هل وظفت قطر قراصنة لتلميع صورتها قبل كأس العالم؟
يستخدم المحققون الخاصون المرتبطون بمدينة لندن، عصابة قرصنة كمبيوتر مقرها الهند لاستهداف الشركات البريطانية والمسؤولين الحكوميين والصحفيين.

ترجمات - السياق
قبل أيام من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي تستضيفها قطر في 20 نوفمبر الجاري، كشف تحقيق نشرته صحيفة صنداي تايمز البريطانية، ومكتب الصحافة الاستقصائية، ومقره لندن، أن صحفيين وسياسيين وحتى محامين ناقدين لقطر تم استهدافهم من قِبل قراصنة إلكترونيين، وظفتهم الدوحة لمحاولة تلميع صورتها قبل استضافتها لمونديال 2022.
وحسب التحقيق، يستخدم المحققون الخاصون المرتبطون بمدينة لندن، عصابة قرصنة كمبيوتر مقرها الهند لاستهداف الشركات البريطانية والمسؤولين الحكوميين والصحفيين.
ويظهر التحقيق -حيث حصل مكتب الصحافة الاستقصائية وصحيفة صنداي تايمز على حق الوصول إلى قاعدة بيانات العصابة- أن المجرمين استهدفوا حسابات البريد الإلكتروني الخاصة لأكثر من 100 ضحية، نيابةً عن محققين يعملون في دول استبدادية ومحامين بريطانيين وعملائهم الأثرياء.
وكشفت قاعدة البيانات، أن منتقدي قطر الذين هددوا بفضح مخالفات الدولة الخليجية، في الفترة التي سبقت كأس العالم هذا الشهر، كانوا من بين هؤلاء الذين تم اختراقهم.
وحسب التحقيق، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسريب الأعمال الداخلية لقراصنة "اختراق مقابل أجر" إلى وسائل الإعلام، وتكشف عن مؤامرات إجرامية، إذ إن بعض عملاء المتسللين محققون خاصون، تستخدمهم شركات المحاماة الكبرى، التي لها قواعد في مدينة لندن.
الوثائق المسربة
وبناءً على الوثائق المسربة والعمل السري لصحفيي "صنداي تايمز" في الهند، كشف التحقيق عن الآتي:
- صدرت الأوامر لاستهداف المحرر السياسي كريس ماسون بشبكة بي بي سي البريطانية، في مايو، بعد ثلاثة أسابيع من إعلان تعيينه.
- تم استهداف رئيس سويسرا ونائبه، بعد أيام فقط من لقائه بوريس جونسون وليز تروس في داونينغ ستريت لمناقشة العقوبات الغربية ضد روسيا.
- أيضًا تعرض الوزير البريطاني السابق فيليب هاموند، لاختراق حساباته، بينما كان يتعامل مع تداعيات تعرض الضابط الروسي وعميل أجهزة المخابرات البريطانية المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا سكريبال للتسمم في سالزبوري (إنجلترا)، بغاز للأعصاب تم تطويره في روسيا تحت اسم نوفيتشوك.
- كما أمر محقق خاص عينته شركة محاماة في لندن بالنيابة عن الدولة الروسية العصابة باستهداف الأوليغارش (الأثرياء الروس) المتمركزين في بريطانيا، والهاربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
-تم اختراق حساب ميشيل بلاتيني، الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قبل وقت قصير من حديثه مع الشرطة الفرنسية عن مزاعم الفساد المتعلقة بكأس العالم 2022.
- اخترق المتسللون أيضًا البريد الإلكتروني لرؤساء سباقات الفورمولا1 روث بوسكومب، الرئيس البريطاني لاستراتيجية السباق في فريق ألفا روميو، وأتمار زافناور، الذي كان الرئيس التنفيذي لفريق أستون مارتن.
- كما سيطرت العصابة على أجهزة الكمبيوتر المملوكة للسياسيين والجنرالات والدبلوماسيين الباكستانيين، وتم التنصت على محادثاتهم الخاصة، بناءً على طلب من المخابرات الهندية.
يذكر أن ارتكاب القرصنة يعد جريمة جنائية يُعاقب عليها بالسجن مدة أقصاها 10 سنوات في بريطانيا.
كانت شرطة العاصمة قد تلقت بلاغًا بشأن المزاعم المتعلقة بقطر في أكتوبر من العام الماضي، لكنها اختارت عدم اتخاذ أي إجراء فوري.
وتعليقًا على ذلك، قال ديفيد ديفيز، الوزير المسؤول عن ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست): إن التحقيق كشف كيف أصبحت لندن "المركز العالمي للقرصنة"، وأضاف: "إنها ترسم صورة قاتمة لشبكة من القرصنة الإجرامية، التي تهدد العدالة والخصوصية هنا في المملكة المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم".
قرصنة هندية
وبيّن التحقيق، أن عصابة القرصنة -التي تعمل تحت اسم وايت لنت- تعمل من شقة في الطابق الرابع بإحدى ضواحي مدينة جورجاون الهندية، مشيرة إلى أن العقل المدبر لها يدعى (أديتيا جاين)، يبلغ من العمر 31 عامًا، وهو خبير في الأمن السيبراني التلفزيوني، وكان من حين لآخر يعمل أيضًا بوظيفة يومية في المكتب الهندي لشركة المحاسبة البريطانية ديلويت.
وأشار إلى أن جاين، ظل سبع سنوات، يدير شبكة من قراصنة الكمبيوتر الذين تم تعيينهم من قِبل محققين بريطانيين خاصين لسرقة حسابات البريد الإلكتروني باستخدام تقنيات "التصيد"، لافتًا إلى أن فريقه ينشر أحيانًا برامج ضارة تتحكم في كاميرات الكمبيوتر والميكروفونات، وتسمح لهم بمشاهدة ضحاياهم والاستماع إليهم.
وفي وقت سابق من هذا العام، سافر صحفيون متخفون من صحيفة صنداي تايمز إلى الهند، متظاهرين بأنهم محققون من شركات عدة، ويسعون لتوظيف متسلل كمبيوتر، وتواصلوا مع عدد من قراصنة الإنترنت المشتبه بهم، وكان من بين هؤلاء (جاين).
وأوضح التحقيق، أن جاين أخبر هؤلاء الصحفيين، بأنه يستطيع الوصول إلى معلومات المصدر المغلق للبريد الإلكتروني وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بـ POI (الشخص محل الاهتمام) بأي مكان في العالم، كما أبلغهم بأنه يستطيع تحقيق هذا الهدف خلال فترة لا تزيد على شهر.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل أخبرهم (جاين) أيضًا بأنه سبق أن نجح في الحصول على بيانات البريد الإلكتروني لعدد من الأفراد البارزين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بناءً على طلب عميل برعاية دولة خليجية.
وحسب "صنداي تايمز" أكد جاين أن العميل النهائي هو دولة قطر، لافتًا إلى أنه تم تعيينه من قِبل محقق سويسري يدعى جوناس راي.
وفي وقت لاحق، تم إلقاء نظرة من قِبل المكتب و"صنداي تايمز" على قاعدة البيانات السرية، التي توضح تفاصيل عملاء جاين وأهداف القرصنة، وجرى تسمية سبعة عملاء على القائمة ومن بينهم محققون بريطانيون خاصون.
وحسب التحقيق، "يبدو أن ضابط شرطة العاصمة البريطانية السابق نيك ديل روسو قد زود القراصنة بالأهداف، لما لا يقل عن 40 من الهجمات الإلكترونية".
وأوضح، أن "جوناس راي" كان يعمل لدى شركة تدعى (ديليغانس جلوبال بيزنس)، يملكها ويديرها ضابط الأمن الداخلي البريطاني السابق نيك داي.
وفي يناير 2019، تم التعاقد مع (ديليغانس جلوبال) للعمل في مشروع كأس العالم، وفقًا للوثائق.
العام التالي، بدأ جوناس راي تكليف العصابة باستهداف الذين كشفوا فساد الملف القطري لاستضافة المونديال.
شهادات فساد
وبينت الصحيفة البريطانية، أن بين الصحفيين المستهدفين، (جوناثان كالفيرت) -محرر فريق "صنداي تايمز"- الذي حقق في شبهات فساد أدت إلى منح قطر كأس العالم عام 2010، والمحامي الأمريكي مارك سوموس الذي قدم شكوى ضد العائلة الحاكمة القطرية أمام مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
ووفقًا لقاعدة البيانات، أمر راي، جاين باستهداف كالفرت في 22 أبريل 2019، قبل أسابيع فقط من نشر "صنداي تايمز" تقريرًا عن "رسوم النجاح" البالغة 100 مليون دولار التي عرضتها قطر على الفيفا مقابل منحها الحق في استضافة كأس العالم.
وحسب التحقيق، كانت هناك ملاحظة في قاعدة البيانات تفيد بأن عملية اختراق بريد كالفرت "اكتملت".
في المقابل، نفى محامو الحكومة القطرية التكليف بالقرصنة، والشهر الماضي، اتهموا كالفيرت بارتكاب "حملة صليبية ذات دوافع سياسية" مرتبطة بمنافس خليجي آخر.
وقال المحامون القطريون للصحيفة البريطانية، عند سؤالهم عن اختراق حساب بريد كالفيرت الإلكتروني: "يستحق قراؤكم أن يعرفوا أنه لسنوات، احتفظ كالفيرت بصلات وثيقة مع جارة قطر، الإمارات العربية المتحدة".
من بين المستهدفين أيضًا، الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني، المدافع الكبير عن ترشح قطر لاستضافة المونديال، في 10 مايو 2019.
وردًا على تحقيق الصحيفة البريطانية، قال بلاتيني في بيان نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: إنه "فوجئ وصدم بشدة" وإنه يدرس "كل الوسائل القانونية" للرد على ما قال إنه "انتهاك صارخ وخطير لخصوصيته".
كان بلاتيني أحد أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا، الذين دعموا محاولة قطر الفائزة باستضافة كأس العالم، بينما كانت هناك شائعات عن تعرضه لضغوط للقيام بذلك، خلال اجتماع غداء مع الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي وحاكم قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأشار التحقيق إلى أنه في ذلك الوقت، حاولت باركيه ناشيونال فاينانسير (PNF)، وحدة إنفاذ الجرائم الاقتصادية والخطيرة في فرنسا، التحدث مع بلاتيني عن تفاصيل هذا الغداء كجزء من التحقيق في الفساد بشأن استضافة قطر لكأس العالم.
وفي نوفمبر من ذلك العام، غادر راي شركة (ديليغانس جلوبال) لتأسيس شركته الخاصة (أثينا إنتليغنس)، وبحلول ذلك الوقت، ظهر اسمه ضد 16 اختراقًا نفذتها العصابة.
إلا أن راي -حسب التحقيق- رغم مغادرته (ديليغانس جلوبال)، طلب من جاين استهداف آخرين، وفقًا لقاعدة البيانات.
وقد نجح جاين أيضًا في اخترق حساب رجل الأعمال من أصل فلسطيني غانم نسيبة -يبلغ من العمر 45 عامًا ومقيمًا في حي ماي فير بغرب لندن- الذي أصبح هدفًا لقطر بعد كتابة تقرير عن الفساد المتعلق بكأس العالم 2022، كما تعرض محاميه المقيم في لندن بول تويد للاختراق أيضًا.
واستهدف المخترق شخصين معروفين لنسيبة في الوقت نفسه، أحدهم كان المحامي الأمريكي مارك سوموس، الذي قدم شكوى ضد العائلة الحاكمة القطرية، أمام مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وكانت الأخرى -حسب الصحيفة البريطانية ومكتب الصحافة الاستقصائية- السناتورة الفرنسية ناتالي غوليه، وهي سياسية فرنسية كانت من أشد المنتقدين للدولة الخليجية بزعم تمويلها للإرهاب.
ورأت غوليه، أن اهتمامها بالتطرف الإسلامي أدى إلى تعرضها للتجسس من قراصنة وظفتهم قطر لخدمة صورتها في إطار مونديال 2022.
وأضافت السناتورة الفرنسية أنها تلقت "منذ قرابة ثمانية أو عشرة أشهر" مكالمة هاتفية من "شخص يدعي أنه محقق لكنه لم يعرف بنفسه" وكان يعلم كلمة مرور بريدي الإلكتروني، ثم أخبرها بأن حسابها "تعرض للاختراق" وحثها على اتخاذ الإجراءات اللازمة، ما دفعها لتغيير كلمات المرور الخاصة بها وتزودت بصندوق تشفير.
وقالت ناتالي غوليه: "أنا مجرد سيناتورة ريفية متواضعة، تقوم بعملها وأعمل في الإسلام الراديكالي".
يذكر أن السناتورة مهتمة جدًا بتنظيم "الإخوان المسلمين" المدعوم من تركيا وقطر، وأصدرت -الربيع الماضي- كتابًا بعنوان "أبجديات تمويل الإرهاب".
كما أشارت إلى تحدثها وتصويتها ضد الاتفاقات الموقعة بين فرنسا وقطر، بما في ذلك الشراكة بشأن تأمين بطولة كأس العالم لكرة القدم، مضيفة: "لقد أشرت كلما استطعت إلى أن قطر جعلت من فرنسا ملاذًا ضريبيًا بفضل معاهدة ضريبية... ربما أنا مزعجة بعض الشيء، لكن هذا ليس سببًا لقرصنة بريدي الإلكتروني".
مزيد من المستهدفين
كما طارد الهاكر يان فيليبين، الصحفي في موقع التحقيق الفرنسي ميديابارت، بعد فترة وجيزة من كتابته قصة في ديسمبر 2019 تقدم تفاصيل للتحقيق القضائي الفرنسي في منح قطر كأس العالم.
وخلال التحقيق في اختراق حساب فيليبين، تم إدراج اسم جوناس راي مجددًا كعميل، إلا أن الاختراق لم ينجح، لأن فيليبين اكتشف رسائل البريد الإلكتروني المخادعة وغيّر هاتفه وجهاز الكمبيوتر الخاص به.
وحسب التحقيق، وضع القراصنة ثلاثة أهداف لتتبعها: نيك راودينسكي، المحقق السابق في الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وآلان سوديرمان، الصحفي بوكالة أسوشيتد برس الأمريكية، الذي كتب عن حملة قطر الخادعة لاستضافة البطولة، ورخيا ديالو، الناشطة البارزة التي انتقدت فشل الدولة الخليجية في دفع رواتب العمال المهاجرين لبناء ملاعب كأس العالم.
ووفقًا للبيانات التي تحدثت عنها "صنداي تايمز" ومكتب الصحافة الاستقصائية، بدأت عمليات اختراق البريد الإلكتروني أو التحكم عن بُعد في الميكروفونات والكاميرات لأجهزة الكمبيوتر من عام 2019 وشملت قرابة خمسين شخصية تم التجسس عليها من قِبل مجموعة من القراصنة الهنود.
وفي وقت سابق من هذا العام، أرسل راي وثيقة إلى جاين تحتوي على سيرة ذاتية وتفاصيل بريد إلكتروني للمحرر السياسي الجديد في شبكة بي بي سي، كريس ماسون.
وحسب التحقيق، كان الغرض من اختراق حساب ماسون غير واضح، لكن دوره الجديد يعني أنه كان مطلعًا على إحاطات إعلامية حساسة من أعضاء بارزين في مجلس الوزراء ومكتب رئيس الوزراء.
الشهر الماضي، قال ماسون: "إنه لأمر مقلق أن يتعرض الكثير من المشاريع والمعلومات السرية للقرصنة".
كان جوناس راي -حسب التحقيق- هو الذي أصدر تعليماته لجاين باستهداف الرئيس السويسري إغناسيو كاسيس ونائبه آلان بيرسيه في مايو، مشيرًا إلى أنه في الآونة الأخيرة، حاولت شركة "الاختراق مقابل أجر" اقتحام حساب البريد الإلكتروني لستيفان كواندت، الملياردير الألماني الذي يمتلك شركة بي إم دبليو.
وكشف التحقيق أيضًا أن العديد من المستهدفين محامون بريطانيون وأثرياء متورطون في قضايا بمحكمة لندن العليا مثل بوريس مينتس، وهو أوليغارشي يعيش في بريطانيا هارب من الدولة الروسية، وأعضاء من اثنتين من أغنى عائلات المملكة المتحدة، هما أشوك هندوغا وروبرت تشنغويز.
بينما عينت ثلاثة مكاتب محاماة في لندن محققين لإصدار أوامر للعصابة باستهداف المرتبطين بالقضايا التي كان المحامون يعملون فيها.
ومن هذه المكاتب، ديل روسو، الذي يتخذ من نورث كارولينا مقرًا له بالولايات المتحدة، والذي أصدر تعليمات للعصابة باستهداف مارك فولبروك، الذي كان يعمل رئيسًا لموظفي ليز تروس عندما كانت رئيسة للوزراء.
وأشار التحقيق إلى أنه تم استهداف فولبروك من قِبل جاين في مايو 2016 أثناء حملة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عندما كان يعمل في سيتي غروب، شركة الضغط التي يديرها استراتيجي الانتخابات المحافظ لينتون كروسبي.
بينما يعتقد مصدر مقرب من فولبروك أنه ربما كان هدفًا للقرصنة، لأنه كانت هناك تكهنات بأنه هو وكروسبي كانا يعملان سرًا على حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
الأكثر شهرة
أما السياسي البريطاني الأكثر شهرة، الذي ورد اسمه في قاعدة بيانات جاين فهو النائب السابق فيليب هاموند.
وأشار التحقيق إلى أن جاين بدأ اختراق حساب هاموند عندما كان وزيرًا للخزانة في 9 أبريل 2018 وسجلت قاعدة البيانات المحاولة على أنها "مكتملة".
ويبدو أن هذا العمل -حسب التحقيق- قد تم بتكليف من رجل أعمال يدير صندوق استثمار أوروبي.
كان هاموند مشاركًا في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكذلك متابعة محاولة تسمم سكريبال وابنته بغاز الأعصاب الروسي.
كما يبدو أن العديد من أهداف جاين السياسية نشأت من التوترات المستمرة بين الهند وباكستان.
ففي 10 يناير من هذا العام، تم تكليفه باختراق حساب البريد الإلكتروني لفؤاد تشودري، وزير الإعلام الباكستاني آنذاك في حكومة رئيس الوزراء عمران خان، إذ التقط جاين لقطة شاشة لبريد شودري الوارد.
واستخدم فريق جاين البرامج الضارة للاستيلاء على أجهزة الكمبيوتر الخاصة به، واستهدف كبار الجنرالات في البلاد، وكذلك سفاراتها في بكين وشنغهاي وكاتماندو عاصمة نيبال، بطريقة مماثلة.
بينما كان الهدف الأكثر شهرة في ما يتعلق بباكستان -حسب التحقيق- هو برويز مشرف، الرئيس السابق للبلاد.
الشهر الماضي، اعترف جاين بأنه اخترق حسابات لأشخاص في الماضي، لكنه قال إنه لم يفعل ذلك منذ سنوات، وزعم أنه لا يعرف بعض الأشخاص الواردة أسماؤهم في قاعدة بياناته، ونفى اختراق أسماء الآخرين المدرجة أسماؤهم، وقال: "أستطيع أن أقول بشكل قاطع أنني لم أخترق أو أطلقت أو أحاول اختراق أي من هؤلاء الأشخاص".
بينما نفى راي بشدة التكليف بالقرصنة، وادعى أن صحفيي "صنداي تايمز" تلقوا معلومات مزيفة لتشويه سمعته.
وقال رئيسه السابق نيك داي: "ديليغانس جلوبال تنفي أي مزاعم بارتكاب مخالفات"، مضيفًا: "تعمل الشركة بجدية للتأكد من أن تحقيقاتها متوافقة مع القوانين واللوائح المعمول بها دوليًا".