اقتربت من النهاية.. مشرعون أمريكيون متشائمون بشأن الصفقة النووية الإيرانية

حذر مسؤولو إدارة بايدن أعضاء مجلس الشيوخ من أن إيران أمامها أسابيع لإنتاج مواد كافية لصنع سلاح نووي

اقتربت من النهاية.. مشرعون أمريكيون متشائمون بشأن الصفقة النووية الإيرانية

ترجمات – السياق

حذر كبار مسؤولي إدارة بايدن، أعضاء مجلس الشيوخ، من أن إيران قد تنتج ما يكفي من المواد لصنع قنبلة نووية في أقل من شهرين، ما عزز مخاوف المشرِّعين من أن نافذة الحل الدبلوماسي تكاد تنغلق.

جاء التقييم، الذي قُدِّم في إيجاز سري، ووصفه أحد أعضاء مجلس الشيوخ بأنه "رصين ومروع"، في الوقت الذي يتسابق فيه دبلوماسيو الرئيس جو بايدن، للتوصل إلى صفقة مع طهران، تمنعها من امتلاك سلاح نووي.

لكن المشرِّعين مختلفون على أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف، ويحث معظم الديمقراطيين على إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي مزَّقه الرئيس السابق دونالد ترامب، بحجة أنه الخيار الوحيد القابل للتطبيق، بحسب تقرير لموقع بولتيكو.

 

الضغط الأقصى

في غضون ذلك، يناقش الجمهوريون العودة إلى عقيدة "الضغط الأقصى" لترامب، التي تضمنت فرض عقوبات مدمرة على إيران بسبب برنامجها النووي، ودعم الجماعات الإرهابية في المنطقة وأنشطة خبيثة أخرى.

في الأثناء، يشكك بعض كبار الديمقراطيين، في فائدة البقاء على طاولة المفاوضات في فيينا، حيث تحاول إدارة بايدن التوصل إلى توافق يحيي اتفاق إيران لعام 2015، المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة.

"لا أعتقد أن الأعضاء يعرفون بالضبط ما تعنيه العودة إلى الصفقة، ماهو الاتفاق؟ هل هذا هو بالتحديد ما كان عليه؟ هل هو مختلف؟  إذا كان الأمر كذلك، فكيف؟ "، تساءل رئيس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بوب مينينديز (ديمقراطي من نيوجيرسي) بعد الإحاطة. 

وأضاف: "يجب أن يبتعدوا عندما يرون أنه لا توجد صفقة جيدة يمكن الحصول عليها، لا أعرف توقيت ذلك، لكن متى كان ذلك، فإن النافذة تكاد تغلق".

منينديز، الذي عارض بشدة اتفاق 2015، والذي كان يأمل إحياءه بعد أن مزقه ترامب، أشار إلى أن صبره ينفد، عندما دعا إدارة بايدن إلى "التطبيق الصارم" للعقوبات على النظام في طهران، مرددًا شكوك بعض الجمهوريين في فاعلية أي اتفاق جديد.

 

صفقة سيئة

بدوره قال السيناتور عن فلوريدا ماركو روبيو، كبير الجمهوريين في لجنة الاستخبارات، في مقابلة قصيرة: "أعتقد أن الصفقة الوحيدة الممكنة سيئة، وهذا ما أخشاه، أن الإدارة تريد اتفاقًا بشدة، لدرجة أنها ستدخل في صفقة خطيرة حقًا".

بدوره، قال السيناتور بن كاردان "ديمقراطي عن ولاية ماريلاند"، الذي عارض أيضًا اتفاق 2015: "الصفقة السيئة أسوأ من عدم وجود صفقة".  وأضاف: "ليست لديهم خيارات جيدة".

 و استمع أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأربعاء إلى روب مالي، الممثل الأمريكي الخاص لإيران ومهندس الاتفاق النووي لعام 2015، وبريت ماكغورك، أكبر مسؤول بالشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، اللذين أوضحا أن جهود "الضغط الأقصى" في عهد ترامب -التي تضمنت سحب العقوبات- شجعت إيران فقط، مشيرين إلى أنها صعَّدت دعمها للوكلاء الإرهابيين في المنطقة، بما في ذلك أولئك الذين استهدفوا القوات الأمريكية في العراق.

 

ماذا في الأفق؟

ردد حلفاء بايدن في هذا الملف، مثل السيناتور كريس مورفي (ديمقراطي من كونيكتيكت)، وجهة نظر الإدارة بأن الطريقة الوحيدة لوقف برنامج إيران النووي، إحياء اتفاق 2015 بشكل ما. 

ووضع الاتفاق قيودًا على قدرة إيران في النهوض بأنشطتها النووية، رغم أن المنتقدين كانوا يخشون أن يمنح الاتفاق الكثير من الثقة لإيران للالتزام بهذه القيود، وقال مورفي: "تقييم تطور البرنامج النووي الإيراني، في الوقت الحالي، مخيف بصراحة".

وعندما سُئل عن وضع محادثات فيينا، قال مورفي: "الاتفاق يلوح في الأفق، لكن فجوات كبيرة بين الجانبين لا تزال قائمة"، وأضاف: "لن نجلس على الطاولة ستة أشهر أخرى".

وقدَّم أعضاء مجلس الشيوخ تقييمات أقل من وردية، بعد الاستماع إلى مالي وماكغورك، اللذين يحاولان -منذ ما يقرب من عام- تحقيق ما وصفه بايدن باتفاق نووي "أطول وأقوى" مع إيران، بعد أن سحب ترامب الولايات المتحدة من الاتفاقية الأولية.

 

احتفال الشمبانيا

"لقد وعدتنا الإدارة -بينما كانوا لا يزالون يحتفلون بالشمبانيا وأشرطة اللافتات والحلويات- بأن الأمر سيكون أطول وأقوى، أعتقد أن من المحتمل أنهم يعرفون أن هذا الاقتراح لم يعد على الطاولة،" يقول السيناتور أيداهوا جيم ريش، كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية، للصحفيين بعد الإحاطة.

في غضون ذلك، يتعهد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون، بمنع أي محاولة من إدارة بايدن، لإعادة الدخول في اتفاق نووي مع إيران من دون موافقة الكونجرس. ليس من الواضح ما إذا كان قانون مراجعة الاتفاقية النووية الإيرانية -قانون 2015 الذي سمح للكونغرس بأن يكون له رأي في الصفقة الأولية- يمكن أن ينطبق على اتفاقية جديدة.