المخلب السيف... تركيا ترد على تفجير اسطنبول بمهاجمة مناطق كردية في سوريا والعراق
تركيا ترد على تفجير اسطنبول بمهاجمة مناطق كردية في سوريا والعراق... ومخاوف من فاجعة كبرى بعد القصف العدواني

السياق
بعد أيام على اتهام أنقرة لحزب العمال الكردستاني، بالوقوف وراء تفجير وسط اسطنبول أسفر عن قتل ستة أشخاص وجرح 81، جاء الرد التركي سريعًا بقصف مواقع كردية في العراق وسوريا.
فبكلمات «دقت ساعة الحساب»، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن مقاتلاتها شنت هجمات ضمن عملية «المخلب-السيف» الجوية، على من وصفتهم بـ«الإرهابيين»، شمالي العراق وسوريا.
وقبل انطلاق الطائرات من قواعدها لضرب أهداف، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: «نباشر عملية المخلب-السيف من الآن»، مشيرًا إلى «تدمير أوكار وملاجئ ومغارات وأنفاق ومستودعات عائدة للإرهابيين».
بينما قالت وزارة الدفاع التركية، إن أكار أشرف على الهجوم من غرفة العمليات التابعة للقوات الجوية مع كبار القادة العسكريين.
كانت وزارة الدفاع التركية، قد أعلنت أن الغارات استهدفت قواعد لحزب العمال الكردستاني المحظور، ووحدات حماية الشعب الكردية التي تعدها أنقرة امتدادًا للحزب.
جحور الإرهاب
في أعقاب الغارات، نشرت وزارة الدفاع التركيّة عبر «تويتر»، صورة لمقاتلة تقلع لتنفيذ غارة ليلّية في موقع لم تحدده، مرفقة الصورة بعبارة «دقت ساعة الحساب! سيدفع الأوغاد ثمن اعتداءاتهم الغادرة»، في إشارة إلى تفجير اسطنبول.
وفي تغريدة أخرى، نشرت وزارة الدفاع التركية، مقطع فيديو يظهر موقعين متجاورين يتم استهدافهما بصاروخين، من دون تحديد مكانهما. وأرفقت الفيديو بعبارة: «جحور الإرهاب تمحوها من الوجود ضربات دقيقة».
وعن العملية العسكرية، قالت وزارة الدفاع التركية إنها تستند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على الحق المشروع في الدفاع عن النفس، مشيرة إلى أنها «تهدف لضمان أمن الحدود ومنع أي هجمات إرهابية تستهدف الشعب التركي والقوات الأمنية واجتثاث الإرهاب من جذوره، عبر تحييد التنظيمات الإرهابية بي كي كي،كي جي كي، واي بي جي» وغيرها.
من جانبها، قالت قوات سوريا الديمقراطية، إن تركيا شنت ضربات على مناطق تحت سيطرتها في محافظتي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق)، أبرزها مدينة كوباني (عين العرب) الحدوديّة مع تركيا.
وفي تصريحات صحفية، قال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي إن «كوباني، المدينة التي هزمت تنظيم داعش، تتعرض لقصف من طائرات الاحتلال التركي»، مشيرًا إلى أن هناك ضربات أخرى استهدفت قريتي البيلونية في ريف حلب الشمالي وظهر العرب في محافظة الحسكة.
وقال فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، إن «طائرات الاحتلال التركي قصف قرية البلونية المكتظة بنازحي عفرين الذين نزحوا قسرا من عفرين عام 2018»، مشيرًا إلى أن القصف استهدف أيضًا «قرية ظهير العرب التي يسكنها نازحو رأس العين الذين نزحوا قسرا بسبب الاحتلال التركي عام 2019».
وبينما لم تعلن القوات الكردية أو قوات النظام أي خسائر في صفوفها، قال شامي إن القصف التركي طال مواقع تابعة لقوات النظام في محافظات الرقة والحسكة وحلب، وأوقع قتلى وجرحى.
فاجعة كبرى
وندد القائد العام لقوّات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بالقصف التركي واصفًا إياه بـ«العدواني الهمجي»، مضيفًا عبر «تويتر»، أن «القصف على مناطقنا الآمنة يهدد المنطقة برمتها وليس لصالح أي طرف».
وأضاف المسؤول السوري: «نبذل جهودنا كي لا تحدث فاجعة كبرى، ولكن إن صارت الحرب، سيتأثر الجميع بنتائجها».
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ سلاح الجو التركي أكثر من 20 غارة على شمالي سوريا وشمالها الشرقي، شمل بعضها نقاطاً تنتشر فيها قوات النظام السوري.
وبحسب المرصد، فإن القصف أسفر عن قتل ستة على الأقل من قوات سوريا الديمقراطية، وستة من قوات النظام السوري.
تفجير اسطنبول
الهجمات تأتي بعد قرابة أسبوع على اتهام أنقرة لحزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء تفجير اسطنبول، وهو ما نفاه حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمرداً في تركيا منذ عقود وتعده أنقرة «منظمة إرهابية».
وأوقفت السلطات التركية على خلفية الحادث، سيدة تحمل الجنسية السورية، واتّهمتها بزرع القنبلة التي انفجرت في شارع الاستقلال المزدحم بوسط اسطنبول.
وحمَّل وزير الداخلية التركي سليمان صويلو –الاثنين- مسؤولية الحادث لحزب العمال الكردستاني، بينما زعمت الشرطة التركية أن المتهمة اعترفت بأنها زرعت القنبلة بناءً على أوامر حزب العمّال الكردستاني، وبأنها تلقت تعليمات من مدينة كوباني.
وبينما تصنف أنقرة وحدات حماية الشعب الكرديّة منظمة إرهابية، وتعدها امتداداً لحزب العمال الكردستاني، نفى الطرفان الكرديان أي دور لهما في الاعتداء.
ولمدينة كوباني رمزية لدى وحدات حماية الشعب الكردية، التي كانت أول من تصدّت لتنظيم داعش، وخاضت ضده عام 2014 معركة للدفاع عن المدينة الحدودية مع تركيا، وتلقّت دعماً عسكريّا أمريكياً.