متهم بتصفية نجم كرة قدم شهير... من هو آخر أبناء القذافي المفرج عنه؟
مَنْ هو الساعدي القذافي؟ وما أسباب سجنه؟ ولِمَ ظل عامين في غياهب السجون بعد قرار إطلاق سراحه؟

متهم بتصفية نجم كرة قدم شهير... مَنْ هو آخر أبناء القذافي المفرج عنه؟
السياق
بعد عامين من صدور حكم قضائي، بتبرئته من التهم المنسوبة إليه، أطلقت السلطات الليبية سراح نجل رئيس ليبيا الراحل معمر القذافي، في خطوة أرجعها محللون إلى صفقة، بينما رآها آخرون خطوة نحو تحقيق المصالحة في البلد الإفريقي.
ورغم اختلاف الآراء، فإن الحكومة الليبية كشفت بعض كواليس قرارها، بالإفراج عن الساعدي القذافي، مؤكدة التزامها بما تعهدت به، بالعمل على الإفراج عن جميع السجناء، ممن تقضي أوضاعهم القانونية ذلك، من دون استثناء.
وقالت الحكومة الليبية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن عائلة الساعدي القذافي، تسلَّمته وفقًا للإجراءات القانونية، معبِّـرة عن أملها بأن تصب هذه الجهود في مسار المصالحة الوطنية الشاملة، التي أساسها إنفاذ القانون واحترامه.
مصالحة ليبية
رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة، غرَّد عبر حسابه في «تويتر»، معلِّـقًا على تلك الخطوة: "لا يمكن أن تتقدَّم ليبيا من دون تحقيق المصالحة".
وأكد عبدالحميد الدبيبة، أنه لا قيام لليبيا، من دون تحقيق العدل وإنفاذ القانون، واحترام مبدأ الفصل بين السُّلطات، واتباع الإجراءات والأحكام القضائية، مشيرًا إلى أنه «على هذا الأساس، تم الإفراج عن المواطن الساعدي القذافي، تنفيذًا للإفراج الصادر في حقه من النيابة العامة».
يأتي ذلك، بينما أكدت مصادر صحفية، هبوط الطائرة التي تحمل الساعدي القذافي، في مطار إسطنبول بتركيا، وفيها ناجي حرير المفرج عنه لأسباب صحية، مشيرة إلى أن وكيل وزارة العدل يتولى الإشراف على تسليم الساعدي لعائلته وإنهاء الإجراءات القانونية.
وبينما لم تكشف الحكومة أسباب الانتظار عامين، لتنفيذ قرار القضاء الليبي، بالإفراج عن الساعدي القذافي، رجَّح مراقبون ليبيون، أن يكون قرار إطلاق سراح نجل رئيس ليبيا الراحل، صفقة للضغط على شقيقه سيف الإسلام القذافي، لعدم الترشُّح لرئاسة ليبيا.
فمَنْ هو الساعدي القذافي؟ وما أسباب سجنه؟ ولِمَ ظل عامين في غياهب السجون بعد قرار إطلاق سراحه؟.. «السياق» تجيب عن تلك الأسئلة في هذا التقرير.
ولد الساعدي، الابن الثالث للقذافي، عام 1973 ويبلغ من العمر 48 عامًا، متزوج ابنة قائد عسكري سابق، وهو لاعب كرة قدم سابق، حيث شارك في الدوري الإيطالي.
وبعد أن لعب الساعدي في الأندية الليبية، وقَّع عام 2003 عقدًا مع نادي بيروجا الإيطالي، الذي أكد مسؤولوه حينها، أنهم لبوا طلبًا من سيلفيو بيرلوسكوني رئيس الوزراء السابق، الذي أقام علاقات وثيقة بالنظام الليبي.
عام 2005، اتُهم نجل القذافي بقتل بشير الرياني، لاعب كرة قدم سابق ومدرب نادي الاتحاد بطرابلس، الذي انضم الساعدي إلى صفوفه، ليصبح لاعبًا محترفًا.
ورأس الساعدي القذافي الاتحاد الليبي لكرة القدم، بعد أن احترف فترة طويلة قائدًا للمنتخب، إلا أنه تحول إلى الإنتاج السينمائي، ليستثمر فيه قرابة 100 مليون دولار في شركة للإنتاج السينمائي.
وفر الساعدي القذافي، بعد انهيار نظام حُكم والده إلى النيجر، التي منحته حق اللجوء السياسي، إلا أن الشرطة الدولية (الإنتربول) أصدرت عام 2011، إخطارًا طلبت فيه من الدول الأعضاء فيها، اعتقال الساعدي لتسليمه إذا عثرت عليه في أراضيها.
وتعهدت النيجر بالامتثال لالتزاماتها، تجاه المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي، التي لم توجه اتهامات للساعدي، الذي كان يعرف -قبل اندلاع الثورة الليبيبة- بشغفه بكرة القدم، إلا أنها عام 2014، رحَّلته إلى ليبيا لمحاكمته، بعد أن طلبت الأخيرة ذلك.
احداث مباراة الأهلي
وكانت صحيفة التليغراف البريطانية، قالت عام 2014، إن تحقيقات السُّلطات والصحفيين الليبيين، كشفت قائمة من الحوادث، التي كان الساعدي على صلة بها، مشيرة إلى أن إشاعات سرت على مدى أعوام، أنه في نهائي الكأس عام 1996 اقتحم حرس الساعدي أرض الملعب، وأطلقوا النار على الجماهير المحتفلة.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قولهم، إن الساعدي كان موجوداً آنذاك، وكان يقف خلف الجنود، حين فاز فريق الأهلي في المباراة بهدف، مشيرة إلى أن الساعدي اعتقد أن صيحات الاستهجان كانت اعتراضاً على النتيجة، ما أثار غضبه.
مصباح شنقب، حارس مرمى الأهلي حينها، قال للصحيفة: «لم تكن صيحات استهجان، كانوا يحتفلون، وعندما انطلق الرصاص في الملعب انبطحت أرضاً»، بينما قال حسين سالم، أحد المشجِّعين الذين حضروا المباراة: إن الحراس أطلقوا النار 15 دقيقة، وكان الإطلاق عشوائياً، بحيث قتل 20 شخصاً.
شبهات تهريب
وبحسب تقارير صحفية، فإن مسؤولين مكسيكيين قالوا إنهم اكتشفوا شبكة تهريب، كانت تحاول تهريب الساعدي إلى المكسيك باسم مستعار.
وعام 2015، أجرت السُّلطات الليبية تحقيقًا في شريط فيديو، يظهر تعرُّض الساعدي القذافي للتعذيب في سجن ليبي، وظهر الساعدي القذافي في الفيديو وهو يضرب على أخمص قدميه.
ومن التهم الأخرى، التي كان يلاحق بها الساعدي القذافي، تورُّطه المفترض في القمع الدامي للانتفاضة، التي أسقطت نظام والده عام 2011 في قضية كان يتم تأجيلها.
وعام 2018، أصدرت محكمة الاستئناف في طرابلس حُكمًا يقضي ببراءة الساعدي القذافي، من تهمة قتل مدرب كرة قدم عام 2005، ودعت وزارة العدل المجلس الأعلى للقضاء، إلى كشف القضايا التي يتابع فيها الساعدي.
إلا أن محامي عائلة القذافي خالد الزايدي، قال إن كلاً من هاشم علي بشر وهيثم أحمد عبدالله القبائلي، اللذين يديران سجن عين زارة بالعاصمة طرابس، حيث يوجد الساعدي، يستمران في احتجازه تعسفياً لأسباب غير معلومة.
وكانت وزيرة العدل بحكومة الوحدة الوطنية، حليمة عبدالرحمن، قالت في تصريحات صحفية، الشهر الماضي، إن الوزارة لا تتوقَّف عن التواصل مع الجهات ذات العلاقة، لتنفيذ حُكم البراءة، الذي حصل عليه الساعدي القذافي.