للمرة الأولى... إيران تعلن تصنيع صاروخ بالستي فرط صوتي

يحلّق الصاروخ الفرط صوتي بسرعات تزيد على ستة آلاف كيلومتر في الساعة، أي خمس مرّات سرعة الصوت

للمرة الأولى... إيران تعلن تصنيع صاروخ بالستي فرط صوتي

السياق

في تطور خطير، أكّدت إيران، أنها صنعت للمرة الأولى صاروخًا بالستيًا فرط صوتي، وهو سلاح سريع ولديه القدرة على المناورة، لتوسّع بذلك قائمة الدول التي أعلنت أنها طوّرت هذه التكنولوجيا، ما يثير المخاوف من سباق جديد للتسلح.

جاء الإعلان على لسان الجنرال حاجي زاده، قائد القوة "الجوفضائية" في الحرس الثوري الإيراني.

ونقلت وكالة فارس عن حاجي زاده قوله إن "هذا الصاروخ الجديد بإمكانه اختراق منظومات الدفاع الصاروخي، ولا أعتقد أنه يمكن العثور على التكنولوجيا القادرة على مواجهته لعقود مقبلة".

ويحلّق الصاروخ الفرط صوتي بسرعات تزيد على ستة آلاف كيلومتر في الساعة، أي خمس مرّات سرعة الصوت.

وأضاف حاجي زاده: "هذا الصاروخ يستهدف منظومات العدو المضادة للصواريخ ويعد قفزة كبيرة في الأجيال في مجال الصواريخ".

وذكرت نشرة جينز أن الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت تشكّل تحديًا لمصممي الرادارات، بسبب سرعتها العالية وقدرتها على المناورة.

وتسعى دول عدة إلى تطوير صواريخ فرط صوتية، أكّدت موسكو أنها استخدمتها في القتال، بداية هجومها في أوكرانيا.

يأتي هذا الإعلان بينما يحاول الغربيون -منذ أكثر من عام- إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين القوى الكبرى وطهران.

وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات عن إيران مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران، التي ردت بالتراجع تدريجًا عن معظم التزاماتها.

وتبدو المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود، مستحيلة الآن.

وفي 5 نوفمبر، أعلنت إيران أنها اختبرت "بنجاح" صاروخًا قادرًا على حمل أقمار اصطناعية إلى الفضاء.

وأعربت الحكومات الغربية مرارًا عن قلقها من إمكان تعزيز هذا النوع من عمليات إطلاق تكنولوجيا الصواريخ البالستية، ليصبح بمقدور الجمهورية الإسلامية إطلاق رؤوس حربية نووية.

لكن إيران تصرّ على أنها لا تسعى لتطوير أسلحة نووية، وأن عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية والصواريخ التي تنفّذها، لأغراض مدنية أو دفاعية بحتة، ولا تنتهك اتفاق عام 2015 ولا أي اتفاق دولي.

وفي حين حقّقت إيران وروسيا اللتان تخضعان لعقوبات غربية، تقاربًا في الأشهر الأخيرة، أقرّت طهران في 5 نوفمبر بأنها سلّمت مسيّرات لروسيا، لكن قبل الحرب في أوكرانيا. وتتّهم كييف والغرب موسكو باستخدام مسيّرات إيرانية الصنع، في هجماتها على المدنيين والبنى التحتية.

تقدّم روسي

أعلنت روسيا وكوريا الشمالية والولايات المتحدة عام 2021 أنها أجرت اختبارات لصواريخ تفوق سرعة الصوت، لكن روسيا تبدو متقدّمة في هذا المجال بأنواع عدة من هذه الصواريخ.

في مارس، في الأسابيع الأولى من غزو أوكرانيا الذي بدأ 24 فبراير، أعلنت روسيا أنها استخدمت صواريخ كينجال فرط الصوتية، ما شكّل سابقة على الأرجح، إذ لم تعلن موسكو استخدام هذا النوع من الأسلحة إلا للاختبارات.

من جهتها، تعمل الصين على مشاريع عدة، يبدو أنها مستوحاة مباشرة من البرامج الروسية، وفقًا لدراسة أجراها مركز بحوث الكونغرس الأمريكي، وقد اختبرت خصوصًا مركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت، يصل مداها إلى ألفي كيلومتر.

وخلافًا لما يعتقد، فإن الصواريخ فرط الصوتية ليست بالضرورة أسرع من الصواريخ البالستية. والفرق الكبير بينهما أن الصاروخ فرط الصوتي، يمكنه المناورة، ما يصعّب توقّع مساره واعتراضه.

ويمكن لأنظمة "ثاد" المضادة للصواريخ اعتراض مقذوفات عالية السرعة، لكنها مصممة لحماية منطقة محدودة. إذا كانت قذيفة فرط صوتية فإن أنظمة رصد صواريخ التي تقيس مصادر الحرارة، قد لا تتعرف إلى الصاروخ إلا بعد إلقائه، وعندها يكون الأوان فات لاعتراضه.