حرائق الجزائر.. المناخ وأيدٍ إجرامية أبرز المتهمين
الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، أعلن الحداد العام في البلاد 3 أيام، على أرواح ضحايا الحرائق

السياق
"الجزائر تحترق"، "صلوا من أجل الجزائر" وغيرها من الهاشتاجات التي تداولها الشعب الجزائري، وغيره من الشعوب، للتعبير عن التضامن معه، بعدما اندلعت حرائق غابات، في عدد من الولايات والمناطق الجزائرية.
الحرائق الهائلة، تحاول وحدات الحماية المدنية الجزائرية، السيطرة عليها، إذ تجاوزت 20 حريقًا حتى الآن، وراح ضحيتها 65 شخصًا، بينهم 28 عسكريًا.
بسالة الجيش
أعلن الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، الحداد العام في البلاد 3 أيام، على أرواح ضحايا الحرائق، كذلك أعلن الرئيس الجزائري تجميدًا مؤقَّتًا للأنشطة الحكومية والمحلية، ماعدا التضامنية.
وأعلنت السلطات الجزائرية، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرائق، في ولايات عدة إلى 65 شخصًا (28 عسكريًا و37 مدنيًا)، بينما يوجد 12 عسكريًا في حالة حرجة بالمستشفيات.
وكان الرئيس الجزائري، نعى من خلال تغريدة على "تويتر"، ضحايا الجيش الذين قضوا خلال مكافحة الحرائق.
وقال تبون: "ببالغ الحزن والأسى، بلغني نبأ استشهاد 25 فردًا من أفراد الجيش الوطني الشعبي، بعد أن نجحوا في إنقاذ أكثر من مئة مواطن من النيران الملتهبة، بجبال بجاية وتيزي وزو. أمام هذا الخطب الجلل، ننحني بخشوع أمام أرواح أبناء الوطن البررة. تعازيّ لكل أسر الشهداء، إنا لله وإنا إليه راجعون."
فِعل إجرامي
كامل بلجود، وزير الداخلية الجزائري، أكد أن الحرائق متعمَّدة، حيث قال -في تصريحات للتليفزيون الجزائري- "وحدها الأيدي المجرمة يمكن أن تكون مسؤولة عن اندلاع نحو 50 حريقًا في آن واحد في مناطق عدة بالولاية".
وكان مرصد الغلاف الجوي التابع للاتحاد الأوروبي، قد أعلن -في بيان رسمي بالأسبوع الأول من أغسطس- أن البحر المتوسط أصبح بؤرة لحرائق الغابات، مع انتشار الحرائق في تركيا واليونان، على نحو زاده الطقس الحار.
رغم تلك الظروف الطبيعية، التي تساعد في انتشار مثل هذه الحرائق، فإن أيمن بن عبدالرحمن رئيس وزراء الجزائر، لا يستبعد "الأيدي الإجرامية".
وقال بن عبد الرحمن -في حديث مع التليفزيون الرسمي للجزائر- إن التحريات الأولية، التي أجريت على منطقة تيزي وزو، أثبتت أن أماكن اندلاع هذه الحرائق، كانت مختارة بدقة، تسمح بإحداث أكبر قدر من الخسائر، موضحًا أنها مناطق وعرة وصعبة التضاريس، ما يعطِّل وصول الإسعافات إليها.
طائرات مساعدة
وتجري الحكومة الجزائرية، محادثات مع شركائها في الخارج، لاستئجار طائرات، للمساعدة في تسريع جهود مكافحة الحرائق.
وشدَّد بن عبدالرحمن، على عدم تسامح الدولة الجزائرية، مع المتورِّطين في هذه الأفعال الإجرامية، تجاه المواطنين الأبرياء وثروات البلاد.
وبحسب شهود عيان، من سكان ولاية تيزي وزو بمنطقة القبائل، لفظ الجنود ضحايا الحرائق أنفاسهم، بعد أن حاصرتهم النيران، أثناء محاولة إخمادها، خاصة أنهم واجهوا صعوبة في الرؤية بسبب الدخان الكثيف، بينما لجأ السكان إلى الشجر والمياه، في محاولة للإطفاء والنجاة.
وقال السكان، عبر شهادات بعضهم، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إنهم فروا إلى الفنادق وبيوت الشباب والمدن الجامعية، التي فتحت لهم أبوابها.
بداية الخيط
ولاية المدية، أعلنت إلقاء القبض على 3 أشخاص مشتبه بهم، في إشعال النار بإحدى الغابات، وهم قيد التحقيق.
هذه الخطوة، بداية الخيط لتتبع الأيدي المتسبِّبة في هذه الجرائم، وما يتبع ذلك من معرفة أسبابها ومآربها.
التقارير الإعلامية المحلية الجزائرية، كشفت تفاصيل هذه الحرائق، قائلة إنه في بلدية فرندة بولاية تيارت، شبَّ حريق بغابة القعدة، أتى على نحو كيلومترين مربعين، من الأشجار والغابات، بفِعل الرياح.
وفي مدينة عين صالح، شبَّ حريق في بستان نخيل بمنطقة البركة، أسفر عن احتراق 300 نخلة.
وفي ولاية البويرة، شبَّ حريق هائل جاء على 40000 متر مربع من الحشائش الجافة، ونحو 600 شجرة زيتون.
وأشارت التقارير إلى نشوب حريقين في بودربالة، أسفرا عن احتراق 10000 متر مربع من الحشائش الجافة ونحو 50 شجرة، بجانب احتراق 30000 متر مربع من الأدغال و15 شجرة.
وفي ولاية قالمة، نشبت 7 حرائق، أسفرت عن خسائر في الماشية والزرع، إذ نفقت 68 رأسًا من الغنم، إلى جانب اشتعال 106 هكتارات، من الأدغال والأحراش والأعشاب الجافة.