وضع إنساني يتفاقم ومدن تحت الحصار... وروسيا تواجه أوكرانيا بصواريخ الخنجر

تنتمي صواريخ كينجال -خنجر بالروسية- البالستية وصواريخ -زيركون- العابرة إلى جيل جديد من الأسلحة التي طورتها روسيا، ووصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها لا تقهر لأنها يفترض أن تتمكن من تجنب أنظمة دفاع العدو.

وضع إنساني يتفاقم ومدن تحت الحصار... وروسيا تواجه أوكرانيا بصواريخ الخنجر

السياق

وضع إنساني يتفاقم ومدن تقبع تحت الحصار وساحة تجارب لترسانة الصواريخ الروسية، ملامح اليوم الخامس والعشرين من الأزمة الأوكرانية، التي وجدت تضامنًا غربيًا واسعًا وكشفت عن دفاع شرس للمقاومة الأوكرانية، التي عطلت خطط الجيش الروسي مرات ومرات.

ورغم تفاقم الأوضاع في البلد الأوراسي، فإن تركيا، قالت عبر وزير خارجيتها مولود شاويش أوغلو، إن كييف وموسكو تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا «المهمة» وأوشكتا على الاتفاق على بعض الموضوعات، بينما لم تتضح ملامح هذا الاتفاق.

 

ما هو الوضع الميداني؟

قال مجلس مدينة ماريوبول، إن القوات الروسية قصفت مدرسة تأوي 400 شخص في ماريوبول، وفقًا لمجلس مدينة ماريوبول في بيان على قناتها في «تليجرام»، مشيرًا إلى أن المعلومات عن الضحايا لا تزال غير واضحة، لكن الناس ما زالوا محاصَرين تحت الأنقاض.

وأظهرت صورة أقمار صناعية، أن ثلثي المبنى -الذي يستخدم أيضًا كملجأ- دُمر.

وتميز المسرح بنقش كلمة «أطفال» بخط روسي كبير يمكن رؤيته من الجو. وتتراوح تقديرات عدد الذين كانوا بالداخل وقت الهجوم بين 800 و1300 شخص.

وتخضع مدينة ماريوبول -الواقعة جنوبي شرق البلاد- للحصار منذ أسابيع، حيث يواجه السكان وابلًا مستمرًا من الهجمات الروسية القاتلة غير المبررة.

وشملت هذه الضربات المميتة جناح الولادة ومسرحًا، بينما ما زالت الخسائر التي لحقت بها مجهولة، مع استمرار عملية الإنقاذ.

صورة جديدة للأقمار الصناعية، تظهر مسرح ماريوبول، الذي تعرض للقصف منذ أيام، مدمر تقريبًا، بينما الواجهة الغربية فقط لا تزال قائمة.

كانت الاتصالات في المدينة المحاصَرة صعبة منذ أيام، كما تعطلت أعمال الإنقاذ بسبب خطر القصف شبه المستمر، وفقًا لتقارير واردة من داخل المدينة.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الهجوم الروسي المستمر على ماريوبول عمل إرهابي، سيبقى في الذاكرة، مشيرًا إلى أن ماريوبول ستدخل التاريخ، كمثال على جرائم الحرب.

 

كارثة إنسانية

شمالي البلاد، تحدث فلاديسلاف أتروشنكو رئيس بلدية تشيرنيهيف عن «كارثة إنسانية» في مدينته، مشيرًا إلى أن «القصف المدفعي العشوائي على الأحياء السكنية مستمر ويؤدي الى مقتل عشرات المدنيين من أطفال ونساء».

وأضاف المسؤول الأوكراني: «لا كهرباء ولا تدفئة ولا ماء والبنية التحتية للمدينة مدمرة»، مشيرًا إلى أن «المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية يرقدون في الممرات بحرارة تبلغ عشر درجات مئوية».

ولم تتوقف الضربات في العاصمة كييف وفي ميكولاييف (جنوب) وخاركيف المدينة الكبيرة الناطقة بالروسية شمالي غرب البلاد، وقُتل فيها 500 شخص على الأقل منذ بداية النزاع، حسب أرقام رسمية أوكرانية.

وتفاقم الوضع الإنساني في المدن الأوكرانية الكبرى، التي لا تزال تتعرض للضربات الروسية، بينما دعت كييف الصين -الحليف الاستراتيجي لموسكو- إلى إدانة الهمجية الروسية.

وللمرة الأولى في هذا النزاع، قالت روسيا إنها استخدمت في أوكرانيا صاروخ فرط صوتي، تقول موسكو إنه نوع من الأسلحة القادرة على الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنها استخدمت صواريخ كينجال الحديثة فرط الصوتية، التي أشاد بها فلاديمير بوتين، لتدمير مستودع أسلحة تحت الأرض.

 

الصين والقرار الصائب

في مواجهة استمرار القصف المميت، والمماطلة في المفاوضات التي افتتحت جولة رابعة منها بين كييف وموسكو الاثنين، دعت الرئاسة الأوكرانية بكين إلى اتخاذ موقف.

