ضربات إيرانية تستهدف المعارضة الكردية في العراق... وأمريكا تندد
كشفت وكالة الأنباء العراقيّة الرسميّة، فجر الاثنين، عن تعرّض مقارّ ثلاثة أحزاب إيرانيّة مُعارضة داخل إقليم كردستان، لقصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانيّة.

السياق
بعد أيام من إطلاق النظام الإيراني، تهديدات بعملية عسكرية برية شمالي العراق، إذا لم يحصن الجيش العراقي الحدود المشتركة بين البلدين، شنّت إيران ضربات جديدة، استهدفت مجموعات من المعارضة الكرديّة المتمركزة في كردستان العراق.
والأسبوع الماضي، شنت إيران ضربات مماثلة، استهدفت هذه الفصائل التي تتهمها بإثارة التظاهرات التي تشهدها البلاد.
وقالت أجهزة مكافحة الإرهاب في كردستان العراق إنّ "الحرس الثوري الإيراني استهدف مجدّدًا أحزابًا كرديّة إيرانيّة"، من دون أيّ حصيلة للخسائر البشريّة نتيجة هذه الضربات التي شُنّت منتصف الليل.
في نوفمبر، خلّف قصف صاروخي وضربات شنّتها إيران بطائرات من دون طيّار ضد جماعات المعارضة الكرديّة الإيرانيّة، قتيلًا وثمانية جرحى في كردستان العراق. ووقعت ضربات مماثلة في 28 سبتمبر.
وأكّد الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني وتنظيم "كومله" القومي الكردي الإيراني، أنّ الضربات استهدفت منشآتهما في هذه المنطقة بشمالي العراق.
وأفادت وكالة الأنباء العراقيّة الرسميّة، قبل فجر الاثنين بـ"تعرّض مقارّ ثلاثة أحزاب إيرانيّة مُعارضة داخل إقليم كردستان، لقصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانيّة".
هجمات عشوائية
وأكّد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني عبر "تويتر" أنّه استُهدِف في موقعَين قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان بـ"قصف صاروخي وطائرات انتحارية من دون طيار".
وقال أقدم حزب كردي في إيران تأسس عام 1945 إنّ "هذه الهجمات العشوائيّة تأتي في وقت يعجز النظام الإيراني الإرهابي عن وقف التظاهرات الجارية في كردستان". ونشر على حسابه في "تويتر" مقاطع فيديو تُظهر كرات نار تتصاعد في السماء ليلًا.
وتتّهم الحكومة الإيرانيّة هذه الجماعات المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر إثر وفاة مهسا أميني، بعد توقيفها بأيدي شرطة الأخلاق.
كان عدد من كبار المسؤولين الإيرانيّين وجّهوا تحذيرات في هذا الشأن إلى السلطات في بغداد وأربيل، مطالبينها بتحييد هذه الجماعات المعارضة.
وكانت هذه الفصائل الكرديّة الإيرانيّة تمركزت في العراق منذ ثمانينات القرن المنصرم، وتصفها طهران بأنّها "إرهابيّة" وتتّهمها بشنّ هجمات على الأراضي الإيرانيّة.
لكنّ هذه المجموعات التي قادت تمرّدًا مسلّحًا مدة طويلة، يقول خبراء إنّها أوقفت تقريبًا أنشطتها العسكريّة.
وأكّد تنظيم "كومله" عبر "تويتر" أنّه كان هدفًا للضربات، لكنّه أكّد عدم تسجيل خسائر في صفوفه.
ودانت القيادة العسكريّة الأمريكيّة للشرق الأوسط (سينتكوم) في بيان "الضربات الإيرانيّة عبر الحدود" التي نُفِّذت بـ"صواريخ وطائرات مُسيّرة" قرب أربيل.
ورأت أنّ "هجمات عشوائيّة وغير قانونيّة كهذه تُعرّض المدنيّين للخطر وتنتهك السيادة العراقيّة وتُقوّض أمن العراق والشرق الأوسط واستقرارهما".
وسبق للحرس الثوري الإيراني، أن أعلن أنّه سيُواصل شنّ هجمات ضدّ الفصائل المعارضة في إقليم كردستان.
هجمات أجنبية
بدوره، قال المحلّل السياسي العراقي الكندي حمزة حدّاد، إنّه "أيًّا تكُن نيّة طهران لاستهداف كردستان العراق، فإنّه لمن الفشل لكلّ من بغداد وأربيل، أن تسمحا بأن تكون أرضهما عرضة لهجمات أجنبيّة".
كانت أنقرة أعلنت -صباح الأحد- أنّها شنّت عمليّة عسكريّة جوّية ضدّ المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق، أسفرت عن قتل نحو 30 شخصًا، بعد أسبوع على اعتداء دام في اسطنبول، اتّهمت كلًا من حزب العمّال الكردستاني والقوّات الكرديّة في سوريا بالوقوف خلفه.
إلى ذلك، أعلنت القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني، الاثنين، أن قوات فيلق حمزة سيد الشهداء التابعة لها، والتي تتمركز في المناطق الحدودية مع إقليم كردستان شمالي العراق، هي التي نفذت هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة فجر اليوم.
وقالت القوات -في بيان- إن "قوات حمزة سيد الشهداء تعلن مهاجمة مراكز لتنظيمات كردية انفصالية فجر الاثنين، في المنطقة الشمالية من العراق، بجولة جديدة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة".
وزعم البيان "تدمير عدد من منشآت ومعسكرات الجماعات الانفصالية في إقليم كردستان العراق، بصواريخ وطائرات مسيرة فجر اليوم، ما أدى إلى تكبيدها خسائر فادحة بعد تدمير مقراتها في 3 مناطق بإقليم كردستان".