ألمانيا تحبط مخططًا لانقلاب عسكري... التفاصيل الكاملة
ألقت السلطات الألمانية ألقت القبض على أعضاء مشتبه بهم وأنصار جماعة إرهابية يمينية متطرفة في ألمانيا، تعتقد السلطات أنها تخطط لانقلاب عنيف في مداهمات على مستوى البلاد

السياق
«مجموعة شخصيات عسكرية سابقة يمينية متطرفة، خططت لاقتحام مبنى البرلمان، والاستيلاء على السلطة، بينهم رجل يوصف بالأمير»، سيناريو قد يبدو للوهلة الأولى أن المنطقة التي وقع فيها كانت إفريقيا أو أحد بلدان العالم الثالث.
المفاجأة أن ذلك السيناريو الذي كشف إحباطه تفاصيل خطيرة، وقع في قلب أوروبا، تلك القارة العجوز التي لم يكن يظن أحد يومًا أن تشهد واقعة كهذه.
فماذا حدث؟
المدعون الفدراليون الألمان أعلنوا –الأربعاء- القيام بعمليات مداهمة في أنحاء ألمانيا، واعتقال 25 شخصاً من أفراد مجموعة «إرهابية» من اليمين المتطرف، قالوا إنهم يشتبهون بتخطيطهم لشن هجوم على المؤسسات الدستورية في البلاد، خاصة البرلمان.
وتقول صحيفة نيوزويك، إن السلطات الألمانية ألقت القبض على أعضاء مشتبه بهم وأنصار جماعة إرهابية يمينية متطرفة في ألمانيا، تعتقد السلطات أنها تخطط لانقلاب عنيف في مداهمات على مستوى البلاد.
وقال مكتب المدعي الفيدرالي الألماني –الأربعاء- إنه جرى اعتقال 25 شخصًا بعد إجراء عمليات تفتيش في 11 ولاية فيدرالية، مشيرًا إلى أن رجلا يُشار إليه على أنه أمير يُدعى هاينريش الثالث عشر، 71 عامًا، وهو واحد من اثنين من زعماء العصابة المزعومين، بين المعتقلين.
تتكون الشبكة من 52 مشتبهًا يُعتقد أنهم كانوا يخططون لشن هجوم على البرلمان الألماني، بينما قال مكتب المدعي العام -في بيان- إن الجماعة بدأت التخطيط للانقلاب بحلول نوفمبر 2021 على أبعد تقدير «بهدف التغلب على نظام الدولة القائم في ألمانيا واستبدالها بشكلها الخاص من الحكم».
البيان قال إن الجماعة تؤيد أيضًا نظريات المؤامرة «التي تتكون من روايات ما تسمى أيديولوجيات الرايخسبورغ وكانون».
وترفض حركة (مواطنو الرايخ) شرعية الدولة الألمانية الحديثة، التي تقول إنها لا تزال موجودة في حدود ما قبل الحرب العالمية الثانية، بينما قال مكتب المدعي الفيدرالي عنها إنها لا يمكنها تحقيق أهدافها إلا من خلال «الوسائل العسكرية والعنف ضد ممثلي الدولة»، بما في ذلك تنفيذ عمليات القتل.
واستعد أعضاء المجموعة أيضًا لشق طريقهم إلى البوندستاغ الألماني مع مجموعة مسلحة صغيرة، بينما حاولت المجموعة تجنيد أعضاء من القوات المسلحة الألمانية والشرطة، وعقدت أربعة اجتماعات على الأقل خلال الصيف، بحسب «نيوزويك».
وفي أكتوبر الماضي، استكشف أعضاء من «الذراع العسكرية» ثكنات الجيش الألماني في هيسن وبادن فورتمبيرغ وبافاريا، لمعرفة مدى ملاءمتها لإيواء قواتهم بعد إطاحتها.
وقال مكتب المدعي العام: «إنهم مقتنعون تمامًا بأن ألمانيا يحكمها حاليًا أعضاء ما تسمى «الدولة العميقة»، مضيفًا أن رؤية المجموعة يدعمها تدخّل سري «من الحكومات وأجهزة المخابرات والجيوش، من دول مختلفة، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة».
مداهمات واعتقالات
ووقعت المداهمات في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، وجرى خلالها تفتيش أكثر من 130 منزلًا وشقة شارك فيها نحو 3000 شرطي، بحسب «نيوزويك»، التي تحدثت عن إلقاء القبض على المشتبه بهم في ولايات بادن فورتمبيرغ، بافاريا، برلين، هيس، ساكسونيا السفلى، ساكسونيا، تورينجيا، إضافة إلى اعتقالات في النمسا وإيطاليا.
وذكرت مجلة Weekly Der Spiegel أن المواقع التي تم تفتيشها تشمل ثكنات وحدة القوات الخاصة الألمانية في بلدة كالو الجنوبية الغربية، بينما خضعت الوحدة للتدقيق بشأن مزاعم تورط بعض الجنود لليمين المتطرف.
وقال ممثلو الادعاء إن 22 ألمانيًا اعتًقلوا للاشتباه بعضويتهم في منظمة إرهابية، بينما أكدوا أن ثلاثة آخرين، بينهم روسي، يشتبه في دعمهم للتنظيم.
وقال ممثلو الادعاء إنه يُزعم أن المعتقلين شكلوا العام الماضي «منظمة إرهابية لقلب نظام الدولة القائم في ألمانيا واستبداله بشكل الدولة الخاص بهم، الذي كان بالفعل في طور التأسيس»، مشيرين إلى أن المشتبه بهم كانوا على علم بأن هدفهم لا يمكن تحقيقه إلا بالوسائل العسكرية وبالقوة.
ما علاقة روسيا؟
وقال المدعون الفيدراليون إن هاينريش الثالث عشر بي آر، الذي خططت المجموعة لتنصيبه كزعيم جديد لألمانيا، اتصل بالمسؤولين الروس للتفاوض على نظام جديد في البلاد بمجرد إطاحة الحكومة الألمانية.
وقال ممثلو الادعاء: «وفقًا للتحقيقات الجارية، لا يوجد ما يشير إلى أن الذين تم الاتصال بهم استجابوا لطلبه».
وبعد الاعتقالات، نفت السفارة الروسية في برلين أي صلة لها بجماعات إرهابية يمينية متطرفة في ألمانيا.
وقالت السفارة في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية: «تلفت السفارة الروسية في ألمانيا الانتباه إلى حقيقة أن المكاتب الدبلوماسية والقنصلية الروسية في ألمانيا لا تجري اتصالات بممثلي الجماعات الإرهابية ولا غيرها من الكيانات غير القانونية».
وتعرفت النيابة إلى شخص اعتقلته الشرطة -الأربعاء- على أنها بيرجيت م، بينما قالت عنها صحيفة دير شبيجل إن المرأة قاضية ونائبة سابقة في حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف.
ويخضع الحزب المعروف باسمه الألماني المختصر AfD، لمزيد من التدقيق من أجهزة الأمن الألمانية بسبب علاقاته بالمتطرفين.
من جهته، قال وزير العدل ماركو بوشمان عبر «تويتر»: «نشك في أنه تم التخطيط لهجوم مسلح على الهيئات الدستورية»، مشيراً إلى «عملية كبيرة لمكافحة الإرهاب».
من هم مواطنو الريخ؟
صنفت السلطات الألمانية -في السنوات الأخيرة- عنف اليمين المتطرف، باعتباره من التهديدات الأولى للنظام العام، قبل الخطر الإرهابي، ما دفعها إلى تفكيك مجموعة يمينية متطرفة أخرى في الربيع، يُشتبه بأنها خططت لهجمات في البلاد ولخطف وزير الصحة، ربطاً بإجراءات مكافحة كورونا.
كما استهدفت السلطات الألمانية حركة ألمانية معروفة باسم «مواطنو الرايخ»، يشترك أعضاؤها في رفض نظام الدولة، ولا يعترفون بمؤسساتها ولا يطيعون الشرطة، كما أنهم لا يدفعون الضرائب.
ومن بين قرابة ألفي ناشط مؤيد لهذه الأيديولوجيا في ألمانيا، تطرفت إحدى المجموعات التي تضم خصوصًا من ينكرون حصول المحرقة، وكانت تعتزم استخدام العنف.
وبحسب السلطات، فإن هذه المجموعة يستند أعضاؤها إلى نظريات «كيو آنون» وهي مجموعة يمينية متطرّفة تآمرية في الولايات المتحدة.