الضرائب وكورونا لم تمنعا السعوديين من الإنفاق
ارتفاع أسعار النفط، وحملة التطعيم المتسارعة، إضافة إلى قضاء السعوديين عطلاتهم داخل البلاد بسب حظر السفر، أدت إلى تعافي الاقتصاد السعودي

ترجمات – السياق
في مطعم مامو ميشال أنجلو، الشهير لبيع المأكولات الفرنسية الفاخرة في الرياض، الموعد التالي المتاح لحجز عشاء، سيكون منتصف سبتمبر المقبل.
ورغم ذلك، فإن خط هاتف الحجوزات في المطعم، لا يتوقَّف عن الرنين، وهو مؤشر قوي على الشعلة الداخلية، التي تدفع الاقتصاد السعودي إلى الانتعاش، متحديًا التوقُّعات القاتمة، التي كانت تشير إلى تذبذب كبير هذا العام.
وبينما شهدت بلدانا عدة زيادة كبيرة في الإنفاق، خلال حالة الطوارئ الصحية، إلا أن المملكة العربية السعودية، كانت خارجة عن المألوف، لأن نموها فوق التوقعات، لا يمكن أن يُعزى إلى التحفيز، بحسب شبكة بلومبيرج.
وأكدت الشبكة -في تقرير- أن ارتفاع أسعار النفط، وحملة التطعيم المتسارعة، إضافة إلى قضاء السعوديين عطلاتهم داخل البلاد بسب حظر السفر، أدت إلى تعافي الاقتصاد السعودي.
ورغم محاولة العديد من البلدان، مواجهة تفشي كورونا، بإجراءات تساعد الاقتصاد، فإن المملكة اتخذت قرارات عدة، إذ ضاعفت ضريبة القيمة المضافة ثلاث مرات لدعم مواردها المالية، كما قلَّصت حجم برنامج المساعدة للمواطنين الأشد فقراً، ومع ذلك شهد الاقتصاد السعودي حزمة من التحفيز، أبرزها ارتفاع أسعار النفط، ساعدت في نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.5% هذا العام.
كأنك خارج السعودية
المطعم الباريسي اتخذ إجراءات عدة، تشعر السعودي بأنه خارج البلاد بالفِعل، وعن ذلك تقول ماريفا سارون، مديرة علاقات الضيوف بالمطعم: إنهم هدفوا إلى توفير مقصد سياحي يجعل الزبائن يشعرون كأنهم خارج السعودية.
وذكر التقرير، أن المطعم يزدحم بالأثرياء من سكان مدينة الرياض، الذين يجلسون تحت الثريات ذات اللون الياقوتي، وهم يتذوقون شرائح اللحم البقري البالغ سعرها 495 ريالاً (132 دولاراً) مع فطائر كبد الأوز.
حظر السفر
ووصف تقرير "بلومبيرج"، ما يحدث في المملكة، بأنه يمكن تسميته "الإنفاق المحاصر"، إذ توجد مليارات الدولارات داخل البلاد، نتيجة قيود السفر عبر العالم، بسبب جائحة كورونا.
وفقدت المملكة العربية السعودية السياحة الوافدة، عندما أغلقت حدودها بإحكام، لكن كان لديها الكثير لتكسبه من بقاء السعوديين في المنزل عقب حظر السفر.
وعن ذلك يصف مازن السديري، رئيس الأبحاث في شركة الراجحي المالية بالرياض، ما يحدث بأنه "طلب مكبوت"، ما يعني اضطرار المواطنين إلى إنفاق هذه الأموال من أجل الترفيه، بعد الإغلاق بسبب كورونا، مشيرًا إلى أن إنفاق المستهلكين ارتفع 3.3% في النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها عام 2019.
من الشركات التي استفادت من اضطرار السعوديين، إلى البقاء في المنزل أيضًا، شركة الإلكترونيات المتحدة، وهي سلسلة متاجر بيع إلكترونيات بالتجزئة، إذ سجلت أرباحاً في الربع الأول، فاقت الضعف على أساس سنوي.
انتعاش اقتصادي
بالمقابل سجَّلت المدفوعات الإلكترونية في المطاعم والمقاهي، خلال أسبوع في 3 يوليو الماضي، رقماً قياسياً بلغ 1.4 مليار ريال.
وذكر التقرير، أن مراكز التسوق، والصالونات، والصالات الرياضية تبدو مزدحمة، بينما تكشف بيانات التنقل من موقع غوغل، أن زيارات مكان العمل ارتفعت 7% لما قبل كورونا، حتى مع الإبلاغ عن أكثر من 1000 إصابة جديدة بالفيروس.
وتوقَّعت مونيكا مالك، كبيرة الخبراء الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري، أن يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي السعودي هذا العام مستويات عام 2019 (قبل ظهور كورونا)، وهو ما يظهر مدى سرعة انتعاش اقتصاد المملكة.