هل تنسحب القوات الأمريكية من العراق؟

الحوار الاستراتيجي بين العراق وأمريكا... هل انتهى زمن صوفا؟

هل تنسحب القوات الأمريكية من العراق؟

السياق

قبل أيام من زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة العراقية إلى البيت الأبيض، تتواصل، المحادثات الأمريكية العراقية، لبحث مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في البلد الآسيوي.

محادثات الحوار الاستراتيجي التي انطلقت الخميس، قال عنها المتحدِّث باسم البنتاغون جون كيربي، في بيان، إنها بحثت العلاقات الأمنية الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق، والتعاون الأمني طويل الأمد بين البلدين، ومجالات التعاون خارج نطاق مكافحة الإرهاب.

دحر داعش

وبينما أشار كيربي، إلى أن الطرفين أكدا مجدداً، التزامهما المشترك بمهمة القضاء على داعش، وضرورة أن تكون الولايات المتحدة والتحالف، قادرين على دعم قوات الأمن العراقية بشكل آمن، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، دعمه الثابت للشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق.

قيادة العمليات المشتركة العراقية، قالت في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن اللجنة العسكرية الفنية العراقية ونظيرتها الأمريكية، جدَّدتا في لقاء جمعهما في واشنطن، التزامهما بالعمل على محاربة داعش، كما ناقشتا مستقبل العٓلاقة الأمنية الاستراتيجية بين البلدين.

وأكدت أن الاجتماع الذي عُقد في واشنطن، جاء في إطار المحادثات الفنية العسكرية الثنائية، ومتابعة ما تمت مناقشته في الجلسة الأولى لهذه اللجنة، على ضوء نتائجِ الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي بمرحلتِه الثالثة، الذي عُـقد في العاصمة العراقية بغداد، في الخامس من يونيو 2021.

 

القوات الأمريكية

الحوار الاستراتيجي بين البلدين، الذي يستأنف اليوم في واشنطن، توقَّع المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، أن يناقش مستقبل الوجود العسكري الأميركي في العراق.

وبينما تقول وزارة الخارجية الأمريكية، إن وجود قواتها في العراق، بطلب من الحكومة لمحاربة داعش، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين عراقيين وأمريكيين قولهم، إنهم يخططون لإصدار بيان يدعو لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، مع نهاية العام الحالي.

هذه التصريحات تتوافق مع بيان للحكومة العراقية، صدر الأسبوع الماضي، أكد فيه الكاظمي أنه بحث مع موفد البيت الأبيض بريت ماكغورك، انسحاب القوات الأمريكية من العراق.

 

الدعم اللوجستي

إلا أن المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قال في تصريحات صحفية: «لا نريد استباق الأمور بشأن وجود قواتنا هناك»، مشيرًا إلى أن أن البيت الأبيض يتطلَّع إلى الترحيب برئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الاثنين المقبل.

وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن الحكومة العراقية «ترغب في أن تواصل أمريكا والتحالف الدولي لمحاربة داعش، تدريب جيشها ومساعدته، وتقديم الدعم اللوجستي وتبادل المعلومات».

جدول زمني

وبحسب مراقبين، فإن الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، من المفترض أن يضع جدولاً زمنيًا لانسحاب التحالف الدولي، الذي يحارب تنظيم داعش، من البلد الآسيوي.

وهو ما أكده وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في تصريحات صحفية، قائلاً إن بلاده ستطرح جدولة انسحاب القوات القتالية الأمريكية من العراق، خلال الجولة الرابعة من المباحثات الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن، المقرَّرة اليوم الجمعة.

 

الدعم والتدريب

ورغم ذلك قال الوزير العراقي، إن بغداد لا تزال بحاجة لبقاء قوات من التحالف الدولي لأغراض الدعم والتدريب، مشيرًا إلى أنه سيطرح استمرارية العمل المشترك لمحاربة داعش، لكن القوات القتالية يجب أن تنسحب.

التصريحات العراقية، أكدتها صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، التي أشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين والعراقيين، يضعون اللمسات الأخيرة على تحول المهمة العسكرية الأمريكية في العراق، إلى دور استشاري بحت بحلول نهاية العام، إيذانًا بالانتهاء الرسمي للمهمة القتالية الأمريكية في البلاد.

إعادة الانتشار

وبموجب الخُطة، التي كشفت الصحيفة الأمريكية النقاب عنها، فإن عددًا من القوات الأمريكية، سيبقى في العراق إلى أجل غير مسمى، وستوفِّـر هذه القوات الدعم اللوجستي والاستشاري، إضافة إلى القوة الجوية والاستخبارات، والقدرة على المراقبة في القتال ضد تنظيم داعش، الذي أعلن هذا الأسبوع مسؤوليته عن هجوم انتحاري في بغداد، خلَّف عشرات القتلى.

وأشارت إلى أنه من المرجَّح أن يعاد انتشار القوات القتالية المتبقية، واستبدالها بأفراد يركِّزون على المهمة الاستشارية، من الآن حتى نهاية العام.

وهو ما أكده رئيس الوزراء العراقي، في مقابلة أجريت معه مؤخرًا ، قائلاً إن العراق لم يعد بحاجة إلى القوات القتالية الأمريكية... «سنظل بحاجة إلى الدعم الاستخباراتي والتدريب وبناء القدرات والمشورة».

وبينما تقول الصحيفة الأمريكية، إن موقف إدارة بايدن من الصراع في العراق، يقف في تناقض حاد مع الوضع في أفغانستان، أشارت إلى أنه –بحسب مسؤولين- فإن الوضع في العراق مختلف، فالبنتاغون درَّب مئات الآلاف من العراقيين في السنوات الأخيرة، الذين قادوا القتال ضد تنظيم داعش.

 

وضع ليس جديدًا

وأضافت أن القوات الخاصة العراقية، من أكثر القوات قدرة وخبرة في القتال بالمنطقة، ولعبت دورًا رائدًا في هزيمة خلافة «داعش» عام 2019.

الوضع الذي من المفترض الإعلان عنه الاثنين، خلال زيارة الكاظمي ليس جديدًا، فالجيش الأمريكي ينتقل تدريجياً إلى دور استشاري في العراق منذ صيف 2020، عندما اتفق المسؤولون الأمريكيون والعراقيون، في سلسلة من البيانات، على خفض القوات القتالية الأمريكية في البلاد.

ويوجد على الأراضي العراقية، قرابة 3500 جندي أجنبي، بينهم 2500 أمريكي، بينما توقَّع مراقبون أن تستغرق عملية انسحابهم سنوات.

 

اتفاقية صوفا

وكانت جولة الحوار الثالثة بين العراق وأمريكا، اختتمت في أبريل الماضي، ووصفها الجانبان حينها بالناجحة جداً، بينما انطلقت أول جولة للحوار الاستراتيجي في يونيو 2020.

ويرتبط العراق مع الولايات المتحدة، باتفاقية موقَّعة عام 2008، تعرف اختصارًا بـ«صوفا»، وضعت سقفًا زمنيًا لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، وألزمت الطرف الأمريكي بالدفاع عن سيادة العراق، شرط أن تطلب الحكومة العراقية ذلك.

وتغطي الاتفاقية، تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق، بإقامة علاقات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية قوية، كأساس لعلاقة ثنائية طويلة الأجل، على أساس الأهداف المشتركة، كما أنها تحدِّد العلاقة الأمنية بين البلدين، وكذلك مدة الوجود الأمريكي، والأنشطة، والانسحاب من العراق، نهاية المطاف.