ديناصورات الثورة السورية تأكل أبناءها
علي العبد لله، أحد الأصدقاء المشتركين بين المالح وزيتونة، كان له رأي مغاير، إذ قال إنه علم من أصدقاء آخرين، أن سبب اختفاء رزان، هو أن المالح طلبها للزواج، ووعدها بتسجيل نصف المكتب باسمها، وعندما رفضت حمل عليها، وبيَّت في داخله الانتقام.

السياق
أثارت تصريحات المحامي والسياسي السوري المعارض هيثم المالح، عن الناشطة والمحامية المختطفة منذ سنوات "رزان زيتونة"، جدلاً في أوساط المعارضة السورية، بعد الاتهامات والانتقادات التي وجَّهها المالح لزيتونة.
وجاءت تصريحات المالح، خلال مقابلة عبر تلفزيون سوريا، اتهم فيها زيتونة، بعدم مراعاتها للبيئة المحافظة من خلال لباسها، على حد قوله.
سلوك شخصي
تطرَّق المالح الملقب بـ "شيخ المعارضين السوريين" في حديثه، إلى السلوك الشخصي لرزان، وأنها كانت ترتدي أزياء غير محتشمة، وهو ما عارضه منذ بداية لقائهما، لكن بعض الأصدقاء توسَّطوا لها، ليقبلها للعمل متدربة في مكتبه.
وأضاف المالح، أنه وظَّفها بعدما توسَّط لها خالها من آل الحموي، والمحامي مروان الحصري، وهي في الـ 22 عاماً من عمرها، رغم أن مظهرها كان متحرِّراً وهو من بيئة محافظة.
ويكمل المالح، أنه بعدما أنهت رزان فترة التدريب عنده، وانتقلت من متدربة إلى أستاذة محامية، رشَّحها لتكون عضوة مؤسسة لجمعية "حقوق الإنسان" ثم عضوة في مجلس الإدارة.
وفي ما يتعلق بأسباب فصلها من مكتبه، قال إنه طلب منها يوم جلسة استجواب الناشط في حقوق الإنسان، "أكثم نعيسة" أن تذهب إلى القصر العدلي لمتابعة بعض القضايا، بينما هو يحضر جلسة الاستجواب لأنه وكيله، لكنها رفضت وقالت إنها ستذهب إلى جلسة نعيسة، رغم عدم وجود بديل لها، وأشار إلى أن "عدم انصياعها لكلامه" لأنه مدير مكتب المحاماة، هو ما دفعه إلى سحب القضايا منها وفصلها.
وأوضح المالح، أنه بعد فصلها عقب قرابة 5 سنوات من العمل معاً، طلب منها الحصول على مفاتيح المكتب، فرفضت تسليمه إياه، على حد قوله.
أسباب الاعتقال
وفي ما يتعلَّق باختطاف زيتونة، قال المالح إنه لا يعرف الكثير عن اختفائها، لكنه أشار إلى أنه عند لقائه بزهران علوش، قائد فصيل "جيش الإسلام" الذي كان في ريف دمشق أيام حصار الغوطة، سأله عن حيثيات اختطافها، ليجيبه بأنها ليست عنده، مشيراً إلى أن شاباً كان يعمل في صفوف "جيش الإسلام" أبلغه بأن الفصيل قتلها، إلا أنه لم يتأكد من صحة تلك المعلومة.
بالمقابل، ربط المالح، اختطافها بارتداء زيتونة "زياً غير محتشم"، وأضاف: "هي موجودة في بيئة محافظة، ولم تهتم بمراعاة هؤلاء المحافظين، قد يكون أحد أسباب اختطافها".
شهادة علي العبد الله
لكن علي العبد لله، أحد الأصدقاء المشتركين بين المالح وزيتونة، كان له رأي مغاير، إذ قال إنه علم من أصدقاء آخرين، أن سبب اختفاء رزان، هو أن المالح "طلبها للزواج، ووعدها بتسجيل نصف المكتب باسمها، وعندما رفضت حمل عليها، وبيَّت في داخله الانتقام".
واختطفت رزان زيتونة عام 2013، مع وزوجها ونشطاء آخرين، إبان فترة سيطرة "جيش الإسلام" على المدينة، ولا يزال مصيرها مجهولاً حتى الآن.
وفي آخر مقال لها قبل اختفائها، كتبت زيتونة تقول: "حقوق الناس ومعاملتهم بشكل عادل، ليس أمراً خاضعاً للتفسير والنقاش، ولا وِجهة نظر".
غضب السوريين
حديث المالح عن رزان زيتونة، أثار غضب الكثيرين، إذ طالب سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي، المالح بتقديم اعتذار عن كلامه، معتبرين أن فيه إهانة لرزان لاسيما أنها مغيَّبة، وسط مطالب لإدارة تلفزيون سوريا بحذف المقابلة.
وكتبت علياء على حسابها في "تويتر": "لم أستطع الاستماع إلا لدقائق مما قاله المالح عن زيتونة"، وأضافت: "الرجل حالة ميؤوس منها، والأنا متضخمة عنده، رجل انسحب من المجلس الوطني لأنه كان نائماً، ماذا نتوقع منه؟!".
بينما قال محيي الدين لالا، على حسابه في "تويتر"،: " هيثم المالح لا يحق لك أن تذكر سوءة شخص في غيابه، فلا نعلم رده فتكون أنت المفتري"، وأضاف: "لسانك لا تذكر به عورة إمرئ فكلك عيوب وللناس ألسن".
بينما ذهب صاحب حساب "مفكر حر" بعيداً، إذ رأى أن "اعتراف الحقوقي الإخواني هيثم المالح، بأن أهل دوما ربما قتلوا رزان زيتونة، بسبب عدم التزامها بالحجاب، اعتراف قطعي بأن الإخوان قتلوها".
وأشار إلى أن الاعتراف جاء من أعلى مرجعية إخوانية "والذين يكابرون ويقولون إنها ربما لم تقتل، يدفنون رؤوسهم في الرمال".
زيتونة لا تحتاج للدفاع
إلى ذلك قالت، الكاتبة ديانا مقلد، إن "ما قاله هيثم المالح عن رزان زيتونة مخزٍ.. والمخزي أكثر أن يحاول البعض الحفاظ على موقع مفترض له بتمويه ما قاله وربطه بعمره وتجربته وسيرته".
وأضافت في تغريدة على "تويتر"، "مخزٍ أن يتحجَّج البعض، بأن ما قاله في لقاء تلفزيوني شهادة، وأن صيغة البرنامج لا تسمح بالمساءلة، ولا رفض ما قاله".
عن التصريحات المخزية لهيثم المالح pic.twitter.com/Jc5povv8kr
— ديانا مقلد Diana Moukalled (@dianamoukalled) June 20, 2021
وأشارت إلى أنه "لا حصانة لأي أحد حين يتعرَّض لأي امرأة أو شابة ويقحم لباسها أو حياتها في معرض التبرير للخطف والتحرُّش".
وتابعت: "لا تحتاجنا رزان زيتونة للدفاع عنها، لكن المؤكد أننا بحاجة إلى أن نقول علناً إن هذه القامات المنصبة ليست سوى هباء يجب تبديده، من دون خجل ولا مواربة".