اختطاف وحرق وإبادة.. مليشيا الحوثي تعيث في العبدية فسادًا

السياق

مداهمة منازل، واختطاف جرحى، ونهب ممتلكات، وإحراق محاصيل زراعية... أعمال انتقامية نفَّذتها المليشيات الحوثية بحق اليمنيين في مديرية العبدية، لتخلف أوضاعًا مأساوية لمواطني البلد الآسيوي، الذين أصبحت الأشجار والأكواخ مساكنهم الجديدة.

وقالت منظمة حماية للتوجُّه المدني، عبر «تويتر»، إنها تلقَّت بلاغات مؤكدة، عن أعمال انتقامية تمارسها مليشيا الحوثي، بحق السكان في مديرية العبدية.

وأكدت المنظمة الحقوقية المستقلة، أن الممارسات الحوثية تنوعت بين مداهمة منازل واختطاف عدد من الجرحى ونهب ممتلكات خاصة، منها المركبات ومحتويات البيوت، وإحراق المحاصيل الزراعية، مشيرة إلى أن عشرات الأسر فرت من قراها وديارها، إلى محيط المديرية، في نزوح داخلي بالشعاب والأودية، في أوضاع وصفتها بـ«المأساوية».

وقالت المنظمة الحقوقية، إن مليشيا الحوثي قتلت طفلًا يبلغ من العمر 12 عاماً في إحدى القرى بمديرية العبدية، وبينما ناشدت المجتمع الدولي سرعة التدخل لحماية المدنيين جراء التصعيد الحوثي، أكدت أن إفلات المجرمين من العقاب وعدم المساءلة، يمكنانها من ممارسة جرائم أخرى بحق المدنيين.

وطالبت بوقف فوري للأعمال القتالية، لتفادي كارثة إنسانية تفوق التوقعات، ويصبح من غير الممكن الخلاص منها، مشددة على ضرورة فتح ممرات إنسانية، لوصول معونات الأغذية والدواء لأهالي العبدية، وإجلاء المصابين نتيجة الأعمال القتالية.

وشددت على أن الوصول إلى المدنيين المصابين والمضارين من الممارسات الحوثية، أمر طارئ ومطلب إنساني عاجل لا يحتمل التأخير، مطالبة منظمة الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ بسرعة التحرك.

لم تقتصر ممارسات مليشيا الحوثي بحق سكان العبدية عند هذا الحد، بل إنها قطعت شبكات الاتصالات والإنترنت على سكان المديرية، بينما قالت مصادر محلية إن ميليشيات الحوثي قصفت الأبراج التي تزوِّد شبكات الاتصالات في العبدية، سعياً منها إلى التعتيم على الوضع الإنساني في المنطقة.

 

قصف 18 قرية

قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، عبر "تويتر" إن مصادر محلية تؤكد ارتكاب مليشيا الحوثي جرائم إعدام ميداني، وتصفية للجرحى وتفجير للمنازل والمباني الحكومية، ونهب للمحال التجارية ومعدات المستشفى، بعد اقتحامها مركز المديرية الواقع على أطرافها، واستمرارها في حصار وقصف 18 قرية.

وأضاف الإرياني، أن مليشيا الحوثي الإرهابية تمارس هذه الجرائم الوحشية بحق سكان مديرية العبدية، في ظل حصار غاشم ومتواصل منذ قرابة شهر، وتعتيم إعلامي بعد قصفها أبراج شبكات الاتصالات، الذي أدى إلى انقطاع وسائل التواصل بين أبناء المديرية.

وأكد المسؤول اليمني، أن ما تقوم به مليشيا الحوثي الإرهابية، من أعمال انتقامية وقتل ممنهج وحصار وتجويع، بحق سكّان مديرية العبدية من النساء والأطفال وكبار السن، جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، وتشكل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والإنسانية.