والصين، الحليف الاستراتيجي لموسكو، والدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، واحدة من الغائبين الرئيسين، إلى جانب الهند، عن الإدانات والعقوبات التي انهالت على روسيا.

وقال ميخالو بودولياك، مستشار الرئيس زيلينسكي، أحد المشاركين في المفاوضات مع موسكو: «يمكن للصين أن تكون جزءًا مهمًا من نظام الأمن العالمي، إذا اتخذت القرار الصحيح لدعم تحالف الدول المتحضرة وإدانة الهمجية الروسية».

كان الرئيس الأميركي جو بايدن، أجرى محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ الجمعة، لتوضيح عواقب تقديم الصين دعمًا ماديًا لروسيا، حسب البيت الأبيض، لكن الرئيس الصيني لم يكشف موقفه، مكتفيًا بالتشديد على أن النزاعات العسكرية «ليست في مصلحة أحد».

وفي نيودلهي، دعا رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الهند، أحد كبار مشتريي الأسلحة والنفط من روسيا، إلى الخروج من تحفظها وإدانة الغزو صراحة، لكن نظيره الهندي ناريندرا مودي حرص على عدم ذكر أوكرانيا، واقتصر البيان المشترك على الدعوة إلى «وقف فوري للعنف».

وفي كلمة عبر الفيديو مع برن، انتقد فولوديمير زيلينسكي السبت شركات مثل مجموعة نستلا التي تواصل العمل في روسيا. ودعا سويسرا إلى تجميد أصول المليارديرات الروس والمقربين من الكرملين.

 

حظر الألمنيوم

وفي محاولة من أستراليا لردع روسيا، أعلنت في بيان حكومي الأحد، فرض حظر على صادراتها من الألومينا وخام الألمنيوم إلى روسيا، ما سيحد من قدرتها على إنتاج الألمنيوم» المادة الاستراتيجية لصناعة الأسلحة.

وتقول كانبيرا إن روسيا تعتمد على استراليا، للحصول على عشرين بالمئة من حاجاتها من خام الألمنيوم.

ولم تكتفِ أستراليا بحظر الألومينا على روسيا، بل إن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أعلن عن مساعدات عسكرية وإنسانية إضافية لأوكرانيا.

وقال مكتب موريسون في بيان: «من الواضح أن حاجة أوكرانيا للمساعدة العسكرية ما زالت ملحة»، مشيرًا إلى أن المساعدات العسكرية، تشمل الذخيرة والدروع الواقية.

وأشار إلى أن قيمة المساعدات ستصل إلى 21 مليون دولار أسترالي (15.3 مليون دولار أمريكي) كمساعدة عسكرية دفاعية للقوات المسلحة الأوكرانية، ليصل إجمالي المساعدة العسكرية الأسترالية -حتى الآن- إلى 91 مليون دولار أسترالي (66.3 مليون دولار أمريكي)، بحسب البيان.

وقالت الحكومة الأسترالية إنها ستقدم أيضًا 21.8 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الطارئة، التي ستركز على "حماية النساء والأطفال وكبار السن والمعاقين".

 

نزوح جماعي

الرئيس الأوكراني قال إن 180 ألف شخص تمكنوا -حتى الآن- من الفرار من مناطق القتال عبر ممرات إنسانية، مشيرًا إلى أن «المحتلين يواصلون منع وصول المساعدات الإنسانية، خصوصًا حول المناطق الحساسة. إنه تكتيك معروف(...) إنها جريمة حرب».

وتفيد أرقام السلطات الأوكرانية بإجلاء 6623 شخصًا عبر الممرات الإنسانية السبت، بينهم 4128 فروا من ماريوبول و1820 فروا من كييف.

 

صواريخ الخنجر

لجأت روسيا إلى معاقبة المقاومة والقوات الأوكرانية، بصواريخ فرط صوتية، لتدمير مخازن وقود للجيش الأوكراني جنوبي البلاد، بحسب وزارة الدفاع الروسية، التي أكدت أنها دمرت مخزونًا كبيرًا من الوقود بصواريخ كاليبر التي أطلقت من بحر قزوين، وكذلك صواريخ بالستية فرط صوتية، أطلقها نظام كينجال من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم.

وأضافت الوزارة أن الضربة وقعت في منطقة ميكولاييف، لكنها لم تحدد تاريخها. وبحسب الوزارة فإن هدف العملية كان «المصدر الرئيس لإمداد المدرعات الأوكرانية بالوقود» والمنتشرة جنوبي البلاد.

وتنتمي صواريخ كينجال (خنجر بالروسية) البالستية وصواريخ «زيركون» العابرة إلى جيل جديد من الأسلحة التي طورتها روسيا، ووصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها «لا تقهر» لأنها يفترض أن تتمكن من تجنُّب أنظمة دفاع العدو.

واكدت وزارة الدفاع الروسية -الأحد- أن صواريخ عالية الدقة أطلقتها موسكو، أصابت مركز تدريب للقوات الخاصة الأوكرانية في منطقة جيتومير على بعد 150 كيلومترًا غربي كييف.