هل ينجح إيلون ماسك في مواجهة انخفاض الطلب على سيارات تيسلا؟
تجاهلت الشركة التي يمتلكها ماسك حتى الآن، المخاوف بشأن ضعف الطلب على السيارات، حيث ساعدت أسعار السيارات تيسلا على تحقيق الأرباح السابقة في الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر، وفق البيانات التي أصدرتها البورصة الأمريكية.

ترجمات - السياق
رأت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك شركة تيسلا للسيارات الكهربائية، يحاول التخلص من مخاوف وول ستريت بشأن انخفاض الطلب، خاصة بعد انخفاض أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية مع تقييم المستثمرين لمشاكل التوصيل وضعف الاقتصاد.
وسعى ماسك إلى تنحية مخاوف وول ستريت -القطاع المالي والاستثماري في أمريكا- جانبًا من أن الطلب على سيارات تيسلا الكهربائية آخذ في التآكل في مواجهة ضعف الاقتصاد والمنافسة المتزايدة من شركات صناعة السيارات الأخرى، على الرغم من اعترافه بأن الظروف كانت "أصعب قليلًا مما كانت ستصبح عليه بخلاف ذلك".
وتجاهلت الشركة التي يمتلكها ماسك حتى الآن، المخاوف بشأن ضعف الطلب على السيارات، حيث ساعدت أسعار السيارات تيسلا على تحقيق الأرباح السابقة في الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر، وفق البيانات التي أصدرتها البورصة الأمريكية.
وقالت الشركة في خطاب للمساهمين، يوم الأربعاء: إن الإيرادات ارتفعت إلى 21.5 مليار دولار، مقارنةً بتوقعات المحللين البالغة 22.1 مليار دولار، وارتفعت الأرباح باستثناء بعض البنود إلى 1.05 دولار للسهم، متجاوزة متوسط التقديرات البالغة 1.01 دولار التي جمعتها شبكة بلومبيرغ الأمريكية المتخصصة في متابعة حركة السوق.
وتضمنت تعليقات ماسك، الأربعاء، إشارة قوية إلى أن شركة صناعة السيارات الكهربائية ستنفذ أول برنامج لإعادة شراء الأسهم العام المقبل، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه تيسلا عن تحقيقها أرباحًا ربع سنوية قريبة من الأرقام المسجلة وهي 3.3 مليارات دولار.
وكشفت الصحيفة، أن إيرادات تيسلا كانت أقل من التوقعات في الربع الأخير، إذ كافحت لتوصيل المركبات للعملاء بسبب مشاكل النقل.
وجاءت أرباح 1.05 دولار للسهم أعلى من توقعات السوق البالغة 99 سنتًا، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى ارتفاع أسعار البيع وانخفاض الفاتورة الضريبية.
تراجع
وبيَّنت فايننشال تايمز، أن الأخبار تركت أسهم تيسلا منخفضة بأكثر من 6 في المائة في تعاملات ما بعد السوق، مشيرة إلى أنه منذ أن كشفت الشركة هذا الشهر عن نقص في تسليمات السيارات الجديدة لهذا الربع، تراجعت الأسهم بنسبة 20 في المائة تقريبًا.
وفي مكالمة هاتفية مع المحللين، حاول ماسك طرح مخاوفه جانبًا، قائلا: "لا يمكنني التأكيد بما فيه الكفاية على أن لدينا طلبًا ممتازًا على (الربع الرابع)، ونتوقع بيع كل سيارة يُمكننا صُنعها في المستقبل بقدر ما نراه".
ومع ذلك، حذر من أن القوى الانكماشية في الاقتصاد تتزايد قوتها، حيث تعاني الصين وأوروبا من "ركود من نوع ما"، مما يترك الطلب أدنى من المستوى الذي كان سيكون عليه بخلاف ذلك.
وسجلت تيسلا، بعد إغلاق السوق، يوم الأربعاء، إيرادات ربع سنوية بلغت 21.5 مليار دولار، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق، بزيادة من حوالي 13.8 مليار دولار في الربع الثالث من العام الماضي، لكنها أقل من توقعات المستثمرين.
وقالت الشركة إن نتائجها تأثرت بالدولار القوي، وارتفاع تكاليف المواد الخام واللوجستيات، وأوجه القصور المرتبطة بتسريع إنتاج مصانع السيارات في ولاية تكساس وألمانيا.
وفي مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة ومخاوف الركود الاقتصادي، أصبحت "وول ستريت" أكثر تشاؤمًا بشأن قدرة تيسلا على توفير أكثر من 1.4 مليون سيارة تحتاجها لتحقيق هدفها لعام 2022 المتمثل في زيادة الإنتاج بنسبة 50٪.
