انتصارات العمالقة في مأرب وفرار الحوثي.. صفحة جديدة في تاريخ اليمن

مثلت انتصارات ألوية العمالقة وتحريرها مديرية حريب، أملًا جديدًا لعودة آلاف اليمنيين المشرَّدين في المحافظات المحررة إلى منازلهم.

انتصارات العمالقة في مأرب وفرار الحوثي.. صفحة جديدة في تاريخ اليمن

السياق

وسط فرار المليشيا الحوثية، سطرت قوات ألوية العمالقة انتصارات جديدة، بإعلانها تحرير مركز مديرية حريب بمحافظة مأرب، في عملية حققت أهدافًا مزدوجة، بطرد الانقلابيين وتأمين محافظة شبوة.

وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن قوات ألوية العمالقة، تمكنت مساء الاثنين من تحرير مركز مديرية حريب المتداخلة مع مديرية عين، مشيرًا إلى أن تلك العملية مكنت القوات من تأمين مديرية عين بشكل خاص ومحافظة شبوة بشكل عام.

وتوجَّه المركز الإعلامي بالشكر لتحالف دعم الشرعية في اليمن، على إسناده لعمليات ألوية العمالقة في محافظة شبوة، التي تكللت بالنجاح، والشكر كذلك لألوية العمالقة على تضحياتهم، ولأهالي حريب على انضمامهم إلى القتال مع ألوية العمالقة، والوقوف في وجه العدو.

 

معارك عنيفة

وقبل ساعات من سيطرة ألوية العمالقة على مديرية حريب، نشر المركز الإعلامي لقطات لتقدم ألوية العمالقة الجنوبية، وسيطرتها على جبال ضاحة شقير والقرن والمدفون المطلة على حريب وجبال المدفون والحقيل ومهران المطلة على طريق الجفرة العبدية بمحافظة مأرب، بعد معارك عنيفة وتكبيد المليشيات مئات القتلى والجرحى.

وبحسب المركز الإعلامي، فإن تقدم ألوية العمالقة الجنوبية، يأتي وسط حالة من الانهيار والتخبط، تعيشها المليشيات الحوثية، جراء الضربات الموجعة والهزائم المتتالية التي تلقتها من ألوية العمالقة وطائرات تحالف دعم الشرعية.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش اليمني، أن قوات ألوية العمالقة -مسنودة بمقاتلات تحالف دعم الشرعية- تمكنت من استعادة السيطرة على مدينة حريب، جنوبي مأرب، مشيرًا إلى أن القوات تواصل تقدمها الميداني للسيطرة على منطقة الوسيعة الاستراتيجية، وجبال ملعاء، عقب السيطرة على مركز المديرية، إثر عملية عسكرية خاطفة، وسط فرار جماعي لمليشيا الحوثي الإيرانية.

تأتي تلك الانتصارات بالتزامن مع معارك عنيفة، شهدتها الجبهة الصحراوية في محيط معسكر أم ريش، عقب هجمات للجيش والمقاومة على مواقع المليشيا الحوثية.

وبحسب الجيش اليمني، فإن المواجهات وضربات التحالف، أسفرت عن مصرع وجرح العشرات من المليشيا الحوثية، علاوة على تدمير آليات وأطقم قتالية.

 

إرادة فولاذية

وبالتزامن مع انتصارات العمالقة، تفقد رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن صغير بن عزيز، الجيش والمقاومة الشعبية، المرابطين في الخطوط الأمامية والمواقع القتالية، جنوب محافظة مارب.

وقال رئيس الأركان اليمني، إن النصر على مليشيات إيران أصبح حتميًا وقريبًا، مشيرًا إلى أنه ملموس من «الروح المعنوية والإرادة الفولاذية القوية، المتجذرة في نفس كل مقاتل وطني، بضرورة هزيمة المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة».

وأشار إلى أن ما تسطره قوات ألوية العمالقة والجيش اليمني، من انتصارات في هذه المعركة، ضد المليشيا الحوثية المدعومة من إيران سيسجلها التاريخ، مؤكدًا أن الشعب اليمني يقف مع القوات المسلحة وإلى جانبها، مؤيدًا ومؤازرًا لجهودها.

وثمَّن رئيس هيئة الأركان، الدور الكبير والمحوري لقوات تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، في ما تحقق من انتصارات خلال الأيام الماضية.

 

إضعاف الحوثيين

من جانبه، قال المحلل العسكري الدكتور علي الذهب، في تصريحات لـ«سبتمبر.نت» التابع للجيش اليمني، إن تقدم قوات الجيش وألوية العمالقة، في محافظتي مأرب وشبوة، وتكثيف استهدافات مقاتلات تحالف دعم الشرعية لمليشيا الحوثي، أدى إلى إضعاف الموقف القتالي للمليشيا.

وأكد المحلل العسكري، ضرورة تفعيل الحصار الحربي والتفتيش البحري لمواجهة تسرب الأسلحة إلى المليشيا الحوثية، مشيرًا إلى أن الخيار العسكري، السبيل الوحيد للقضاء على المليشيا وإنهاء تمردها.

وعن المرحلة المقبلة، شدد الذهب، على أهمية الاتجاه نحو العاصمة صنعاء، وخروج الحكومة من اتفاق استوكهولم، ما يؤدي إلى ضغط فعال على المليشيا الحوثية ومحاصرتها، مشيرًا إلى أن طهران تستخدم المليشيا الحوثية ورقة في مسار مفاوضات الاتفاق النووي.

وقال المحلل العسكري، إن إيران تمارس بالمليشيا ضغطًا على الولايات المتحدة والدول المتفاوضة معها، عبر استهداف الأراضي الإماراتية والسعودية من الأراضي اليمنية أو من خارجها.

 

أمل جديد

من جهة أخرى، مثلت انتصارات ألوية العمالقة وتحريرها مديرية حريب، أملًا جديدًا لعودة آلاف اليمنيين المشرَّدين في المحافظات المحررة إلى منازلهم.

فالانتصارات العسكرية، التي توجت بها تحركات ألوية العمالقة في يناير الجاري، رفعت الروح المعنوية للقاطنين في 548 مخيمًا بـ13 محافظة يمنية، بأن الخلاص من مليشيات الحوثي، التي هجرتهم من مساكنهم، مسألة وقت.

تلك الآمال عززتها انتصارات ألوية العمالقة الجنوبية بتحرير مدينة حريب، جنوبي محافظة مأرب، وهي المدينة التي تضم أكبر نسبة نزوح في اليمن، وذلك ما عبَّـر عنه نازحون في مقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.