63 قتيلا في حريق بمركز عزل لمصابي كورونا بالعراق.. وقرارات حكومية عاجلة
اندلع الحريق، في المستشفى نتيجة انفجار أسطوانة أكسجين، ما تسبَّب بارتفاع النيران، التي التهمت أجزاء من مركز العزل، بينما سارعت الأجهزة الأمنية والطبية إلى إنقاذ الراقدين، الذين حاصرتهم ألسنة اللهب.

السياق
أعلنت السُّلطات الصحية في العراق، ارتفاع ضحايا الحريق، الذي اندلع في مستشفى خاص لعلاج مرضى كورونا، في مدينة الناصرية جنوبي العراق، إلى 63 قتيلاً، بينما أعلنت الحكومة العراقية حالة الحداد الرسمي في البلاد.
واندلع الحريق مساء الاثنين، في المستشفى نتيجة انفجار أسطوانة أكسجين، ما تسبَّب بارتفاع النيران، التي التهمت أجزاء من مركز العزل، بينما سارعت الأجهزة الأمنية والطبية إلى إنقاذ الراقدين، الذين حاصرتهم ألسنة اللهب.
من جانبه، قال الدكتور عمار بشار، المتحدِّث باسم دائرة صحة محافظة ذي قار العراقية، إن عدد الجثث التي تم انتشالها، في حريق مستشفى الحسين التعليمى في مدينة الناصرية، وصل إلى 63 جثة.
إخماد النيران
وأوضح -في تصريحات صحفية- أن الطاقة السريرية لمركز عزل المصابين بفيروس كورونا تبلغ 100 سرير، بينما بلغ عدد الراقدين 63 مصاباً بكورونا، قبل اندلاع الحريق، ما يعني أن معظم مرضى كورونا في المستشفى قُـتلوا.
وفي ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، أعلن المدير العام لدائرة الدفاع المدني في العراق، اللواء كاظم بوهان، أن قوات الدفاع المدني استعانت بفرق الدفاع المدني، في محافظتي المثنى وواسط، للمشاركة في إخماد النيران.
وقال مدير الدفاع المدني -في تصريحات صحفية- إن فرق الدفاع المدني تمكَّـنت من احتواء الحريق والسيطرة عليه، بينما أعلنت سلطات محافظة ذي قار، حالة الإنذار القصوى، لمواجهة تداعيات الحريق الهائل.
وفد حكومي
يأتي ذلك بينما وصل وفد وزاري وأمني كبير، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، إلى مدينة الناصرية، لمتابعة تداعيات فاجعة المستشفى، ضم وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، ووزير العمل عادل الركابي، ووكيل وزير الصحة هاني موسى بدر، ورئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي، وفريقًا من جهاز المخابرات العراقي.
وصول وفد الحكومة العراقية إلى ذي قار، كان أول ترجمة عملية للاجتماع الطارئ، الذي عقده مجلس الوزراء العراقي، مساء الاثنين، بشأن حادثة حريق مستشفى الحسين في الناصرية، واتخذ خلاله عدداً من القرارات، أولها فتح تحقيق حكومي عالي المستوى، لمعرفة أسباب الحريق، وتوجيه فريق حكومي فوراً إلى محافظة ذي قار يضم مجموعة من الوزراء والقادة الأمنيين، لمتابعة الإجراءات ميدانياً.
قرارات عاجلة
كما قرَّر إعفاء وإخضاع مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة للتحقيق، وتوجيه الوزارات بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة، إلى محافظة ذي قار.
وبينما أعلنت الحكومة العراقية حالة الحداد الرسمي، اعتبرت ضحايا الحادث شهداء، وقرَّرت تسفير الجرحى الذين حالتهم حرجة، خارج العراق.
وقالت وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن لجنة التحقيق بحادث حريق مستشفى الحسين، التقت شيوخ عشائر ذي قار.
محافظ ذي قار (المحافظة التي اندلع فيها الحريق)، أحمد غني الخفاجي، أصدر سبعة قرارات على خلفية الفاجعة، أولها إعلان الحداد العام، وتعطيل الدوام الرسمي ثلاثة أيام، بدءاً من اليوم الثلاثاء، وكذلك تشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات هذا الحادث المأساوي.
كما قرَّر نقل جميع منتسبي مستشفى الإمام الحسين التعليمي، إلى مستشفى الناصرية المركزي، وتحويل مستشفى الإمام الحسين التعليمي، إلى مركز لعزل مصابي كورونا فوراً، فضلاً عن إغلاق جميع المراكز المخصَّصة لعزل مصابي كورونا، والاستعانة بمراكز ومستشفيات مجهَّـزة لهذا الغرض.
وشدَّد على جميع الفرق الطبية والصحية والتمريضية، التوجُّه فوراً إلى مستشفى الحسين التعليمي، لمساندة الفريق الطبي العامل هناك.
الفساد المستحكم
من جانبه، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، إلى التحقيق في الحريق، عازيًا الحادث إلى الفساد المستحكم.
وقال الرئيس العراقي، في تغريدة على حسابه بـ «تويتر»، إن «فاجعة مستشفى الحسين في ذي قار، وقبلها مستشفى ابن الخطيب في بغداد، نتاج الفساد المستحكم وسوء الإدارة، الذي يستهين بأرواح العراقيين، ويمنع إصلاح أداء المؤسسات».
ووجَّه الرئيس العراقي، بالتحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصِّرين كونه «عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم»، كما وجَّه بمراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين.
فشل واضح
من جانب آخر، وصف رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، حريق مستشفى الحسين التعليمى في الناصرية، بأنه دليل على الفشل في حماية أرواح العراقيين.
وقال الحلبوسي، في تغريدة عبر حسابه بـ «تويتر»، إنه آن الأوان لوضع حد لهذا «الفشل الكارثي»، مشيرًا إلى أن البرلمان سيحول جلسة اليوم الثلاثاء، لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى.
ليس الأول
حريق مستشفى الحسين لم يكن الأول، بل إن حريقًا اندلع في أبريل الماضي، في مستشفى ابن الخطب ببغداد لعزل مصابي كورونا، أسفر عن وفاة 82 شخصاً وإصابة 110 آخرين، بحسب وزارة الداخلية العراقية.