تقرير يحذِّر من خسارة دول... ويتوقَّع سيناريوهات كارثية للأعوام المقبلة

وجد التقرير أن كل 0.5 درجة مئوية إضافية من الاحتباس الحراري، تسبِّب زيادات ملحوظة في شِدة وتواتر موجات الحر، والأمطار الغزيرة، والجفاف، والظواهر الجوية المتطرفة.

تقرير يحذِّر من خسارة دول... ويتوقَّع سيناريوهات كارثية للأعوام المقبلة

ترجمات - السياق

كشفت صحيفة الغارديان، أن الاحترار العالمي فوق 1.5 درجة مئوية سيكون «كارثيًا» لدول جزر المحيط الهادئ، وقد يؤدي إلى خسارة دول بأكملها، بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر.

وقالت الصحيفة البريطانية: طالما كان يُنظر إلى المحيط الهادئ على أنه «الكناري في منجم الفحم» لأزمة المناخ، مشيرة إلى أن المنطقة عانت المد والجزر، والأعاصير الكارثية، وزيادة الملوحة في مناجم المياه الجوفية، ما يجعل زراعة المحاصيل مستحيلة، بسبب الجفاف المستمر، وفقدان الموارد المنخفضة.

وتوقَّعت، أن تزداد وتيرة هذه الأزمات وحدتها، مع اشتداد حرارة العالم.

 

اتفاق باريس

تأتي تلك التحذيرات، في الوقت الذي نشرت فيه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّـر المناخ (IPCC) تقريرها التاريخي، عن الاحتباس الحراري، الذي أظهر أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، يجب أن تنخفض إلى النصف، للحد من التسخين إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهو هدف تم تضمينه، في اتفاق باريس فقط، بعد الضغط المستمر من قادة جزر المحيط الهادئ.

وقال ساتيندرا براساد سفير فيجي، المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، إن «التقرير مخيف للغاية، اتضح أن التقديرات أعلى مما كنا نظن، إنها تعرض بعض أكثر الحالات كارثية، التي يمكن أن نتخيلها في المحيط الهادئ، لارتفاع مستوى سطح البحر، وفقدان الأراضي المنخفضة وفقدان دول بأكملها، من المؤكد أن الأمور في هذا القرن ستقترب كثيرًا».

 

العواصف الكارثية

وأوضح الدبلوماسي الفيجي، أن تأثير الاحتباس الحراري، كان محسوسًا عبر المحيط الهادئ منذ سنوات، مشيرًا إلى أن الفيضانات والعواصف الكارثية، حدثا بوتيرة كبيرة: مرة كل 50 إلى 100 عام، حيث كانت هذه الأحداث كل 10 سنوات.

وتابع: على الفور يمكن للمرء أن يخمِّن أن الأعاصير الكارثية، والأعاصير الفائقة، والجفاف المطوَّل، ستصبح أكثر تواترًا وأكثر كثافة، عبر جزر المحيط الهادئ الصغيرة.

 

خمسة سيناريوهات

وبحسب «الغادريان»، فإن تقرير الهيئة الحكومية الدولية، المعنية بتغيُّـر المناخ، قدَّم خمسة سيناريوهات تستند إلى مستويات مختلفة، من ثاني أكسيد الكربون وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري الأخرى، مشيرة إلى أنه في ظِل سيناريوهات الانبعاثات المرتفعة والمرتفعة جدًا الموضَّحة في التقرير، من المتوقَّع أن تصل الحرارة العالمية إلى 3.6 درجة مئوية و4.4 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة على التوالي، بحلول نهاية القرن، بينما رجَّح السيناريو المتوسط​​، أن يتم تجاوز الاحترار العالمي، بدرجتين مئويتين.

ووجد التقرير أن كل 0.5 درجة مئوية إضافية من الاحتباس الحراري، تسبِّب زيادات ملحوظة في شِدة وتواتر موجات الحر، والأمطار الغزيرة، والجفاف، والظواهر الجوية المتطرفة.

 

الظلم المناخي

وسلَّط تقرير جديد -لمنظمة السلام الأخضر في أستراليا والمحيط الهادئ- الضوء على ما وصفه بـ«الظلم المناخي الصارخ» الذي تواجهه منطقة المحيط الهادئ، التي تعد من أقل المناطق التي ينبعث منها الكربون في العالم، وهي مسؤولة فقط عن 0.23% من الانبعاثات العالمية، لكنها عانت الآثار الأولية والأكثر خطورة لارتفاع درجات الحرارة العالمية.

من جانبه، قال الدكتور نيكولا كاسول، رئيس الأبحاث والتحقيقات في منظمة السلام الأخضر بأستراليا باسيفيك: «إذا نظرنا إلى ماهية تلك التأثيرات، ربما أكثر من أي مكان آخر، فإن المحيط الهادئ هو الأكثر تضررًا»، مشيرًا إلى أننا «سنرى المزيد من الملوحة، سنرى ارتفاع مستوى سطح البحر، ما يعني أن أجزاءً كبيرة من أماكن مثل كيريباتي، وفانواتو، وجزر سليمان، أصبحت غير صالحة للسكن».

 

مثير للقلق

جوزيف سيكولو، العضو المنتدب لمنطقة المحيط الهادئ لمجموعة ناشطي المناخ «350.org»، قال إن تقرير الهيئة الحكومية الدولية، المعنية بتغيُّـر المناخ كان «مرتبكًا ومثيرًا للقلق، لكنه متوقَّع... يمكنك أن تعرف الافتقار إلى القيادة، والطموح الذي كان موجودًا على مستوى العالم بشأن تغيُّـر المناخ، كان هذا هو الاتجاه الذي كنا نسير فيه».

