هل تدفع إسرائيل أمريكا نحو الخيار العسكري ضد إيران؟
تسعى تل أبيب إلى ضم الولايات المتحدة لصفها، في إظهار تهديد عسكري كبير ضد إيران، غير أن المصادر المطلعة قالت للصحيفة، إنه لا يبدو أن الأميركيين لديهم نية للرد عسكريًا، ومن غير المرجَّح في الوقت الحالي، أن يكون هناك مثل هذا التهديد العسكري.

ترجمات - السياق
كشف مسؤولون إسرائيليون مطلعون، أن المسؤولين الأميركيين، الذين يزورون تل أبيب، مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، يعتقدون أن فرص عودة إيران إلى الاتفاق النووي ضئيلة.
ووصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إلى تل أبيب الثلاثاء، أجرى خلالها محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، تركزت حول إيران.
ويحمل مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز، الملف الإيراني، ليضعه على طاولة النقاش مع الإسرائيليين، المهتمين بالاطلاع على مخططات واشنطن، للتعامل مع طهران بشأن مباحثات فيينا، الخاصة بالاتفاق النووي.
محادثات فيينا
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قال المسؤولون الإسرائيليون، إن أعضاء وفد المسؤول الأمريكي، أوضحوا لنظرائهم الإسرائيليين، أنهم لا يتوقَّعون أن تثمر محادثات فيينا، بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران، أي نتائج إيجابية، "بل رجَّحوا عدم عودة طهران إلى الاتفاق".
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، سلَّم تشكيلته الحكومية المقترحة، إلى مجلس الشورى (البرلمان)، لمناقشتها والتصديق عليها، خلال أسبوع يبدأ السبت المقبل، بعد أن أدى اليمين الدستورية الأسبوع الماضي.
تدخل عسكري
تسعى تل أبيب إلى ضم الولايات المتحدة لصفها، في إظهار تهديد عسكري كبير ضد إيران، غير أن المصادر المطلعة قالت للصحيفة، إنه "لا يبدو أن الأميركيين لديهم نية للرد عسكريًا، ومن غير المرجَّح في الوقت الحالي، أن يكون هناك مثل هذا التهديد العسكري".
ونقلت صحيفة هآرتس -عن مصدر إسرائيلي- قوله: إن الطريقة الناجعة لإلزام إيران بالتراجع عن مخططاتها النووية، تتطلَّب طرح تهديد عسكري أميركي ملموس، إلى جانب عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، تقود إلى عزل طهران، وتوقف تمدُّدها في المنطقة، بما في ذلك سوريا ولبنان.
وأشارت الصحيفة، إلى أن تل أبيب خفَّضت مستوى توقُّعاتها بنجاح مسار مفاوضات فيينا، لضبط البرنامج النووي الإيراني، وترى أن فرص توقيع طهران على اتفاق نووي جديد "ضئيلة إلى حد كبير"، بعد تسلُّم إبراهيم رئيسي، مقاليد الرئاسة في إيران.
البرنامج النووي
ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن الهدف من زيارة بيرنز هو التنسيق بشأن إيران، استعداداً لاستئناف محتمل، للمحادثات الإيرانية الأميركية غير المباشرة في فيينا، بشأن الملف النووي الإيراني، والعودة الأميركية المحتملة للاتفاق الموقَّع عام 2015 بين طهران والقوى الدولية.
والتقى رئيس الوزراء نفتالي بينيت وبيرنز، في أول اجتماع عمل لهما منذ توليهما منصبيهما.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء، أن رئيس الوزراء والمدير، ناقشا الوضع في الشرق الأوسط، مع التركيز على إيران، وتوسيع التعاون الإقليمي وتعميقه.
وقال بينيت -في تغريدة على "تويتر"- إن "رئيس الموساد ديفيد بارنيع ووزير الدفاع بيني جانتس، التقيا بيرنز أيضًا، وناقشا البرنامج النووي الإيراني، والحاجة إلى تعزيز التعاون مع السُّلطة الفلسطينية، والمعتدلين الآخرين في المنطقة".
مهندس الاتفاق
يشار إلى أن بيرنز هو الذي هندس الاتفاق النووي الإيراني، المعروف بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة" عام 2015، وقاد مع جيك سوليفان، مستشار الأمن الأميركي الحالي، المحادثات السرية مع الإيرانيين، التي توِّجت بإنجاز "الاتفاق النووي الإيراني".
وبحسب خبراء، فإن أهمية زيارة مدير (CIA) بالنسبة لتل أبيب، تأتي من أن بيرنز دبلوماسي مخضرم، يشغل منصباً أمنياً رفيعاً في البيت الأبيض، لا سيما بعد غضب الإسرائيليين لاستبعادهم من قِبَلِ إدارة بايدن، من المشاركة في مباحثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي.