تحذير من الاعتراف بطالبان... هل يحسم اجتماع قادة السبع خلافاتهم على الموعد النهائي للإجلاء؟

على أنغام الخلافات... بيان مبدئي يحدِّد ملامح قمة قادة السبع وتساؤلات عن مصير الرعايا الأجانب في أفغانستان

تحذير من الاعتراف بطالبان... هل يحسم اجتماع قادة السبع خلافاتهم على الموعد النهائي للإجلاء؟

السياق

تعاطف مع مواطني أفغانستان، وتشديد على عدم الاعتراف بحركة طالبان، بيان صارم استبق به رؤساء لجنة الشؤون الخارجية في مجموعة الدول السبع، اجتماع «القادة الكبار» الذي يعقد في وقت لاحق اليوم، وسط توقعات بأن تكون التصادمات علامة مميزة للحدث الرئيس.

ورغم الصدام المتوقَّع بشأن السياسة الأمريكية في الخروج من أفغانستان، والمهلة الأخيرة التي حدَّدتها بآخر أغسطس الجاري موعدًا للانسحاب، وهو ما رأته بعض الدول الغربية موعدًا غير كاف لإجلاء مواطنيها ورعاياها، فإن رؤساء لجنة الشؤون الخارجية في مجموعة الدول السبع اتفقوا في بيان صدر اليوم، على ضرورة عدم الاعتراف بشكل منفرد بنظام حركة طالبان، التي أطاحت الحكومة والرئيس الأفغاني، وبسطت سيطرتها على أفغانستان.

 

تحذير دولي

وعبَّـر رؤساء لجنة الشؤون الخارجية ببرلمانات دول مجموعة السبع، في بيان عن تعاطفهم مع الشعب الأفغاني، إثر سيطرة الحركة على البلاد، محذرين أية دولة من الاعتراف أحاديًا بنظام طالبان.

وأكد البيان، ضرورة التنسيق الدولي بشأن تلك المسألة، عبر قرار من مجلس الأمن، متوقَّع صدوره خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة.

وبحسب تقارير غربية، فإنه من المرجَّح أن تهيمن جهود الإجلاء على مناقشات قادة دول السبع، بينما أكدت القوات الغربية في مطار كابل، أنها تعمل بجهد كبير لإخراج الناس من أفغانستان، قبل الموعد النهائي في 31 أغسطس، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، واجه ضغوطًا متزايدة للتفاوض بشأن مزيد من الوقت، لنقل الآلاف الذين تقطَّعت بهم السبل.

وبينما قالت حركة طالبان: إن الموعد النهائي في 31 أغسطس خط أحمر، إلا أن بايدن قال إن القوات قد تبقى بعد ذلك التاريخ.

 

المرحلة الأولية

وتحدَّث جونسون إلى بايدن، قبل اجتماع مجموعة السبع، عندما اتفقوا على ضمان أن جميع المؤهلين لمغادرة كابل، كانوا قادرين على القيام بذلك، بما في ذلك بعد انتهاء المرحلة الأولية من الإجلاء، بحسب تقرير لـ«يورو نيوز» ترجمته «السياق».

وأثار تعامل الرئيس بايدن مع الأزمة -حتى الآن- غضب بعض أقرب حلفاء الولايات المتحدة، فالبرلمان البريطاني شهد خلال جلسة طارئة في البرلمان الأسبوع الماضي، اصطفاف المشرِّعين البريطانيين، بمن فيهم العديد من الشخصيات البارزة من حزب جونسون المحافظ، لإدانة تصرفات بايدن، في حين وصف رئيس الوزراء السابق توني بلير سياسة الانسحاب بأنها «حمقاء».

وبينما قالت فرنسا: إن الإجلاء يحتاج إلى مزيد من الوقت، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن مجموعة السبع بحاجة إلى النظر، في ما إذا كان ينبغي أن تظل بعد الموعد النهائي، الذي حدَّدته الولايات المتحدة.

 

احتمالات ضئيلة

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس: إن هناك احتمالًا ضئيلًا لبقاء القوات البريطانية لمواصلة الإجلاء، بمجرَّد مغادرة القوات الأمريكية، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء جونسون سيحاول في مجموعة السبع، رفع احتمال رؤية ما إذا كانت الولايات المتحدة ستمد موعد الإجلاء النهائي.

وأكد المسؤول البريطاني، أنه من المهم أن يفهم الناس، أن الولايات المتحدة لديها أكثر من 6 آلاف شخص في مطار كابل وعندما ينسحبون، فإن ذلك سيأخذ إطار العمل الذي سمح لنا بالانسحاب، وسيتعين علينا أن نذهب أيضًا.

وبحسب «رويترز»، فإن القوات الغربية في مطار كابل، عملت بجهد كبير لإخراج الناس من أفغانستان، قبل الموعد النهائي في 31 أغسطس، بينما اجتاحت فوضى واسعة النطاق -تتخللها أعمال عنف- مطار كابل.