وأوضح سيكولو أن الحقيقة المقلقة، التي حذَّر منها تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيُّـر المناخ، وما سبَّبته أزمة المناخ من حرائق الغابات في الولايات المتحدة، وموجات الحر في كندا، والحرائق في سيبيريا، وتركيا، واليونان، والفيضانات في الصين، أشياء كان المحيط الهادئ يحذِّر منها منذ سنوات.

وقال: «هذا ما كنا نتحدَّث عنه منذ عقود، لأن أزمة المناخ كانت على أعتابنا، قبل وقت طويل من وصولها إلى أي شخص آخر».

 

أزمة المناخ

وطالما كان يُنظر إلى المحيط الهادئ، على أنه طائر الكناري في منجم الفحم، ما يشير إلى هذه الأزمة، بحسب صحيفة الغارديان، التي أشارت إلى أنه تم استخدام واقعنا لتسليط الضوء على أزمة المناخ لعقود.

وأكدت أن الجميع يفهم الآن حقيقة أزمة المناخ، وهذا هو سبب أهميتها لمجتمعات المواجهة المركزية، أكثر من أي وقت مضى.

الدول المعرَّضة لتغيُّـر المناخ حذَّرت من أنها «على وشك الانقراض» إذا لم يتخذ أي إجراء لتجنُّب ذلك.

 

الدفاع بالأرواح

محمد نشيد، الرئيس السابق لجزر المالديف، الذي يمثِّل نحو 50 دولة معرَّضة لتأثيرات تغيُّـر المناخ، قال ردًا على التقرير الأممي: «نحن ندفع بأرواحنا ثمن الكربون المنبعث من شخص آخر».

وأكد نشيد، أن توقُّعات اللجنة الحكومية الدولية، المعنية بتغيُّـر المناخ التابعة للأمم المتحدة، ستكون مدمِّرة للبلد، ما يضعه على حافة الانقراض، حيث تُعَدُّ جزر المالديف الدولة الأكثر انخفاضًا في العالم.

 

العبء الأكبر

وقال بوريس جونسون، الذي تستضيف بلاده قمة المناخ الرئيسة في غلاسكو المعروفة بـ "كوب 26"، بعد ثلاثة أشهر، إن التقرير أظهر أن هناك حاجة لمساعدة الدول التي تتحمل العبء الأكبر لتغيُّـر المناخ، مشيرًا إلى أن «تقرير اليوم يجعل القراءة واقعية، ومن الواضح أن العقد المقبل سيكون محوريًا لتأمين مستقبل كوكبنا».

وأوضح رئيس الحكومة البريطانية، أن بلاده تعلم ما يجب القيام به، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، جعل الفحم من التاريخ والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، وحماية الطبيعة وتوفير التمويل المناخي، للبلدان الواقعة على خط المواجهة.

 

تغيير الاقتصادات

من جانبه، قال مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري، إن الدول تحتاج إلى تغيير اقتصاداتها بشكل عاجل، مشيرًا إلى أن العقد الحالي حاسم للعمل، ويجب أن تكون قمة المناخ في غلاسكو نقطة تحول في هذه الأزمة.

الناشطة المناخية غريتا ثونبرغ، أكدت في تغريدة عبر حسابها بـ «تويتر»، أن التقرير الأممي «يؤكد ما نعرفه بالفِعل... إننا في حالة طوارئ»، مشيرة إلى أنه لا يزال في الإمكان تجنُّب أسوأ العواقب.

وأشارت إلى أن شرط تجنُّب العواقب الأسوأ، يتمثَّل في عدم مواصلة ما نفعله اليوم، والتعامل مع المسألة على أنها أزمة.

 

رد حازم

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، دعا إلى رد فِعل حازم للنتائج القاتمة الخاصة بتقرير المناخ، مشيرًا إلى أن العالم «يرى بالفِعل الآثار الضارة المترتبة على تغيُّـر المناخ في الحياة اليومية».

وأكد المسؤول الأمريكي -في بيان- أن التقرير يشير إلى أننا نقترب من عالم أكثر دفئًا بـ 1.5 درجة مئوية، بينما تتسبَّب الانبعاثات اليومية، في زيادة احتمالات عدم تجنُّب أسوأ الآثار المترتبة على تغيُّـر المناخ.

وطالب بلينكن جميع الدول -لا سيما الاقتصادات الكبيرة- بضرورة القيام بدورها خلال هذا العقد الحاسم من عشرينيات القرن الحالي، لوضع العالم على مسار للإبقاء على حد ارتفاع الحرارة بـ 1.5 درجة مئوية في المتناول.

 

أستراليا ترفض

هناك وِجهة نظر مغايرة لرأي معظم قادة العالم، وهي تلك التي خرج بها رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، رافضًا الالتزام بهدف الانبعاثات الصفرية الصافية بحلول عام 2050.

وقال موريسون، إن بلاده لن توقِّع شيكًا على بياض -نيابة عن الأستراليين- لأهداف من دون خُطط، مؤكدًا أن التزامات الشيكات على بياض، ينتهي بك الأمر دائمًا إلى دفع ثمنها، وينتهي بك الأمر كذلك إلى دفع ضرائب أعلى.

وشدَّد على أن استجابة أستراليا للمناخ، ستستهدف التكنولوجيا وليس الضرائب، مشيرًا إلى أن احتجاز الكربون، من التكنولوجيات التي ستلجأ إليها البلاد.

وأكد المسؤول الأسترالي، أنه لن يطلب من الأشخاص -خارج المدن الأسترالية- تحمُّل العبء عن البلاد، فى رفض واضح لاتخاذ المزيد من الإجراءات المناخية، المتعلِّقة بأجزاء من البلاد، تعتمد على صناعات مثل التعدين والزراعة.