حرب أوكرانيا.. تحذير روسي للناتو وتصعيد إلكتروني محتمل بين موسكو وواشنطن

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن العاصمة كييف لا تزال قوية وصامدة.

حرب أوكرانيا.. تحذير روسي للناتو وتصعيد إلكتروني محتمل بين موسكو وواشنطن

السياق

تصعيد إلكتروني وترحيل الأطفال قسرًا لروسيا، وإعادة السيطرة على إحدى البلدت ومغادرة آلاف اللاجئين، كانت ملامح اليوم السابع والعشرين من «الغزو» الروسي لأوكرانيا، مع تبدد الآمال بشأن مباحثات السلام بين البلدين.

فبيين اتهامات أممية بخطف روسيا الأطفال الأوكرانيين، والتخوفات الغربية من الصواريخ التي باتت على أجندة روسيا في هجومها على أوكرانيا، بدا الطريق إلى السلام في البلد الأوراسي -حتى اللحظة- بعيد المنال.

لكن ماذا عن الوضع الميداني؟

قالت القوات الأوكرانية، إنها استعادت السيطرة على بلدة ماكاريف غربي كييف، بعد أيام من القتال ضد القوات الروسية، مشيرة إلى أن أن علم الدولة الأوكراني رُفع فوق مدينة ماكاريف مع تراجع الروس.

وتعرضت مكاريف لأضرار جسيمة من الضربات الجوية الروسية المستمرة، بحسب شبكة «سي إن إن»، التي قالت إن صورًا منشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت أضرارًا جسيمة للمجمعات السكنية والمدارس والمنشآت الطبية.

بدوره، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن العاصمة كييف لا تزال قوية وصامدة.

وقال في كلمة أمام البرلمان الإيطالي، عبر الفيديو، أن البلاد أضحت "على حافة النجاة"، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية تقاتل عن أوروبا برمتها، بحسب ما نقلت "رويترز".

إلى ذلك، طالب البرلمان بفرض المزيد من العقوبات على موسكو، تكون أقوى وأقسى من السابقة.

من جهته، وصف رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، صمود القوات الأوكرانية بالبطولي.

كما أكد أن بلاده تدعم ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

 

روسيا تحذر "الناتو"

حذر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، حلف شمال الأطلسي، من أي خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في العلاقات.

وأضاف المسوؤل الروسي أن أي "خطوات متهورة" من "الناتو"، وفق تعبيره، يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التصعيد، مشيرًا إلى أن الخطوة الصحيحة من الحلف، وقف دعم كييف أولًا.

كذلك أوضح عدم وجود أي علاقات حالية بين روسيا و"الناتو"، لافتًا إلى أن مستقبل تلك العلاقات يعتمد على خطوات الحلف المقبلة.

من جهة أخرى، دعا نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، واشنطن إلى وقف دعم أوكرانيا بالسلاح، بحسب ما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية.

كما تطرق إلى العلاقة المتدهورة مع أميركا، لافتًا إلى أنه سلَّم السفير الأميركي أمس مذكرة احتجاج، تضمنت التحذير من أن العلاقات بين البلدين على شفا الانهيار.

وأردف: "جل ما عليهم فعله ببساطة التوقف عن التصعيد، سواء كلاميًا أم عبر دعم كييف بالأسلحة".

 

محو مدن أوكرانية

ومن مكاريف إلى ماريوبول التي باتت تحت القصف الروسي، كان الوضع مغايرًا، بحسب وسائل إعلام حكومية، وشهود عيان، وصفوا الرعب الذين يعيشونه بفعل هجوم القوات الروسية.

دميترو وتانيا شفيتس، زوجان أوكرانيا، قضيا أول 23 يومًا من الحرب مختبئين في قبوهما بماريوبول مع ابنتهما فلادا البالغة من العمر 7 سنوات ووالديهما، إلا أن الأسرة فرَّت أخيرًا من المدينة الأوكرانية المحاصَرة.

وبعد أن هربت شمالي شرق مدينة دنيبرو وسط البلاد، قالت تانيا في تصريحات لـ«سي إن إن»، إن القصف الروسي أزال ماريوبول من الخريطة، مشيرة إلى أنها مسألة وقت فقط، قبل أن تواجه مدن أخرى في أوكرانيا المصير نفسه.

«لم يعد هناك أي مدينة هناك. لم تعد هناك مدينة ماريوبول... لم يتبق مبنى سكني واحد. لم يبق هناك سوى 10% من السكان. فقط المتقاعدون من دون نقود أو أولئك الذين ليس لديهم سيارات»، تقول تانيا من ملجأ مؤقت في دنيبرو، مشيرة إلى أن ما بقي من السكان لا يستطيع الهروب أو المشي.

وقالت تانيا، في يوميات كانت تحدّثها كل يوم من مخبئها تحت الأرض: «لم نستحم ثلاثة أسابيع، ذهبنا إلى المرحاض على دلو وفي حقيبة»، مشيرة إلى أنه نادرًا ما تغادر الأسرة القبو ما لم يكن ضروريًا للغاية للبقاء على قيد الحياة.