وقال دبلوماسي بحلف شمال الأطلسي لوكالة رويترز: إن الدول التي أجلت نحو 50 ألف شخص خلال الأيام العشرة الماضية، تحاول الوفاء بالموعد النهائي المتفق عليه مع طالبان، لانسحاب القوات الأجنبية.

وأكد المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن «كل فرد من أفراد القوة الأجنبية، يعمل بوتيرة سريعة للوفاء بالموعد النهائي».

وحذَّر بايدن، الذي قال إن القوات الأمريكية قد تبقى بعد الموعد النهائي، من أن الإجلاء سيكون «صعبًا ومؤلمًا وأن الكثير قد يسوء».

وقال النائب الديمقراطي الأمريكي آدم شيف، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، للصحفيين بعد إحاطة لمسؤولي المخابرات بشأن أفغانستان، إنه لا يعتقد أن الإجلاء يمكن أن يكتمل في الأيام الثمانية المتبقية.

وقال شيف: «أعتقد أن ذلك ممكن، لكنني أعتقد أنه من غير المحتمل على الإطلاق، بالنظر إلى عدد الأمريكيين، الذين ما زالوا بحاجة إلى إجلائهم».

 

زيادة الدعم

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قبل اجتماع مجموعة السبع: «سأطلب من أصدقائنا وحلفائنا الوقوف إلى جانب الشعب الأفغاني، وزيادة دعم اللاجئين والمساعدات الإنسانية»، مؤكدًا في تغريدة عبر «تويتر»، أنه «سيحكم على طالبان من خلال أفعالها وليس أقوالها».

وقال مكتب جونسون، إنه من المتوقَّع أن يؤكد القادة تعهدهم بحماية المكاسب التي تحققت في أفغانستان، على مدى العشرين عامًا الماضية، لاسيما في ما يتعلَّق بتعليم الفتيات وحقوق المرأة.

وقالت مصادر بريطانية، إن الاجتماع سيناقش أيضًا العقوبات الاقتصادية المحتملة، وما إذا كان سيوقف المساعدة إذا ارتكبت طالبان انتهاكات لحقوق الإنسان، أو سمحت باستخدام أراضيها كملاذ للمسلَّحين.

وقالت مصادر دبلوماسية، إنه ستكون هناك أيضًا دعوة للوحدة، بشأن موعد الاعتراف رسميًا بطالبان كزعماء للبلاد، وما إذا كان سيتم الاعتراف بها.

ويخشى العديد من الأفغان، الانتقام والعودة إلى نسخة قاسية من الشريعة الإسلامية، التي فرضتها طالبان أثناء وجودها في السلطة من عام 1996 إلى عام 2001، لا سيما قمع المرأة وحرية التعبير.

وقالت ميشيل باشيليت، مسؤولة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إنها تلقَّت تقارير موثوقة عن انتهاكات خطيرة ارتكبتها طالبان، بما في ذلك إعدامات بإجراءات موجزة ضد المدنيين، والقيود المفروضة على النساء والاحتجاجات ضد حكمهم.

 

عودة الآلاف

ومع ذلك، عاد آلاف الأفغان إلى ديارهم في الأقاليم، بعد أن علموا أن الوضع هناك «هادئ نسبيًا»، كما قال دبلوماسي في حلف شمال الأطلسي، بينما حذَّر من أن التقارير الأمنية والاستخباراتية الشحيحة، تأتي من مناطق نائية.

وأفادت هيئة الإذاعة الأسترالية، بأن أستراليا أجلت أكثر من 50 لاعبة بارالمبية أفغانية ورياضية ومَنْ يعولهم، بعد تأمين تأشيرات لهم.

ويمكن لقادة مجموعة السبع، مناقشة اتخاذ موقف موحد بشأن مسألة الاعتراف بحكومة طالبان، أو تجديد العقوبات بدلاً من ذلك، للضغط على الحركة المتشدِّدة للامتثال للتعهدات باحترام حقوق المرأة والعلاقات الدولية.

 

الاعتراف بطالبان

وقال دبلوماسي أوروبي: «سيوافق قادة مجموعة السبع، على التنسيق بشأن ما إذا كان أو متى سيتم الاعتراف بطالبان، وسوف يلتزمون بمواصلة العمل معًا بشكل وثيق».

وبدأ قادة طالبان، الذين سعوا لإظهار وجه أكثر اعتدالًا منذ السيطرة على كابل، محادثات لتشكيل حكومة، تضمَّنت مناقشات مع بعض الأعداء القدامى من الحكومات السابقة، بمن في ذلك الرئيس السابق حامد كرزاي.

وقالت وكالة باجهوك للأنباء، إن مسؤولي طالبان، تم تعيينهم في مناصب مختلفة، بمن في ذلك حاكم كابل، ووزراء الداخلية والمالية بالإنابة، ورئيس المخابرات.