7 أضعاف رحلة مسبار الأمل.. الإمارات تنطلق نحو كوكب الزهرة

المشروع الفضائي الجديد للإمارات، يحمل أهدافًا عِلمية، لتعزيز مساهمة الإمارات في مسيرة التقدُّم العلمي للإنسانية، بينما تسعى الإمارات من خلاله إلى أن يساهم استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، في تطوير تقنيات متقدِّمة وابتكارات تكنولوجية لم تعرفها البشرية، في مختلف قطاعات علوم الفضاء.

7 أضعاف رحلة مسبار الأمل.. الإمارات تنطلق نحو كوكب الزهرة

السياق

عبر رحلة تستمر خمس سنوات، أعلنت الإمارات مهمة جديدة في مجال الفضاء، تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية، في حدث تهدف من خلاله أبوظبي، إلى ترسيخ ريادتها كوِجهة عالمية للعقول والكفاءات والاستثمارات النوعية، في قطاع استكشاف الفضاء والصناعات المرتبطة به.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية، «وام»، إن الرحلة التي ستقطعها المركبة الفضائية الجديدة، ستكون 3.6 مليار كيلومتر، لتنفذ الهبوط الرابع عالمياً على كويكب في المجموعة الشمسية، مشيرة إلى أن أنها ستصل كوكب الزهرة وسبعة كويكبات ضمن المجموعة الشمسية.

جاء ذلك خلال فعالية حضرها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر الوطن في أبوظبي، أعلنت خلالها الإمارات -ضمن مشاريع الخمسين- عن المشروع الفضائي لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية.

وبحسب الوكالة الإماراتية، فإن الرحلة الفضائية العِلمية في الفضاء العميق، للوصول إلى كوكب الزهرة وحزام الكويكبات ضمن المجموعة الشمسية، تستهدف تحقيق أول هبوط عربي على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون الإمارات أول دولة عربية، ورابع دولة عالمياً ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.

ويعزِّز المشروع الفضائي الإماراتي الجديد، المسيرة التنموية العِلمية للبلد الخليجي، بعد أن نجحت الإمارات في فبراير الماضي، في إرسال أول مسبار عربي إلى مدار المريخ.

استكشافات لن تتوقف

من جانبه، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إن «مسيرة الإمارات في مجال الفضاء لا تزال في بدايتها»، مشيرًا إلى أن الرحلات التي ستنظمها الدولة مستمرة، والاستكشافات لن تتوقف.

«لدينا مشاريع لتخريج علماء فضاء ورواد فضاء وبناء مركبات فضاء»، يقول الشيخ محمد بن راشد، مضيفًا: «ثلث نجوم السماء تحمل أسماء عربية، لأن العرب كانوا رواد عِلم الفلك».

 بدوره، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن «مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، اختبار جديد لقدرات الشباب الإماراتي، لتحقيق طموح زايد في الفضاء»، مشيرًا إلى أن كوادر بلاده الوطنية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية، التي حققت «إنجازات» نوعية في قطاع الفضاء، قادرة على تولي مهمة المشروع الفضائي الجديد.

 

أهداف عِلمية

المشروع الفضائي الجديد للإمارات، يحمل أهدافًا عِلمية، لتعزيز مساهمة الإمارات في مسيرة التقدُّم العلمي للإنسانية، بينما تسعى الإمارات من خلاله إلى أن يساهم استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، في تطوير تقنيات متقدِّمة وابتكارات تكنولوجية لم تعرفها البشرية، في مختلف قطاعات علوم الفضاء.

وتعزِّز مهمة المركبة الفضائية الإماراتية الجديدة، تطوير الكفاءات الهندسية والتكنولوجية والبحثية الإماراتية والعربية المتميزة، على مدى السنوات التي تسبق وتلي اللحظة التاريخية لانطلاق المركبة الفضائية عام 2028.

وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، فإن مهمة المركبة الفضائية الإماراتية الجديدة، ترسخ ريادة الإمارات وِجهة عالمية للعقول والكفاءات والاستثمارات النوعية، في قطاع استكشاف الفضاء وعلومه والصناعات والأبحاث والعمليات المرتبطة به.

كما تعزِّز موقع الإمارات مرجعاً معرفياً دولياً في علوم الفضاء، ومختبراً مفتوحاً لبرامجه ومشاريعه وتقنياته المتقدِّمة، ومركزاً عالمياً للبيانات والمعلومات التخصصية، يوفِّر حصيلة مهامها الفضائية ونتاجها المعرفي، في هذا قطاع الفضاء الحيوي لمستقبل الإنسانية، ويضعه في خدمة المجتمع العِلمي العالمي.

 

مشروع جديد

وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي، محمد بن عبدالله القرقاوي، قال عن المشروع، إنه يعد محطة مستقبلية جديدة ضمن مشاريع الخمسين، تؤكد أن «الإمارات تعمل دائماً بطموح لا يعرف المستحيل، وهمة لا تتوقف من أجل تحقيق مستقبل أفضل»، مشيرًا إلى أنه يؤسس لحقبة جديدة في علوم الفضاء ويشكل نقلة معرفية هائلة في مجال استكشاف الفضاء وتطوير تقنياته وعلومه.

وأضاف: «الرحلة الفضائية العِلمية للمركبة الفضائية الإماراتية، نحو كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، ستحمل معها طموحات وابتكارات وعلوم وجهود فرق عِلمية وهندسية وبحثية متكاملة، ستعمل حتى موعد الإطلاق، لضمان الوصول بالمهمة الفضائية الإماراتية -الأولى عربياً والرابعة عالمياً- نحو كوكب الزُهرة وحزام الكويكبات إلى أهدافها العِلمية، لتسجل فصلاً جديداً في كتاب المعرفة البشرية».

سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدِّمة رئيسة وكالة الإمارات للفضاء، قالت إن مشروع استكشاف كوكب الزهرة، مبادرة جديدة في مسيرة دولة الإمارات العِلمية ورحلتها لاستكشاف الفضاء، تعزِّز موقع قطاع الفضاء الإماراتي، الأكبر على مستوى المنطقة، من حيث الاستثمارات وحجم المشاريع.

وأضافت المسؤولة الإماراتية، أن أهمية المهمة الفضائية الإماراتية الجديدة، تكمن في مساهمتها في جمع بيانات عِلمية غير مسبوقة، عن تكوين الكواكب في المجموعة الشمسية، لتساهم الإمارات في كشف تلك المعلومات العِلمية، التي تتيح للبشرية فهماً أعمق للكون والمجموعة الشمسية.

 

7 سنوات

المركبة الفضائية الإماراتية، سيستغرق تطويرها 7 سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في الرحلة الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028.

وتستغرق المهمة العِلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، 5 سنوات تمتد من عام 2028 حتى عام 2033.

إلا أن تصميم المركبة الفضائية الإماراتية للمهمة الجديدة، تتحكم فيه عوامل عدة، نظراً لطبيعتها والظروف المحيطة بحزام الكويكبات، بما في ذلك تزويد المركبة الفضائية بتغليف حراري وميكانيكي مختلف، لتعرُّضها للإشعاع الشمسي ودرجات حرارة عالية بصورة مباشرة.

وسيتم تزويد المركبة الفضائية، بأنظمة ملاحة وتوجيه وتحكم خاصة، بسبب عبورها من خلال سديم من الأجرام السماوية، مع تقنيات خاصة لتشغيل المركبة الفضائية بطاقة شمسية قليلة جداً، عند ابتعادها في رحلتها عن الشمس بمسافة 440 مليون كيلومتر.

