيفاً أنه "لم تكن هناك أسرار في هذا الأمر، وهو ما يمكن أن يشهد به آخرون إلى جانب كومو".

 

اتهامات باطلة

يدعي كريس أن إدارة "سي إن إن" كانت على عِلم بجميع تحركاته العلنية والسرية، الخاصة بعمله مع مساعدي شقيقه أندرو في الغرفة التنفيذية لولاية نيويورك، لكن من الصعب تصديق ذلك بالنظر إلى أن وثائق المدعي العام تشير إلى أنه استخدم صلاحياته الإعلامية، لرصد القصص المتداولة عن شقيقه، بحسب الكاتب إيريك ويمبل.

ووفقاً لمصدر، لم يكشف ويمبل هويته، فإن زوكر قال، في مكالمة مع موظفي "سي إن إن"، إن مراجعة هذه القضية من شركة المحاماة "كرافاث، سوين أند مور" خلصت إلى أن كريس "كان أكثر انخراطاً بكثير مما كنا نعرفه ومما أخبرنا به".

وقال ويمبل، إن الشبكة انتقدت مذيعها السابق في بيان قائلة: "لقد وجه كريس عدداً من الاتهامات الباطلة بشكل واضح، وهذا يعزز سبب فصله لانتهاكه معاييرنا وممارساتنا، فضلاً عن افتقاره إلى الصراحة".

وقال ويمبل إنه بعد توجيه "سي إن إن" أصابع الاتهام إلى كريس "لانتهاك معاييرها وممارساتها" يجب رصد انتهاكات المعايير والممارسات التي ارتكبتها إدارة الشبكة نفسها، أو باركتها أو تغاضت عنها، من بينها:

 

المعاملة التفضيلية

أواخر مارس 2020، ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن كريس وأفراد أسرته حصلوا على وصول خاص إلى اختبارات فيروس كورونا بحكم ارتباطهم بالحاكم، حتى أن مسؤولاً صحياً في ولاية نيويورك زار منزله في هامبتونز لأخذ المسحات منه، وهو أمر لا يحظى به أي صحفي آخر.

وبسؤال المتحدث باسم "سي إن إن" عن كيفية رؤية الشبكة لهذه المخالفة؟ قال: "نحن لا نتدخل في القرارات الطبية الخاصة بموظفينا، لكن يجب عدم التعجب من أنه عندما ظهرت الأعراض على كريس، وكان قلقاً من احتمال إصابته بكورونا، في الأيام الأولى لوباء عالمي لا يحدث سوى مرة واحدة في القرن، فإنه لجأ إلى أي شخص يمكنه طلب النصيحة والمساعدة منه، فذلك هو ما كان سيفعله أي شخص مكانه".

 

تضارب المصالح

استضاف كريس كومو شقيقه أكثر من اثنتي عشرة مرة، في برنامجه الذي يقدمه وقت الذروة على "سي إن إن" العام الماضي، ووافقت إدارة الشبكة على هذا الخطأ الأخلاقي الواضح، وقالت في بيان: "شعرنا يأن تحدُث كريس مع شقيقه عن التحديات التي تواجه ملايين العائلات الأمريكية، كان أمراً ذا أهمية إنسانية كبيرة".

 

النشاط السياسي

بعد الكشف عن مشاركة كريس، في جلسات استراتيجية مع الموظفين التنفيذيين في فريق شقيقه أندرو، أصدرت "سي إن إن" بياناً لانتقاده قائلة إنه "من غير المناسب الدخول في محادثات تشمل أعضاء من الفريق الحاكم"، إلا أنها رغم ذلك رفضت معاقبة المذيع.

وبعد تقرير المدعي العام في نيويورك، الذي أكد المخالفات التي ارتكبها كريس، قال مراسل "سي إن إن" بريان ستيلتر: "لا أعتقد أننا سنجد صفحة خاصة بهذا الأمر إذا فتحنا كتاب أخلاقيات الصحافة"، لكن وفقاً لكاتب المقال فإنه "في الواقع هناك صفحات عدة لهذا الأمر".

ورأى ويمبل أنه يبدو أن هناك اتجاهاً تتبعه "سي إن إن" في التعامل مع الفوضى التي تسببت فيها قضية كريس الأسبوع الماضي، وهو الحفاظ على التركيز على المذيع نفسه وليس على رئيس الشبكة ومساعديه، كما تجنبت التصريحات الرسمية الخمسة الصادرة عن "سي إن إن" في تلك الفترة، فكرة تواطؤ الشبكة في الانتهاكات التي ارتكبها المذيع.

وأضاف ويمبل أنه أثناء إعلان خبر إقالة كومو على الهواء عبر قناة "سي إن إن"، قال ستيلتر: "كريس كومو، أحد أشهر المذيعين في (سي إن إن) وأحد أشهر الأسماء في عالم الأخبار التلفزيونية، انتهك أخلاقيات ومعايير الصحافة، ليس مرة ولا مرتين، بل مرات عدة، وهذا في النهاية أدى إلى الخبر الذي نبثه اليوم".

ونهاية مقاله قال ويمبل: "ينبغي عدم التقليل من حجم الجرائم التي ارتكبها كريس كومو، صحيح أنها بالتأكيد تضمنت ثغرات واسعة النطاق، لكنه كان لديه شركاء أيضاً".