أوميكرون يواصل انتشاره.. وجرعتان من لقاح كورونا لا تكفيان لمحاربته

وجد علماء بريطانيون أن جرعتين من لقاح كورونا، لا تؤديان إلى إنتاج أجسام مضادة كافية لمحاربة متحور أوميكرون، ما يرجح زيادة الإصابات لدى مَنْ أصيبوا أو تم تطعيمهم.

أوميكرون يواصل انتشاره.. وجرعتان من لقاح كورونا لا تكفيان لمحاربته

السياق 

يضرب هنا وهناك، صغارًا وكبارًا، فالكل في مرمى سهام متحور أوميكرون، من دون تفرقة بين محصن وغير ذلك، أو يعيش في بلد أوروبي أو آخر يعيش في بلدان العالم الثالث.

ذلك المتحور الجديد، الذي يعد الأسرع انتشارًا، اجتاح بلدانًا كثيرة، مسجلًا فيها إصابات، كاشفًا عن ثغرات في اللقاحات التي طورت من أجل مكافحة فيروس كورونا، الذي يعد أحد تحوراته لا آخرها.

ووسط تحذيرات حكومية من معظم بلدان العالم لمواطنيها، بضرورة التمسك بالإجراءات الاحترازية، والتحصين بجرعتين من اللقاحات التي أنتجت لمكافحة الفيروس، وجد علماء بريطانيون أن جرعتين من لقاح كورونا، لا تؤديان إلى إنتاج أجسام مضادة كافية لمحاربة متحور أوميكرون، ما يرجح زيادة الإصابات لدى مَنْ أصيبوا أو تم تطعيمهم.

وبحسب وكالة رويترز، فإن باحثين من جامعة أكسفورد نشروا نتائج دراسة لم تُراجَع، حيث حللوا عينات الدم من المشاركين الذين حصلوا على جرعات AstraZeneca-Oxford أو Pfizer-BioNTech.

 

بيانات مهمة

وقالت دراسة أكسفورد: لا دليل حتى الآن على أن المستوى المنخفض للأجسام المضادة، لمكافحة العدوى ضد أوميكرون، يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض شديد، أو دخول المستشفى أو الوفاة لدى أولئك الذين حصلوا على جرعتين من اللقاحات المعتمدة.

من جانبه، قال ماثيو سناب، أستاذ أكسفورد وزملاؤه: «هذه البيانات مهمة، لكنها ليست سوى جانب واحد من الصورة، إنهم ينظرون فقط إلى الأجسام المضادة المعادلة بعد الجرعة الثانية، لكنهم لا يخبروننا عن المناعة الخلوية، وسيُختَبر ذلك أيضًا».

تأتي الدراسة بعد يوم من تحذير رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، من أن جرعتين لن تكونا كافيتين لاحتواء  متحور أوميكرون، بعد النتائج التي توصلت إليها وكالة الصحة البريطانية الأسبوع الماضي، التي تفيد بأن المعززات تعيد الحماية بشكل كبير ضد البديل.

كما تأتي في اليوم نفسه، الذي أعلن فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أول وفاة لمريض بريطاني أصيب بمتحور كورونا أوميكرون، قائلًا: «للأسف، تأكدت وفاة مريض على الأقل بالمتحور أوميكرون».

وأكد وزير الصحة البريطاني ساجيد جافيد، أن عشرة أشخاص بإنجلترا في المستشفى مع أوميكرون، مشيرًا إلى تأجيل بعض المواعيد الطبية للتركيز على التعزيزات.

 

المستوى الرابع

ورفعت المملكة المتحدة، مستوى تنبيه كورونا إلى أربعة بسبب انتشار أوميكرون، بينما طلب من البريطانيين العمل من المنزل «إذا استطاعوا»، كجزء من تقديم حكومة المملكة المتحدة لتدابير الخطة ب.

