فتاة الفستان تثير الجدل مجددًا... ما علاقة أحد أثرياء مصر بالقضية؟
تطورات مثيرة في قضية فتاة الفستان... وأحد أثرياء فوربس يدخل على خط الأزمة

السياق
أيام ثلاثة، شهدت فيها قضية فتاة الفستان في مصر، تحولا دراماتيكيًا في أحداثها، ليكون دخول الملياردير المصري نجيب ساويرس على خط الأزمة، أحدث تطورات القضية، التي شغلت الرأي العام المحلي قرابة شهرين.
إعلان الفتاة حبيبة طارق، رسوبها في الفرقة الثانية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، شمالي البلاد، وتعليق الجامعة على زعم الفتاة، بأن رسوبها كان متعمَّدًا، ثم تقديم الملياردير المصري، أحد أثرياء العالم نجيب ساويرس عرضًا، لإكمال دراستها في أي جامعة خاصة على نفقته، كانت المحطات الأبرز في رحلة صعود القضية مرة أخرى إلى واجهة الاهتمام، وتصدُّرها مواقع التواصل الاجتماعي.
تطورات القضية
قبل أيام ثلاثة، أعلنت فتاة الفستان حبيبة طارق، أنها تلقَّت تهديدات -عبر رسالة خاصة من حساب مزيَّف في «فيسبوك»- يساومها للتنازل عن المحاضر قبل إعلان النتيجة، ويهدِّدها برسوبها في مادتين، إلا أنها تجاهلت الرسالة، لتفاجأ -عقب إعلان النتيجة- برسوبها بالفِعل في مادتين، ما يعني إعادة العام مجددًا.
حبيبة طارق، قالت في تصريحات صحفية، إنها تعرَّضت لضغوط شديدة، للتراجع عن أقوالها وتجاهل حقها، حتى إن أحدهم سحبها من شعرها بالجامعة، أثناء نزولها على السلالم، إلا أنها أكدت أنها لن تتنازل عن حقها.
وأشارت إلى أنها ستسحب أوراقها من الكلية، ولن تعود إلى الدراسة فيها، معلنة أنها ستتقدَّم بأوراقها لإحدى الجامعات الخاصة في الإسكندرية.
كذلك، أضافت الشابة المصرية، أن الشائعة المنتشرة عن تفريغ الكاميرات، وعدم مطابقة محتواها لأقوالها، غير صحيحة، وأن الجامعة لم تجد كاميرا بالممر الذي حدثت فيه واقعة الفستان، مضيفة أنها طوت صفحة الدراسة بجامعة طنطا، لكنها لم تتوقَّف عن استكمال الدفاع عن حقها.
الجامعة تتدخل
جامعة طنطا بدورها، ردَّت على لسان المتحدِّث باسمها الدكتور وليد العشري، نافية أن يكون نجاح أو رسوب فتاة الفستان، له علاقة بالقضية، التي تنظر فيها النيابة.
وأكد العشري، أن موقف الجامعة داعم للطالبة حبيبة طارق، مدللًا على قوله، بتحويل الواقعة فور حدوثها إلى السُّلطات القضائية، ما لقي استحسان الرأي العام في مصر.
وعن سحب الطالبة لملفها من الجامعة، قال مصدر آخر، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن «فتاة الفستان»، لا يحق لها سحب الملف الخاص بها من كلية الآداب بجامعة طنطا، إلا بعد الانتهاء من التحقيق في القضية، وصدور قرار من النيابة العامة، مشيرًا إلى أنه فور صدور القرار، تصبح القضية حينها مغلقة، ويحق للطالبة سحب الملف.
نجيب ساويرس
تطور آخر شهده ملف أزمة فتاة الفستان، بعد دخول الملياردير المصري نجيب ساويرس على خط الأزمة، معلنًا تقديمه عرضًا إلى الفتاة، يتكفَّل بموجبه بمصروفاتها الدراسية، في إحدى الجامعات الخاصة.
وقال ساويرس، الذي يأتي على قائمة أثرياء العالم، بحسب مجلة فوربس الأمريكية، خلال مداخلة على فضائية محلية، إن عرضه على الطالبة بأن تُكمل دراستها في أي جامعة خاصة، ليس له أي علاقة بموقف رئيس الجامعة من القضية.
الفتاة لها الحق المطلق في مظهرها، يقول ساويرس، مضيفًا أنه منذ بدء الأزمة، وجد في صورة الفتاة براءة في سن الشباب، فضلًا عن ارتدائها زيًا محتشمًا.
