صفعة للإخوان... السياق تكشف كواليس إغلاق تركيا لقناة مكملين

قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أحمد سلطان للسياق، إن هناك شرطًا مصريًا لعودة العلاقات مع تركيا، تمثل في وقف المنصات الإعلامية وجميع أنشطة جماعة الإخوان في أنقرة، إضافة إلى تسليم الإخوان المدانين في قضايا محلية، لكن الجانب التركي يحاول التسويف ويبتعد عن مسألة تسليمهم.

صفعة للإخوان... السياق تكشف كواليس إغلاق تركيا لقناة مكملين

السياق

بعد أيام من صفعة الحوار الوطني المصري الخالي من الإخوان، وتصنيف الجماعة إرهابية لخمس سنوات مقبلة، تلقى التنظيم الدولي صفعة جديدة مدوية، قد تقضي على أحلامه في العودة إلى الساحة السياسية في البلد الإفريقي.

صفعات متتالية جعلت 2022، عامًا لاندثار وخيبة جديدة مُني بها تنظيم الإخوان، الذي كان يحلم بأن يكون العام الحالي، عامًا للعودة للساحة السياسية المصرية، من باب التصالح مع النظام، الذي حاولت كتائبه الإلكترونية ترويج تلك الفكرة، خلال الأيام الماضية.

إلا أن هناك تطورًا لافتًا، على طريق عودة الإخوان الملغم بالأشواك الذي بات سرابًا، بعد أن أبلغت تركيا إدارة قناة مكملين الإخوانية، التي دأبت على بث برامج محرِّضة ضد النظام المصري، بإغلاق استوديوهاتها ومغادرة البلاد.

وقالت قناة مكملين الإخوانية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن تركيا طلبت من القناة وقف عملها ونقل أعمالها كافة خارجها، موضحة أنها تعد لانطلاقة جديدة من دول أخرى.

وبحسب مصادر «السياق»، فإن القرار الذي يأتي بعد نحو أكثر من 8 سنوات من بث القناة الإخوانية، برامج معارضة ومحرضة على النظام المصري، يعيد طرح مبادرة إعادة العلاقات بين مصر وتركيا، التي تجمدت نهاية العام الماضي، بسبب ملف الإخوان.

 

كواليس الطرد

كشفت مصادر قريبة الصلة من المكتب الإداري لتنظيم الإخوان باسطنبول في تصريحات لـ«السياق»، أن قناة مكملين التي توقفت بشكل رسمي مساء الجمعة، تخضع لإدارة إبراهيم منير القيادي بالجماعة الموجود في لندن، مشيرة إلى أن القناة تستعد لانطلاقة جديدة خلال الفترة المقبلة، من دولة أوروبية هي إيرلندا.

يبدو أن قناة مكملين كانت تتحسب للقرار، فقبل صدوره، تخلت إدارتها عن العاملين فيها، ممن يحملون جواز سفر مصري فقط، بينما أبلغت العاملين والإعلاميين الحاملين جواز سفر تركي (4 مذيعين فقط) بالانتقال معها إلى المقر الجديد، في «تنصل» واضح من التنظيم لمناصريه، الذين غادروا مصر تأييدًا لموقفه، بحسب المصادر.

مصادر «السياق» أكدت –كذلك- أن إدارة «مكملين» كانت قد وعدت العاملين بتسويات مالية كتعويض عن تخليها عنهم، خاصة أنهم أصبحوا بلا عمل أو أي مصدر دخل، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

وبحسب مراقبين، فإن قرار غلق قناة مكملين وتخليها عن العاملين فيها، كشف عن مصير غامض، لقناتي الشرق ووطن، اللتين ما زالتا تبثان من الأراضي التركية، بتمويل من اشتراكات أعضاء الجماعة، وتمويلات أجنبية من مصادر مختلفة.

 

تأكيد السيطرة

تطورات المشهد الإعلامي الإخواني، يسعي القيادي محمود حسين، الذي يقيم في تركيا، المتنازع على منصب المرشد العام، إلى استغلالها، لتأكيد سيطرته على الجماعة وكسب تأييد ما تبقى من شبابها، بحسب مصادر «السياق».

وكشفت المصادر المقربة من المكتب الإداري للإخوان في اسطنبول لـ«السياق» عن سعي محمود حسين إلى حشد شباب الجماعة من المؤيدين والمعارضين له، عبر مشروعات إعلامية جديدة.

 

إعلام بديل

إلى ذلك، قال محمود علي، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، في تصريحات لـ«السياق»، إن إغلاق قناة «مكملين» يمكن قراءته في إطار الصراع بين جناحي الإخوان.

واستدل الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية على تصريحاته، بالقول إن جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، تسعى إلى تصدير الأزمات لجبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين، عبر اختلاق مشكلة بطالة جديدة بين شباب الإخوان المؤيد للأخير.

وأضاف أنه لا يمكن إغفال دور الترتيبات الخاصة، لإعادة العلاقات بين مصر وتركيا من كواليس هذا القرار، وهو ما استغله منير لضرب مصداقية جناح محمود حسين، بحسب محمود علي الذي قال إن تنظيم الإخوان سيعمل على توظيف شباب الجماعة في ما سماها «منصات الإعلام البديل»، نتيجة تجفيف مصادر التمويل وتصاعد الصراع بين جناحي التنظيم.

 

شروط مصرية

من جانبه، قال أحمد سلطان، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية في تصريحات لـ«السياق»، إن إغلاق القناة كان متوقعًا خلال الفترة الحالية، مشيرًا إلى أنه من المرتقب غلق جميع المنصات الإعلامية الإخوانية في تركيا، ضمن التفاهمات بين القاهرة وأنقرة لتطبيع العلاقات.

وشدد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، على أن هناك شرطًا مصريًا لعودة العلاقات مع تركيا، تمثل في وقف المنصات الإعلامية وجميع أنشطة جماعة الإخوان في أنقرة، إضافة إلى تسليم الإخوان المدانين في قضايا محلية، لكن الجانب التركي يحاول التسويف ويبتعد عن مسألة تسليمهم.

وبينما قال أحمد سلطان، إن إغلاق القناة يعد خطوة في تحسين العلاقات مع مصر، توقع أن يواصل تنظيم الإخوان بث دعايته خلال الفترة المقبلة.