 

المهمة الأولى عربيًا

ويعد مشروع الإمارات، لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، أول مهمة فضائية عربية، إذ سوف يستكشف كوكب الزهرة، إضافة إلى جمع بيانات عِلمية غير مسبوقة عن 7 كويكبات، ضمن حزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، على أن تهبط المركبة على آخر كويكب من الكويكبات السبعة .

«وام» قالت إن المهمة الفضائية الإماراتية الجديدة، ستساهم في إعادة صياغة مفاهيم ونظريات عِلمية، كما ستعمل على تشجيع الكوادر الوطنية، لإنشاء مشاريع متخصصة في العلوم والتكنولوجيا والمجالات المرتبطة بالفضاء، كالملاحة الفضائية وأنظمة التوجيه والتحكم، إلى جانب جذب المواهب والكفاءات العلمية والتقنية إلى الدولة.

 

مشاريع داعمة

لم يكن إعلان نية الإمارات، إطلاق المهمة الجديدة للفضاء حدثًا وحيدًا، بل إنه تزامن مع إطلاق عدد من المبادرات التي تدعم قطاع الفضاء وصناعاته في البلد الخليجي، وتساهم في تطوير جيل جديد من رواد الأعمال المتخصصين في القطاع، بينها برنامج متكامل لدعم تأسيس شركات إماراتية في قطاع الفضاء، متخصصة في الصناعات الفضائية وعلومها.

كما تشمل ضمان حصول الشركات الإماراتية المتخصصة في الصناعات التكنولوجية المتقدِّمة على عقود ضمن مشروع استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل النظام الشمسي، إضافة إلى الإعلان عن برنامج تدريبي وطني متكامل، لتنمية الصناعات المهنية لدى المواطنين، وتأهيلهم لإنشاء شركاتهم الخاصة لخدمة قطاع الفضاء والقطاعات الصناعية الأخرى ذات العلاقة.

 

مسبار الأمل

الرحلة الإماراتية الجديدة للفضاء، ستقطع خلالها المركبة الفضائية، 7 أضعاف رحلة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، الذي أطلق عليه «مسبار الأمل» ونجح في قطع 493 مليون كيلومتر في الفضاء العميق، للوصول إلى مدار الكوكب الأحمر.

 

طبيعة المهمة

تستهدف المهمة استكشاف حزام الكويكبات، وهو قرص نجمي دوار يقع بين كوكبي المريخ والمشتري على بُعد 300 إلى 450 مليون كيلومتر من الشمس، ما يعادل من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف المسافة بين الأرض والشمس.

ويعادل حجم حزام الكويكبات 50 تريليون كيلومتر مكعب، ويضم مليارات الأجسام والأجرام، من أحجار صغيرة إلى كويكبات يبلغ حجمها ثلث حجم القمر.

ويحتوي على كويكبات وأجسام فلكية من الأحجار والمعادن، بينما تتفاوت أحجام هذه الأجسام الفلكية، من جسيمات الغبار حتى كويكبات بقطر يصل إلى 1000 كيلومتر، ولعبت جاذبية كوكب المشتري دوراً كبيراً في تكوين هذا الحزام.

 

تعاون دولي

المشروع الذي أعلنت عنه الإمارات، تتعاون فيه مع أهم الجامعات والمراكز البحثية المحلية والعالمية، لدعم المشروع بالدراسات والأبحاث اللازمة، وإجراء جميع الاختبارات المطلوبة، ضمن مختلف مراحل المشروع،  على أن يتم التعاون في المرحلة الأولى مع جامعتي الإمارات وخليفة، ومختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء بجامعة كولورادو.

يأتي إعلان الإمارات عن المشروع الفضائي الجديد، ضمن «مشاريع الخمسين»، الهادفة إلى إطلاق مرحلة جديدة من النمو الداخلي والخارجي للبلد الخليجي، وترسيخ مكانتها الإقليمية والعالمية في القطاعات كافة، لا سيما قطاع استكشاف الفضاء.