وأضاف رجل الأعمال المصري، أن دعمه لفتاة الفستان، تصرُّف شخصي نابع من موقف إنساني، معقِّبًا بلهجة محلية: «أنا حر في أموالي»، مشيرًا إلى أن الطالبة تعرَّضت لحملة وصفها بـ«الظالمة وغير المقبولة»، ما دفعه إلى مساندتها.
تنمُّر وادِّعاء فضيلة
وجدَّد الملياردير المصري رفضه القاطع، للتدخل في حريات الآخرين، قائلًا: «وصلنا إلى مستوى من التنمُّر لا يطاق... كل يجعل نفسه رقيبًا على الفضيلة والحريات... كل واحد يخليه في نفسه وربنا في الآخر هو اللي بيحاسب... أنا محبش مدَّعي الفضيلة».
فتاة الفستان ردَّت على عرض رجل الأعمال نجيب ساويرس، معلنة قبوله، بعد أن قالت إنها تعرَّضت لـ«الظلم والاضطهاد»، كاشفة أنها كانت تنوي سحب أوراقها من الجامعة.
مواقع التواصل
وعقب إعلان عرض نجيب ساويرس وقبوله من فتاة الفستان، عادت القضية لتتصدَّر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بين مؤيد لموقف نجيب ساويرس، ومعارض لموقف الفتاة، ومشكك في روايتها.
وبينما طالب مغرِّدون -عبر مواقع التواصل الاجتماعي- بدور أكبر لرجال الأعمال، بالانخراط في القضايا المجتمعية، شكك آخرون في رواية فتاة الفستان، مشيرين إلى أنها تحاول استعطاف الرأي العام، والحصول على أكبر مكاسب ممكنة من قضيتها.
محمد عبدالرحمن، مدير المركز الصحفي لمهرجان القاهرة، مؤسس صحيفة محلية إلكترونية، تساءل في تغريدة عبر «تويتر»: هل صحيح أن الجامعة لم توقف الموظفة المتنمِّرة ولو ليوم واحد رغم بداية التحقيقات؟ وما حكاية الامتناع عن توفير شريط تصوير الاعتداء على الفتاة، بشد شعرها في نهاية الامتحانات؟ وهل تتحرَّك الجهات المعنية لفتح ملفات أخرى في الكلية نفسها؟
بينما قال الصحفي جمال سلطان، أحد معارضي رواية الفتاة، إن نتائج تحقيقات جامعة طنطا، عن طالبة الفستان الشهيرة، ليست مفاجأة، فما وصفه بـ«الظهور الاستعراضي» للطالبة، والإثارة التي صنعتها بمهارة، على مواقع التواصل لكسب التعاطف، كانت تقول الكثير.
وبين هذا الرأي وذاك، دشَّن مغرِّدون هاشتاغًا تحت وسم «#البسي_فستانك»، أكدوا فيه تضامنهم مع حبيبة طارق، وكل امرأة في مصر ترتدي فستانًا، مشيرين إلى أن قضيتهم اجتماعية، تهدف إلى فك القيود، التي قالوا إنها مفروضة على المرأة في الوطن العربي.
بداية الواقعة
بدأت الواقعة بنشر حبيبة طارق أو «فتاة الفستان»، كما سماها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أواخر يونيو الماضي، منشورًا عبر «فيسبوك»، روت فيه تعرُّضها للتنمُّر من بعض المراقبين، على لجان امتحانات الفصل الدراسي الثاني، من العام الدراسي بكلية الآداب في جامعة طنطا، شمالي القاهرة.
وقالت الطالبة، إنها ذهبت إلى الجامعة مرتدية فستانًا لتأدية امتحان، إلا أنها عقب الامتحان، ذهبت للحصول على بطاقتها الشخصية، (الطلاب يتسلَّموها قبل دخول اللجنة)، لتفاجأ بتهكم مراقب اللجنة عليها بسبب الفستان.
ورغم تعجبها من السؤال، على حد قولها، فإنها تجاوزت الموقف، وما إن خرجت من اللجنة، حتى استوقفتها مراقبتان على لجنة مجاورة، قائلة: «بدأوا الحديث معي عن الفستان الذي أرتديه، وبدأت إحداهما بالتهكم عليّ، وسألتني: هل نسيت ارتداء البنطال؟!».
وتابعت حبيبة: «المراقبتان قالتا لي: وأنتي ماشية الهواء هيطير الفستان (..) ربنا يهديك وتعودي لحجابك»، مشيرة إلى أن حديثهما، «جعل الجميع يلتقتون إليَّ، فقرَّرت الخروج سريعًا من الجامعة، والذهاب إلى المنزل».