خبراء يحذرون: تسونامي أوميكرون قد يجتاح أوروبا خلال أيام

ما يزيد القلق من معدل انتشار أوميكرون، أنه ظهر ضعيفًا في البداية بجنوب إفريقيا بين حالة أو اثنتين على الأكثر، في الأسبوع الأول من نوفمبر الماضي، إلا أنه في غضون شهر انتشر في بلدان أخرى، ما يكشف خطورته

خبراء يحذرون: تسونامي أوميكرون قد يجتاح أوروبا خلال أيام

ترجمات – السياق

حذر قادة وعلماء أوروبيون، من أن متحور أوميكرون الجديد، يمكن أن يهيمن على بعض الدول الأوروبية نهاية الأسبوع الجاري، ويتفوق على سلالة دلتا، التي لا تزال الأكثر انتشارًا في العالم خلال الأشهر الماضية.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير، أن الدنمارك واسكتلندا وبريطانيا لاحظت الانتشار السريع لمتغير أوميكرون، إذ قال مسؤولون في هذه الدول، إن السلالة قد تكون مهيمنة نهاية الأسبوع الجاري.

وكشفت أن نسبة الإصابات بـ"أوميكرون" ارتفعت في اسكتلندا من 2% الأحد الماضي، إلى أكثر من 15% الجمعة، ما يشير إلى أن الحالات تتضاعف كل يومين أو 3 أيام، ويعكس هذا الارتفاع توقعات الخبراء الصحيين بأن "أوميكرون" لديه خصائص انتشار تفوق "دلتا".

 

مليون إصابة

ونقلت "واشنطن بوست" عن نيكولا ستورغيون، الوزيرة الأولى لاسكتلندا قولها: "نتوقع أن تتفوق سلالة أوميكرون على دلتا خلال أيام، وليس أسابيع".

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن "تلك التصريحات تعكس آخر تقدير لوكالة الأمن الصحي البريطانية، الذي أكد أن أوميكرون، مع انتشاره بمعدله الحالي، سيصبح السلالة المهيمنة في البلاد منتصف ديسمبر، بأكثر من مليون إصابة متوقعة بنهاية الشهر الجاري".

وأضافت أنه من المتوقع أن يكون انتشار أوميكرون، في الدنمارك واسكتلندا وبريطانيا، بداية لما يحدث في بقية أوروبا، وما سيحدث في الولايات المتحدة، إذ لاحظ مسؤولو الصحة في أمريكا.

واتفق مادس ألبيرتسن، الأستاذ في جامعة ألبورغ الدنماركية، مع ما قالته ستورغيون، مؤكدًا في تصريحات لـ "واشنطن بوست"، أنه "في الدنمارك، ومع المسار الحالي، فإن سلالة أوميكرون يمكن أن تهيمن على الدولة نهاية الأسبوع الجاري".

وأوضح أن "الأسئلة الرئيسة عن سلالة أوميكرون تبقى مفتوحة، بما في ذلك حدة المرض الذي تسببه السلالة، وفعالية اللقاحات في توفير الحماية ضده".

وعن إمكانية انتقال تلك المخاوف إلى الولايات المتحدة، قالت "واشنطن بوست": "بما أنه كثيرًا ما كانت أوروبا أثناء الوباء، معاينة لما سيحدث في الولايات المتحدة ، فإن المسؤولين الأمريكيين يراقبون من كثب أيضًا"، في إشارة إلى المخاوف من توسع انتشار المتحور الجديد هناك.

 

بداية الظهور

وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن ما يزيد القلق من معدل انتشار أوميكرون، أنه ظهر ضعيفًا في البداية بجنوب إفريقيا بين حالة أو اثنتين على الأكثر، في الأسبوع الأول من نوفمبر الماضي، إلا أنه في غضون أقل من شهر انتشر في بلدان أخرى، ما يكشف خطورته.

ونقلت "واشنطن بوست" عن ليندا بولد، الأستاذة في جامعة إدنبرة، قولها: "إذا تمكن أوميكرون من التفوق على دلتا في المملكة المتحدة، فإنه سيفعل ذلك في مكان آخر".

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن هذه التوقعات تسرع مهلة اكتساح "أوميكرون" لأوروبا، بعدما كان المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض، يتوقع أن يسود المتحور الجديد منطقته "في غضون أشهر" وليس أسابيع ولا أياماً.

 

خطورة المرض

وعن خطورة المرض، نقلت "واشنطن بوست" عن كبير خبراء الأمراض المعدية بالولايات المتحدة سابقاً، أنتوني فوسي، قوله: إن أوميكرون يبدو أقل حدة من متغيرات كورونا الأخرى، مضيفاً: «من السابق لأوانه أن نكون قادرين على تحديد خطورة المرض بدقة». وأضاف: «في الواقع، قد يكون، المتغير أقل خطورة، كما يتضح من نسبة العلاج في المستشفى لكل عدد من الحالات الجديدة».

لكن الصحيفة نقلت عن خبراء قلقهم من أنه حتى لو تسبب المتحور الجديد في أعراض مرضية أقل خطورة من أسلافه، فإن نموه السريع قد يثقل كاهل المستشفيات التي كانت تعاني إجهاد أحدث موجة من "دلتا" في أوروبا.

وتأكيدًا لذلك، نقلت "واشنطن بوست" عن نيل فيرجسون، عالم الأوبئة في إمبريال كوليدج لندن، الذي شكلت نماذجه سياسة الحكومة في بريطانيا والولايات المتحدة تجاه الفيروس، قوله: إن متغير أوميكرون "يمكن أن يطغى بشكل كبير على متغير دلتا، وقد يصل إلى مستويات الذروة عند 10000 شخص يوميًا".

وأمام هذه المخاوف، عادت الصحيفة الأمريكية لتنقل عن ستورغيون تحذيرها للاسكتلنديين، من حدوث (تسونامي) محتمل للعدوى خلال الأيام المقبلة، وحثت مواطنيها على تأجيل احتفالات أعياد الميلاد.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى إمكانية فرض قيود أكثر حزمًا خلال احتفالات أعياد الميلاد، منعًا لانتشار المتحور الجديد، موضحة أنه رغم أن أوروبا ذهبت إلى أبعد من الولايات المتحدة، في فرض قيود جديدة خلال الأسابيع الأخيرة ، فإن الحكومات الأوروبية سعت إلى تجنُّب إجراءات صارمة أو واسعة النطاق مثل الشتاء الماضي.

وتعليقًا على ذلك، قالت ليندا بولد، الأستاذ في جامعة إدنبرة: إن القيود مهمة لمنح المزيد من الأشخاص وقتًا لتلقي جرعات التعزيز وتجنُّب اكتظاظ المستشفيات.

وحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه رغم عدم اليقين بشأن قوة اللقاحات على إيقاف أوميكرون، فإن بولد أكدت أن نصيحتها لم تتغير: "وهي أنه بالتأكيد أي شخص حصل على اللقاحات فهو أفضل بكثير من الذين لم يحصلوا عليها".

وأمام هذه المخاوف، قال تحالف شركتي "فايزر" و"بيونتك" إن لقاحهما المضاد لكورونا لا يزال "فعالاً" ضد "أوميكرون" بعد "3 جرعات"، لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من استخلاص "استنتاجات مؤكدة" في هذه المرحلة.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه في انتظار اكتشاف المزيد من المعلومات، لجأت حكومات في أوروبا إلى إلزامية ارتداء الكمامات، والإغلاق المحدود، وفرض قيود على السفر، وإلزامية التطعيم.