قتال شوارع في أنقرة.. مئات الأتراك يهاجمون محال السوريين ومنازلهم

قتال شوارع في أنقرة بعد مقتل تركي على يد مهاجر... هل انقلب سلاح أردوغان ضده؟

قتال شوارع في أنقرة.. مئات الأتراك يهاجمون محال السوريين ومنازلهم

السياق

قتال شوارع في العاصمة التركية أنقرة، تحوَّل إلى حالة من الاضطرابات، بعد مقتل مراهق تركي، على يد أحد اللاجئين السوريين، ما أثار مخاوف على أوضاع اللاجئين، في البلد الذي يستضيف أكبر عدد منهم في العالم.

وقالت «سي إن إن ترك»، إن سوريين هما يحيى عبده ومحمد عبده، اللذين على علاقة بالتركيين بأميرهان يالجين وعلي ياسين جولر، كانوا يتجادلون في اليوم السابق لأحداث الاضطرابات، التي شهدتها العاصمة التركية أنقرة، إلا أن الجدال احتدم وتحوَّل إلى قتال شوارع، طعن خلاله يحيى عبده، التركيين، وفر هاربًا، ما أدى إلى وفاة أحدهما وإصابة الآخر.

 

القتل العمد

ورغم أن الشرطة اعتقلت السوريين يحيى عبده ومحمد عبده، بعد الحادث، بتهمة «القتل العمد»، فإن التوتر ساد حي بتالغازي، بعد نزول المئات من الأتراك إلى الشارع الذي يتركز فيه الأجانب، وحطموا نوافذ أماكن عملهم، وأخذوا متعلقاتهم وأضرموا فيها النيران.

وأشارت إلى أن متظاهرين مناهضين للمهاجرين، اقتحموا منازل ومتاجر وسيارات، يملكها سوريون في العاصمة التركية، بعد اندلاع التوترات بمنطقة ألتنداغ في أنقرة، إثر مقتل مراهق تركي.

 

تحطيم نوافذ المتاجر

بينما أكدت وكالة رويترز -في نسختها الإنجليزية- تحطيم نوافذ متاجر ومنازل السوريين، مشيرة إلى أن الأتراك الغاضبين، قلبوا سيارة وأشعلوا فيها النيران، خلال الاضطرابات.

ونزل مئات السكان المحليين إلى المنطقة، حيث يعيش مهاجرون ولاجئون سوريون، وأظهرت مقاطع فيديو على الإنترنت، مجموعات من الرجال يقلبون سيارات ويخربون متاجر.

وقال موقع دوفار الإخباري المستقل، إن الحشود التي تردِّد شعارات مناهضة لسوريا، شوهدت في مقاطع فيديو تهاجم شركات ومنازل تعود إلى سوريين، مشيرًا إلى أنه تم نشر شرطة مكافحة الشغب في المنطقة، لقمع العنف.

 

الشرطة تتدخل

وبينما تقول تقارير تركية، إن الشرطة أجلت بعض السوريين من الحي بالحافلات، قال أحد شهود العيان، إن شرطة أنقرة أطلقت النار في الهواء، في محاولة لوقف العنف.

الأمر الذي لم تنفه الشرطة، مشيرة إلى أنها احتجزت 76 شخصًا لتورُّطهم في الاضطرابات، أو لنشرهم تعليقات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل استفزاز الأتراك، بعد القتال في ألتنداغ.

وقالت شرطة أنقرة -في بيان- إن 38 من المحتجزين، لديهم سوابق جنائية، بما في ذلك النهب والعنف والسطو، مشيرة إلى أنه «من المهم أن نعلن أن شعبنا لا يحترم الأخبار والمنشورات الاستفزازية، التي تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي».

 

انتقادات لتركيا

يأتي ذلك بينما شارك رئيس الهلال الأحمر التركي، كريم كنيك، مقطع فيديو عبر «تويتر» يظهر قذائف تُلقى على المنازل.

وقال رئيس الهلال الأحمر التركي، منتقدًا تصرفات مواطنيه: أي من تقاليدنا تتضمَّن رجم منازل الناس في الليل؟ اتصل بنا العديد من اللاجئين، وقالوا إنهم قلقون على حياة أطفالهم.

 

تهدئة النار

ونشر المسؤول التركي صورة لطفل، وجهه مغطى بالدماء، بعد إصابته بحجر رشقه عبر النافذة، وقال إنه نُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، مطالبًا بتهدئة الأوضاع، قائلًا: «دعونا نهدئ هذه النار... إنها لا تفيد أي شخص».

من جانبه، قال مكتب محافظ أنقرة، في تغريدة عبر «تويتر»: إن «الاحتجاجات والحوادث» العنيفة التي وقعت مساء الأربعاء، انتهت بـ«جهود مكثَّفة لقوات الشرطة».

ممثلو الادعاء، أكدوا فتح تحقيق واعتقال شخصين، بعد انتشار تقارير عن الحادث، وتدفق مئات المتظاهرين إلى شوارع ألتنداغ، لكن على وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد بعض الأشخاص الشرطة، لما اعتبروه ردَّ فعل غير كافٍ على العنف.

 

وقف فوري

ودعا حزب الشعوب الديمقراطي، المعارض المؤيد للأقلية، في تغريدة عبر «تويتر»، إلى وقف فوري للهجمات، على مجتمع المهاجرين في تركيا.

وتستضيف تركيا نحو 3.7 مليون لاجئ سوري، بينما تأتي الاضطرابات الأخيرة، وسط مخاوف من تزايد أعداد اللاجئين الأفغان، الذين يصلون إلى شرقي تركيا من إيران، وسط الصراع في أفغانستان.

 

المشاعر المعادية

وتصاعدت المشاعر المعادية للمهاجرين في تركيا، في السنوات الأخيرة، مع حملات عدد من السياسيين، لفرض قيود أكثر صرامة.

واندلعت التوترات مع وصول آلاف الأفغان، الفارين من الحرب المتصاعدة، في بلادهم.

وكان قادة الاتحاد الأوروبي، منحوا في يونيو الماضي، الضوء الأخضر للمفوضية الأوروبية، لاقتراح حزمة تمويل جديدة، لتوسيع نطاق اتفاق الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، الذي يعود إلى عام 2016.

وتحصل تركيا -بموجب الاتفاق الجديد- على 3 مليارات يورو (3.6 مليار دولار) حتى عام 2024، بعد حزمة 2016، التي صرف منها لأنقرة 4 مليارات يورو، من 6 مليارات، تم الاتفاق عليها.