وقال دميترو لشبكة CNN: «المشكلة أنه في مدينتنا، لم يكن لدينا أي شيء. لا يوجد اتصال محمول. لا يوجد اتصال بالإنترنت. انقطع كل شيء. إمدادات الغاز والمياه والكهرباء(..) كنا نطبخ بالخارج ونشعل النار. نأخذ الحطب من الحدائق. لأنه لم يكن هناك خيار آخر للبقاء على قيد الحياة، نتقاسم الطعام مع جيراننا وأقاربنا».

وقال الزوجان إنهما شعرا بأن القوات الروسية كانت تستهدف مجموعات من المدنيين، ينتظرون في طابور للحصول على الطعام أو الماء أو في صيدلية، بينما زعمت وزارة الدفاع الروسية -مرارًا وتكرارًا- أنها لا تستهدف المدنيين.

 

خطف الأطفال

وعلى أنغام القصف الروسي، كان الأطفال الأوكرانيون في دونيتسك ولوهانسك على موعد مع ترحيلهم من أوكرانيا، بحسب وزارة الخارجية الأوكرانية، التي قالت -في بيان- إن القوات الروسية رحلت قسرًا 2389 طفلًا.

وبينما قال البيان: «مثل هذه الأعمال انتهاك صارخ للقانون الدولي، لاسيما القانون الإنساني الدولي»، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنه تم إجلاء 16434 شخصًا، بينهم 2389 طفلًا، في اليوم السابق.

إلا أن "يونيسف" علقت على هذه التقارير، التي أثارت مخاوف، قائلة على لسان المتحدث باسمها جيمس إلدر: «اختطاف الأطفال في أوقات الحرب، واحد من ستة انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في النزاعات، وهو محظور بموجب القانون الإنساني الدولي».

 

الأوكرانيون يفرون

تسبب الهجوم الروسي، في استمرار مغادرة الأوكرانيين لبلادهم إلى البلدان المجاورة، التي كانت البرازيل من بينها، بحسب الشرطة الفيدرالية البرازيلية، التي قالت إن ما يقرب من 900 لاجئ أوكراني فروا من الغزو الروسي، دخلوا البرازيل بدءًا من 17 مارس الجاري.

وقالت الشرطة إن من بين 894 لاجئًا، تقدَّم 28 شخصًا -حتى الآن- للبقاء في البرازيل.

ووقَّع الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو أمرًا تنفيذيًا في 3 مارس، يسمح للأوكرانيين بالبقاء في البرازيل 90 يومًا من دون تأشيرة، واستخراج تأشيرات إنسانية لمدة 180 يومًا للأوكرانيين، الذين يستطيعون بعد ذلك التقدم للحصول على تأشيرات برازيلية طويلة الأمد.

 

تصعيد إلكتروني

لم يكتفِ الرئيس الرسي فلاديمير بوتين بالهجوم على أوكرانيا، بل إن شبكة «سي إن إن»، قالت إن أكثر ما يثير القلق أن روسيا تستكشف خيارات للهجمات الإلكترونية.

وأوضحت أن بوتين يسعى إلى فرض عمليات انتقامية مباشرة، على حكومة الولايات المتحدة والأمريكيين، لدعمهم الأوكرانيين والعقوبات المعوقة على روسيا بعد «غزوه» للبلد الأوراسي.

وتساءلت سي إن إن، عما إذا كان الزعيم الروسي سيخاطر بصراع إلكتروني مع واشنطن، التي لديها قدرات «مخيفة» قد تتفوق على الترسانة الروسية، ويمكن أن تؤدي بسرعة إلى ضربات مدمرة للبنية التحتية الروسية.

 

قطع محادثات السلام

بعض مواقف الدول الغربية من الهجوم الروسي على أوكرانيا، تسببت في تصعيد الخلاف مع موسكو، إلى أن وصلت لوقف حركة الطيران وقطع محادثات السلام.

اليابان التي كانت إحدى الدول التي رفضت الموقف الروسي، شملتها شظايا غضب موسكو، بعد أن قررت الأخيرة تعليق محادثات معاهدة السلام، لإنهاء القتال رسميًا في الحرب العالمية الثانية بين موسكو وطوكيو.

واحتج رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا -اليوم الثلاثاء- على قرار روسيا، قائلًا خلال جلسة برلمانية: «هذا الوضع برمته نتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا»، مشيرًا إلى أن رد موسكو على نقل هذا التطور إلى العلاقات اليابانية الروسية، غير مبرر وغير مقبول على الإطلاق.

وبينما قال إن بلاده تحتج على هذه الخطوة، تعهد بالاتحاد مع المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات تسوية، حتى تتمكن اليابان من مواصلة اتباع أساس النظام الدولي.

جاءت تصريحات الزعيم الياباني، بعد أن قالت وزارة الخارجية الروسية، إن موسكو لا تنوي مواصلة محادثات معاهدة السلام مع دولة تتخذ «موقفًا غير ودي».

وقالت الوزارة إن موسكو ستنسحب من الحوار مع اليابان، بشأن الأنشطة الاقتصادية المشتركة في أربع جزر متنازع عليها، يشار إليها باسم "الكوريل الجنوبي" من قِبل روسيا و "الأقاليم الشمالية" من اليابان. وأضافت أن موسكو ستعلق أيضًا الزيارات من دون تأشيرة بين اليابانيين والمقيمين من وإلى الجزر المتنازع عليها.