إلى أمريكا، التي سجلت قرابة 43 إصابة بـ«أوميكرون» لمطعَّمين، تلقى أكثر من ثلثهم جرعة معززة، بينما قالت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن 5 أشخاص أصيبوا بـ«أوميكرون» بعد أقل من 14 يومًا على تلقيهم الجرعة المعززة.

وبحسب وكالة رويترز، فإنه رغم قلة أعداد المصابين المسجلة بـ«أوميكرون» في أمريكا، فإنها تحيي المخاوف من أن اللقاحات المضادة لكورونا المتوفرة حاليًا، قد توفر حماية أقل ضد المتحور الجديد القابل للانتشار بشكل كبير.

وأكدت أن معظم المصابين لم تظهر عليهم سوى أعراض خفيفة، مثل السعال، والاحتقان، والتعب، ونُقل شخص واحد إلى المستشفى، إضافة إلى أعراض أخرى تشمل الغثيان أو القيء، وضيق أو صعوبة التنفس، والإسهال، وفقدان التذوق أو الشم.

ورغم بدء انتشار أوميكرون، فإن سلفه متحور دلتا لا يزال يمثل أكثر من 99% من الإصابات في الولايات المتحدة، بينما حذرت مراكز السيطرة على الأمراض، من أنه حتى لو كانت معظم الإصابات خفيفة، فإن متحور أوميكرون يمكن أن يؤدي لإصابات تربك الأنظمة الصحية في العالم.

 

مناشدة

من جانبها، ناشدت منظمة الصحة العالمية، الحكومات إعادة تقييم خطط استجابتها لكورونا، وتسريع برامج التطعيم للتصدي لـ«أوميكرون»، مؤكدة أنه من السابق لأوانه تحديد فاعلية اللقاحات الموجودة في الوقاية من المتحور الجديد.

وبينما طالبت «الصحة العالمية» جميع الدول بزيادة وسائل الرصد والفحوص ووضع التسلسل الجيني، حذرت من أن أي تساهل في المرحلة الحالية، قد يكلف أرواحًا كثيرة.

من جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، إن انتشار «أوميكرون» يظهر أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير في مسار الجائحة، مشيرًا إلى أن الوقت حان لاحتواء الفيروس قبل دخول مزيد من مرضى أوميكرون المستشفيات.

وأكد أن أوميكرون انتشر في 63 دولة من 9 ديسمبر الجاري، مشيرة إلى أنه لوحظ انتشارًا أسرع في جنوب إفريقيا، حيث توجد دلتا أقل انتشارًا، وفي بريطانيا حيث السلالة السائدة هي دلتا.

لكنه شدد على أن نقص البيانات، يعني أنه لا يمكنها تحديد ما إذا كان معدل انتقال «أوميكرون» يرجع إلى أنه كان أقل عرضة للاستجابات المناعية، أو قابلية الانتقال العالية، أو مزيج منهما.

 

حماية

كان باحثون إسرائيليون، كشفوا -في دراسة نُشرت قبل يومين- أن التحصين بثلاث جرعات من لقاح فايزر، وفر حماية كبيرة من متحور أوميكرون.

من جانبها، قالت جيلي ريجيف يوشاي، مديرة وحدة الأمراض المعدية في مركز شيبا الطبي، إن الدراسة قارنت دماء 20 شخصاً تلقوا جرعتين من اللقاح قبل خمسة أو ستة أشهر، بدماء عدد مماثل ممن تلقوا جرعة تنشيطية قبل شهر، مشيرة إلى أن مَنْ تلقوا الجرعة الثانية منذ خمسة أو ستة أشهر ليس لديهم أي قدرة على تحييد أوميكرون.

وأضافت المسؤولة الإسرائيلية، أن الجرعة التنشيطية تزيد مقاومة الجسم للمتحور أوميكرون بنحو 100 مثل، مشيرة إلى أنها تمنح حماية كبيرة من المتحور الأوسع انتشارًا.