قيود كورونا في أمريكا تهدِّد بتحطيم أحلام 55 ألف فائز باليانصيب
أدت جائحة كورونا إلى إغلاق القنصليات الأمريكية، في جميع أنحاء العالم، ما أدى بدوره إلى توقُّف معالجة طلبات الهجرة والسفر إلى الولايات المتحدة.

ترجمات - السياق
كشفت «وول ستريت جورنال»، أن عشرات الآلاف من العائلات عبر العالم، تتعرَّض لخطر فقدان فرصة نادرة، للهجرة إلى الولايات المتحدة، نظرًا للقيود المفروضة من أمريكا بسبب جائحة كورونا.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، منح برنامج التأشيرات المتنوعة، مسارًا للحصول على الإقامة الدائمة القانونية، لنحو 55 ألف شخص كل عام، من البلدان ذات المستويات المنخفضة من الهجرة إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن كل مقدِّم طلب، لديه فرصة أقل من 1% للفوز بالبطاقة الخضراء.
فرصة أخيرة
وأشارت إلى أن على حكومة الولايات المتحدة، معالجة طلبات الفائزين باليانصيب، قبل نهاية السنة المالية في 30 سبتمبر المقبل، وإلا سيفقد الفائزون فرصتهم في الحصول على البطاقة الخضراء، اعتبارًا من يونيو 2021، بسبب ما تقول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها قيود متعلِّقة بجائجة كورونا
وأكدت «وول ستريت جورنال»، أن وزارة الخارجية الأمريكية عالجت نحو 3% فقط من 55 ألف طلب تأشيرة، بينما تطلب وزارة الخارجية، في العديد من الدعاوى القضائية الفيدرالية، الاحتفاظ بتأشيرات التنوع، لتتم معالجتها بعد الموعد النهائي المقبل.
فاطمة جبريل، عاملة مزرعة سودانية، تبلغ من العمر 29 عامًا، مازالت تحلم بالسفر إلى أمريكا، بعد أن فازت في «يانصيب التأشيرة» في مايو من العام الماضي.
وتقول فاطمة: «رأيت أنني فزت... كانت هذه المرة الأولى التي أحظى فيها بالأمل مع أخواتي»، مشيرة إلى أنه لم يكن لديها أي أمل منذ فترة طويلة، بعد أن وجد اليأس طريقًا إليها وإخوتها.
عوائق عدة
الفوز بـ«يانصيب التأشيرة» ليس نهاية المطاف، بحسب «وول ستريت جورنال» التي قالت إنه ينبغي على سعداء الحظ أن يدفعوا 330 دولارًا غير قابلة للاسترداد، لإجراء مقابلة في سفارات الولايات المتحدة عبر العالم، إضافة إلى تكاليف الفحص الطبي والترجمة.
إلا أن تلك التكاليف، أحد العوائق التي تقف في وجه فاطمة جبريل، التي تقول إنه رغم ربحها «اليانصيب» بأعجوبة للمرة الثانية، فإن تكاليف المقابلة ستمنعها من الحصول على البطاقة الخضراء.
وقالت العاملة السودانية، إنها وأخواتها بعن المنزل الذي ورثنه عن والدهن، على أمل السفر لأمريكا، في محاولة تحسين أوضاع أسرتهن، مشيرة إلى أن «أجرة كل واحدة من أخواتي أقل من دولار يوميًا مقابل عملهمن في رش المبيدات الحشرية، في مزارع القطن وحقول القمح».
إحباط
وعبَّـرت الفتاة السودانية عن إحباطها من الوضع الذي ينتظرها، قائلة: «أنا الآن في حالة إحباط، كل ما أريده أن أحصل على المقابلة التي دفعت رسومها».
أحد محامي الهجرة كيرتس موريسون، يقول في تصريحات لـ«وول ستريت جورنال»، إن موكليه باعوا منازل وأخَّروا دراستهم وحصلوا على قروض، على أمل القدوم إلى الولايات المتحدة.
وأوضح أن ما فعلته الإدارة الأمريكية، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، هو أنها أخبرت هذه المجموعة من الأشخاص بأنكم فزتم، والآن لا يمكنكم القدوم...!
تدابير احترازية
وأدت جائحة كورونا إلى إغلاق القنصليات الأمريكية، في جميع أنحاء العالم، ما أدى بدوره إلى توقُّف معالجة طلبات الهجرة والسفر إلى الولايات المتحدة، قبل أن يقرِّر الرئيس السابق ترامب، تجميد تأشيرات التنوع وتأشيرات دخول أخرى.
ورغم أن قرار ترامب، ألغاه بشكل جزئي قاض فيدرالي في سبتمبر من العام الماضي، فإن وزارة خارجية ترامب عهدت إلى عرض تسوية، جعلت معالجة تأشيرات التنوع، في أدنى قائمة مراجعة تأشيرات الهجرة ودخول البلاد.
تلك السياسة، التي تبنتها إدارة ترامب، جاءت بعد انتقادات الحزب الجمهوري لبرنامج تأشيرات التنوع عام 2017، عقب اكتشاف أن سيفولو سايبوف -وهو مهاجر أوزبكي، قتل بشاحنته ثمانية أشخاص دهسًا- جاء إلى الولايات المتحدة عبر ذلك البرنامج.
ورغم أن ذلك الحادث، دفع الرئيس الأمريكي السابق ترامب، إلى إلغاء هذه التأشيرات، فإن «التجمع الأسود» في الكونغرس دافع عن البرنامج، واصفاً إياه بالمصدر الأساسي للهجرة الإفريقية إلى الولايات المتحدة.
وفي آخر يانصيب أُعلن عن نتائجه في يوليو الماضي، كان العدد الأكبر من الفائزين، من مصر والسودان وروسيا والجزائر وأوزبكستان، رغم أن البرنامج كان قد أنشئ لجلب المهاجرين الأيرلنديين.
تاريخ البرنامج
زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، السيناتور تشاك شومر، ساهم في إنشاء البرنامج عام 1990 عندما كان عضوًا في مجلس النواب، لكنه كان أيضًا واحدًا من مجموعة مشرِّعين، صاغت عام 2013 مشروع قانون للهجرة، قدَّمه الحزبان الجمهوري والديمقراطي، كان من شأنه القضاء على البرنامج.
ويتم توزيع 55 ألف تأشيرة سنويًا، على مجموعة عشوائية من بلدان ذات معدلات هجرة منخفضة، إلى الولايات المتحدة.
ويحق بمقتضى البرنامج، لمواطني الدول التي تفد منها أعداد قليلة نسبيًا من المهاجرين إلى الولايات المتحدة، دخول القرعة العشوائية، التي تمنح الفائزين فيها إقامة دائمة.
ويجب أن يكون المتقدِّمون، قد أتموا تعليمهم الثانوي أو ما يعادله في الولايات المتحدة، أو تكون لهم خبرة عملية مناسبة لا تقل عن سنتين، خلال السنوات الخمس الأخيرة، في مهنة تتطلَّب على الأقل سنتين من التدريب أو الخبرة العملية.
ملايين المتقدِّمين
وتوضح بيانات وزارة الخارجية، أن ما يقل قليلا عن 11.4 مليون متقدِّم شاركوا في قرعة عام 2016 لاختيار 50 ألف فائز وأفراد أسرهم المقرَّبين فقط.
ونجح البرنامج، في تنويع المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة كل عام، لكنه أثار أيضًا انتقادات لأنه عُرضة للتحايل، ولما يمثِّله من مخاطر على الأمن القومي.