يوم مفتوح للتطعيم ضد كورونا.. هل ينقذ المنظومة الصحية في تونس؟

تستهدف الحملة نحو ثلاثة ملايين تونسي، بحسب وزارة الصحة، من خلال 333 مركز تطعيم، في المراكز الصحية والمدارس والمعاهد الثانوية.

يوم مفتوح للتطعيم ضد كورونا.. هل ينقذ المنظومة الصحية في تونس؟

السياق

تحت عنوان "يوم مفتوح للتطعيم ضد كورونا"، نظَّمت السُّلطات التونسية  حملة موسعة لتلقيح المواطنين والأجانب المقيمين فيها، ممن تجاوزوا سن الأربعين عامًا ضد كورونا.

واستهدفت الحملة نحو ثلاثة ملايين تونسي، بحسب وزارة الصحة، من خلال 333 مركز تطعيم، في المراكز الصحية والمدارس والمعاهد الثانوية.

 

فرصة للسيطرة

"الحكومة فشلت وأمامها فرصة للسيطرة على كورونا"، هكذا تقول الطبيبة التونسية ريم بن عامر، وهي ناشطة نسوية وحقوقية لـ"السياق"، إذ أكدت "أن الوضع الوبائي داخل تونس وصل حداً كارثياً، من حيث ارتفاع أعداد المصابين والوفيات بشكل يومي، نظرًا للظروف السيئة في المستشفيات ونقص الأكسجين، إضافة إلى التنسيق البطيء في عملية التلقيح".

وألقت ريم بن عامر بالمسؤولية على حكومة هشام المشيشى، التي فشلت -حسب قولها- في مجابهة الجائحة، كما تقاعست عن جلب اللقاحات اللازمة، ولم تطبِّق البرتوكولات الصحية.

وتابعت الطبيبة والناشطة النسوية التونسية، أن البرتوكول الصحي الذي سبق قرارات الرئيس قيس سعيد الاستثنائية، كان يطبَّق على عامة الشعب ويتم خرقه من رئيس الحكومة السابق "المشيشي" ووزرائه، ما عمَّق داخل المواطنين الإحساس بالنِّقمة، المختلط بالخوف والفزع.

وترى ريم بن عامر، أن قرار الرئيس التونسي، بتكليف مؤسسة الصحة العسكرية -المعروفة بجديتها وحيادها- بإدارة أزمة كورونا، كان إيجابيًا، معربة عن أملها بأن تتم السيطرة على تزايد حالات العدوى، وتلقيح أكبر عدد من الشعب.

وتحرص مؤسسة الصحة العسكرية، على الحفاظ على الثقة التي تكتسبها لدي الجماهير التونسية، فتسعى جاهدة إلى نجاح تجربة التطعيم، خاصة بعدما فشلت تونس في التطعيم يوم عيد الأضحى، وسادت حالة من الفوضى والعنف، اعتبرها بعض المراقبين، سببًا في انتشار العدوي، وتفاقم الأزمة.

 

صرف النظر

يسرى خضراوي، الناشطة التونسية بالمجتمع المدني قالت لـ "السياق"، إن المشهد السياسي الذي تعيشه تونس منذ 25 يوليو، نتيجة القرارات الاستثنائية، التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، صرف النظر إلى حد ما، وشغلت الرأي العام، عن متابعة الوضع الحرج للمنظومة الصحية.

وتابعت يسرى: رغم التراجع الطفيف في نسب الإصابة -بحسب ما يعلن من منظمة الصحة التونسية- فإن الوضع الصحي لايزال حرجًا، وأرقام الوفيات بشكل خاص لا تزال مفزعة، وهو ما دفع إلى تخصيص يوم وطني مفتوح للتطعيم.

والهدف من اليوم الوطني للتطعيم -كما أوضحته الناشطة التونسية لـ"السياق"- تطعيم أكبر عدد ممكن في أقل وقت، الأمر الذي اعتبرته شاهدًا على خطورة الوضع الصحي، ومحاولة السيطرة عليه، خاصة أن البلاد على أبواب الاستعداد للعودة إلى المدارس.

وبحسب ما أعلنته وزارة الصحة التونسية -في بيان رسمي- وصل عدد الملقَّحين ضد كورونا، منذ بدء اليوم الوطني للتلقيح المكثَّف 302751، تتصدَّرهم ولاية نابل ثم بنعروس ثم بنزرت.

وأكدت الصحة التونسية -في بيانها الرسمي- أنها وضعت الوسائل كافة لإنجاح اليوم الوطني للتلقيح، بالتعاون مع وزارة الدفاع والصحة العسكرية، وبالتنسيق مع عدد من المنظمات الوطنية، التي دفعت بعدد كبير من المتطوعين، لتنظيم طوابير الانتظار ومساعدة كبار السن.

بينما كشف بيان الصحة التونسية، أن 30% من المستهدفين فوق 40 عامًا، أي ما يعادل مليونًا و700 ألف شخص، لم يسجلوا حتى الآن، في منظومة التلقيح ضد كورونا.

 

كارثة صحية

من جانبه، يرى باسل ترجمان، المحلل السياسي التونسي -في تصريح خاص لـ "السياق"- أن الأوضاع في تونس كانت قد أشرفت على كارثة صحية، لولا الإدارة الصحية والتحرك الرئاسي.

وتابع ترجمان، أنه بفضل الدعم للتصدي لهذه الجائحة، التي تسبَّب فيها إهمال الحكومة وحزامها السياسي، بدأت الأحوال تعود إلى مسارها الطبيعي، وهناك جهد كبير من المؤسسة العسكرية والمؤسسات المدنية، للتصدي لجائحة كورونا.

وتوقَّع المحلل السياسي التونسي، أن يصل عدد مَنْ تلقوا اللقاح -بنهاية هذا الشهر- إلى ما يقارب 30 إلى 35% من عدد سكان تونس.

ويتفاعل الشعب التونسي مع حملات التلقيح، التي أطلقتها الصحة التونسية، بالتعاون مع مؤسسة الصحة العسكرية، ويقول "ترجمان": "إن هذا التفاعل يؤكد مصداقية الرئيس قيس سعيد لدى الشعب التونسي".

وأشار إلى استقبال الرئيس التونسي -قبل أيام- عدد من الأطباء ممثِّلين للصحة التونسية والصحة العسكرية، ووجَّه دعوته للمواطنين، بضرورة الذهاب لتلقي اللقاح.

وأكد المحلل السياسي باسل ترجمان، أن تونس نجحت في الخروج من كارثة، كانت ستودي بآلاف التونسيين، بفضل التلاحم بين مؤسسات الصحة والالتزام بقرارات الرئيس قيس سعيد، وما قدَّمته الدول الصديقة من دعم لتونس، تلبية لدعوة "سعيد" لمساعدة البلاد في مكافحة الجائحة.