 

التحالف يضرب بيد من حديد

التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أعلن تنفيذ 41 عملية استهداف لآليات ومسلحي المليشيا، بالعبدية والقرى المحيطة خلال الـ 24 ساعة الماضية، مؤكدًا أن عمليات الاستهداف شملت تدمير عشر آليات عسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 165 إرهابياً.

وأكد التحالف، أن مليشيا الحوثي، لا تزال تمارس عملياتها الإرهابية ضد المدنيين، مشيرًا إلى أنها تمنع وصول المساعدات الطبية للمرضى في العبدية.

 

الحكومة تدخل على الخط

يأتي ذلك بينما عقد وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، أحمد عوض بن مبارك، لقاءً مع القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن كاثرين ويستلي، لمناقشة مستجدات الأوضاع ومستقبل عملية السلام، في ظل التصعيد والعدوان الحوثي المستمر ضد المدنيين.

وأكد بن مبارك، أن ما تقوم به الميلشيات الحوثية حتى اللحظة، من حصار وتجويع وأعمال انتقامية وقتل ممنهج بحق سكان العبدية في مأرب، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مشيرًا إلى أن الحكومة والجيش الوطني وقوات المقاومة، بدعم التحالف، لن تدخر أي جهد لحماية المدنيين ودحر عدوان هذه المليشيات.

وشدد بن مبارك، على ضرورة عمل المجتمع الدولي على إيجاد وسائل ضغط حقيقية وفاعلة، لإجبار الحوثيين على وقف العنف والدخول في عملية سلام، تنهي معاناة الشعب اليمني.

من جهتها أعربت القائمة بأعمال السفير الأمريكي، عن إدانة بلادها لتصعيد الحوثيين في مأرب، وإعاقتهم لحركة الأشخاص والمساعدات الإنسانية، ومنع الخدمات الأساسية عن سكان العبدية، مؤكدة موقف بلادها الذي يدعو الحوثيين لوقف هجومهم على مأرب والاستماع إلى دعوات المجتمع الدولي لإنهاء الصراع في اليمن.

وجددت القائمة بأعمال السفير الأمريكي، دعم بلادها لعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، مؤكدة دعم بلادها للحكومة الشرعية ولأمن ووحدة واستقرار اليمن.

 

كشف ممارسات الحوثي

في محاولة من الحكومة اليمنية لكشف الممارسات الحوثية، عقد بن مبارك لقاءً آخر مع سفير روسيا لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، استعرض خلاله الجرائم التي ترتكبها المليشيا بمديرية العبدية، التي تصل إلى جرائم الإبادة الجماعية، واستمرارها في فرض حصار خانق يستهدف المدنيين الأبرياء، ورفضها إجلاء الجرحى والمصابين من النساء والأطفال، خاصة بعد قصفها وتدميرها للمستشفى الوحيد في المديرية.

وشدد وزير الخارجية، على أهمية ضغط المجتمع الدولي على مليشيا الحوثي والنظام الإيراني، للوصول إلى تسوية سياسية، لإنهاء معاناة اليمنيين ووقف الحرب العبثية، التي تشنها مليشيا الحوثي على اليمنيين.

من جانبه أكد السفير الروسي، وقوف بلاده إلى جانب اليمن، ودعمها للحل السلمي وإنهاء الحرب، والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن.

كان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، قد حذّر من كارثة إنسانية غير مسبوقة، عبر حسابه في "تويتر": "نحذر من جرائم إبادة جماعية ترتكبها الميليشيات بحق أبناء المديرية، بعد تهديدات أطلقتها عبر وسائل إعلامها، ومن كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء استمرار الحصار الجائر، ورفض الميليشيا فتح ممرات آمنة للمدنيين، في استباحة للقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان".

كما أوضح أن الميليشيات تواصل التنكيل بأهالي مديرية العبدية، بعد حصار مطبق منذ قرابة الشهر، وقصف النساء والأطفال في المنازل بالصواريخ البالستية وقذائف الهاون ومختلف أنواع الأسلحة "في جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وسط صمت دولي وأممي غير مفهوم ولا مبرر".