شائعات الإفلاس
وحسب فايننشال تايمز، رد ماسك أيضًا على التكهنات المتزايدة في وول ستريت بشأن إعادة شراء الأسهم المحتملة، قائلًا إن مجلس إدارة الشركة "يعتقد عمومًا أن إعادة الشراء منطقية" وأن برنامج إعادة الشراء ما بين 5 و10 مليارات دولار أمر "محتمل"، حتى لو ساءت الظروف وتحول عام 2023 إلى " سنة صعبة للغاية ".
وحسب الصحيفة، تأتي أنباء إعادة الشراء المحتملة الكبيرة بعد ثلاث سنوات فقط من مواجهة تيسلا لشائعات إفلاس مستمرة، مشيرة إلى أن التدفق النقدي الحر وصل إلى مستوى قياسي بلغ 3.3 مليارات دولار في الربع الأخير، مما رفع صافي السيولة إلى 19.1 مليار دولار.
وفي الربع الأخير، ارتفعت الإيرادات إلى 21.45 مليار دولار، بزيادة 56 في المائة عن العام السابق، بينما كانت وول ستريت تتوقع إيرادات تقل قليلًا عن 22 مليار دولار.
وقد تمكنت تيسلا من الاحتفاظ بهامش الربح الإجمالي الذي تمَّت مراقبته عن كثب من عمليات السيارات عند 27.9 في المائة، وهو نفس الأشهر الثلاثة السابقة، على الرغم من انخفاضها بمقدار 2.5 نقطة مئوية عن العام السابق حيث كانت تكافح تكاليف المصنع الجديد.
وأمام ذلك، ألقت الشركة باللوم في فشلها في تحقيق أهداف التسليم الطموحة هذا العام على سلسلة من التحديات التشغيلية، بدءًا من إغلاق الإنتاج المرتبط بـ كوفيد 19 في الصين، إلى ضغوط سلسلة التوريد، ومع ذلك، بدأ المحللون في التحذير من تآكل محتمل في الطلب.
ووفقًا للصحيفة، جاء التحدي الأخير من صعوبة شحن عدد كبير من المركبات في الأيام الأخيرة من كل ربع سنة، وقالت الشركة إن ثلث عمليات التسليم في الربع الثالث جاءت في الأسبوعين الأخيرين من سبتمبر.
وتعليقًا على مشاكل النقل، قال ماسك: "لم يكن هناك ما يكفي من القوارب، ولم يكن هناك ما يكفي من القطارات، ولم يكن هناك ما يكفي من ناقلات السيارات"، مضيفًا: "لقد أصبحت تيسلا كبيرة جدًا".
ورغم ذلك، إلا أن الشركة لم تتنبأ بعدد السيارات التي تتوقع تسليمها في الأشهر الأخيرة من العام، على الرغم من أن العديد من المحللين قلصوا توقعاتهم لمبيعات العام بأكمله.
ففي بداية العام، توقع ماسك أن تتفوق تسليمات تيسلا "بشكل مريح" على متوسط هدف النمو السنوي البالغ 50 في المائة، على الرغم من أن مشاكل سلسلة التوريد كانت تتراكم بالفعل.
ولتحقيق هذا الهدف بعد النقص الأخير، يجب أن تصل عمليات التسليم إلى ما يقرب من خمسمائة ألف في الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام، بزيادة 45 في المائة عن رقم التسليم ربع السنوي القياسي السابق.
وفي أبريل، قال الرئيس التنفيذي إيلون ماسك: إن تيسلا ستنتج أكثر من 1.5 مليون سيارة هذا العام، مشيرًا إلى أن الشركة حققت 929.910 سيارات خلال الأرباع الثلاثة الأولى، وتحتاج إلى إنتاج أكثر من 570 ألف سيارة في الربع الرابع لتحقيق هذا الهدف، كما أنتجت الشركة 305.840 مركبات في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021.
وقد تقلص الهامش الإجمالي للسيارات في تيسلا إلى 27.9% في الربع، وهو أقل من متوسط التقديرات البالغ 28.4%.
وبلغ الدخل من الاعتمادات التنظيمية للمبيعات – المستخدمة من قِبل شركات صناعة السيارات الأخرى لتعويض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري – 286 مليون دولار لهذا الربع، وهو أدنى مستوى في عام.
وقالت تيسلا: إنها تتوقع أن تتقلص هذه الإيرادات بمرور الوقت، حيث يطلق المنافسون المزيد من المركبات الكهربائية للامتثال للوائح الانبعاثات وتلبية الطلب المتزايد على مثل هذا النوع من السيارات حول العالم.