تفجيرات العراق.. هل بدأت المليشيات الموالية لإيران تنفيذ تهديدها؟
التفجيران رغم أنهما لم يسفرا عن خسائر بشرية، وتسببا في بعض الأضرار المادية، لا يعبران عن تكتيك الجماعات الإرهابية التقليدية مثل تنظيم داعش.

السياق
3 تفجيرات في أقل من 15 ساعة، شهدها العراق توزعت في مدينة البصرة بالجنوب، ومحافظة كركوك في الشمال، لتعيد التذكرة بتهديدات مليشيا حزب الله العراقية الموالية لإيران، بنشر الفوضى في البلاد، على خلفية نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
ففي ساعة مبكرة من اليوم الخميس، وقع تفجيران بشكل متزامن بعبوات ناسفة، وسط مدينة البصرة جنوبي العراق، استهدفا مصرفًا وشركة مقاولات.
التفجيران رغم أنهما لم يسفرا عن خسائر بشرية، وتسببا في بعض الأضرار المادية، لا يعبران عن تكتيك الجماعات الإرهابية التقليدية مثل تنظيم داعش.
وقبل هاتين الواقعيان، شهد مكتب النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي شاخون عبدالله، بمحافظة كركوك شمالي العراق، هجومًا بقنابل يدوية، بحسب ما أفادت مصادر عراقية.
وأشارت المصادر لوسائل إعلام محلية، إلى أن الهجوم وقع عندما ألقى مجهولون قنابل يدوية على المكتب في منطقة رحيمانا، ما تسبب في أضرار مادية.
تأتي هذه التفجيرات، استكمالًا لسلسة هجمات استهدفت مقار الأحزاب المقربة إلى تيار مقتدى الصدر، الذي يتولى تشكيل الحكومة الجديدة.
وبدأت هذه السلسة بالهجوم على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في العاصمة بغداد، ثم مقر تيار "تقدم"، الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وأيضاً مقر تيار "عزم".
تحذيرات الصدر
كان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، حذر من تأزم الوضع السياسي في العراق، على خلفية هذه الهجمات والتفجيرات، خصوصًا الذي وقع في مدينة البصرة، وأسفر عن قتلى وجرحى.
وقال الصدر عبر "تويتر": عودة هذه الظواهر الإرهابية، قد تؤدي إلى تأزم الوضع السياسي، مطالبًا بحصر السلاح في يد الدولة.
كان خبراء عراقيون أكدوا لـ"السياق"، أن المليشيات الموالية لإيران ستعمل على نشر الفوضى، بعد تأكيد مقتدى الصدر رفضه أي تهديد لشركاء الوطن، واعتماده على منهج وطني وليس طائفيًا.
وشدد الخبير العراقي حمزة مصطفى لـ"السياق" على أن "الأمور لا تزال معقدة ومفتوحة على كل الاحتمالات".
لكن خبيرًا عراقيًا آخر، هو إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي بالعراق، قال لـ"السياق": "تهديد المليشيات الموالية لإيران يربك إلى حد كبير مجموعة التفاهمات والحوارات".
ولم ينفِ الخبراء في حديثهم لـ"السياق"، تأثر التفاعلات الداخلية في العراق، بالترتيبات والمفاوضات الخاصة بإيران دوليًا، خصوصًا الملف النووي ومباحثات فيينا.
وشددوا على أن إيران تحرك وكلاءها في الخارج، كما في اليمن ولبنان، لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، ضمن مساومات وتهديدات، تستخدمها على طاولة المفاوضات.