الأمير تركي الفيصل: لم أفاجأ بما حدث في أفغانستان... وأمريكا اختارت طالبان

اتفاقية قضت على أفغانستان... رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق يكشف عن مفاجأة وأمر مثير للقلق في كابل

الأمير تركي الفيصل: لم أفاجأ بما حدث في أفغانستان... وأمريكا اختارت طالبان

السياق

أكد الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، أنه لم يفاجأ بما آلت إليه الأمور في أفغانستان، إلا أنه عبَّـر عن قلقه من مصير الأسلحة الأمريكية، التي استولت عليها طالبان، والتي قد تصل إلى تنظيم القاعدة، نهاية المطاف.

وقال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، في تصريحات لقناة «CNBC» عربية: لم أفاجأ بما حدث، محملًا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مسؤولية تردي الأوضاع، بعد عقده اتفاقية مع طالبان، قبيل انتهاء فترته الرئاسية.

 

اتفاقية خطيرة

وأشارالأمير تركي الفيصل، إلى أن تلك الاتفاقية، أفقدت الحكومة شرعيتها، لأن أمريكا كانت الحليف الأقرب لتلك الحكومة، مؤكدًا أن طالبان اختيرت بواسطة الولايات المتحدة، لتخلف هذه الحكومة.

«إلا أن ما فاجأني حقيقة، هو الطريقة التي تم بها الانسحاب، فلا أعلم الوصف المناسب لهذا الحدث، هل أقول عنه عدم كفاءة، أم عدم اكتراث، أو سوء إدارة»، يقول الأمير تركي الفيصل، مشيرًا إلى أن الأمر كان مزيجًا من كل هذه الأشياء.

وأكد الفيصل، أنه رغم أن الخبرة كانت موجودة، فإن خطأ ما حدث، لذا كان ذلك هو عنصر المفاجأة لما حدث في أفغانستان، مشيرًا إلى أن الأمر المقلق يتمثَّل في مليارات الدولارات من الأسلحة الأمريكية، التي وقعت في أيدي طالبان، بدءاً من طائرات طراز بلاك هوك، إلى مناظير الرؤية الليلية، التي تركها الجيش الأفغاني.

 

طالبان والقاعدة

وقال المسؤول السعودي السابق، إن طالبان لا تزال مرتبطة بالقاعدة، التي استهدفت المملكة العربية السعودية عام 1995، قبل أن تضرب أي بلد آخر، مشيرًا إلى أن أول هجوم إرهابي نفَّذته القاعدة، كان ضد المملكة، قبيل أن توسِّع أنشطتها الخارجية، بتفجير السفارة الأمريكية في نيروبي ودار السلام، إضافة إلى كارثة 11 سبتمبر في نيويورك.

وعن الدول التي على عاتقها أخذ زمام المبادرة لترتيب تلك الفوضى، قال الأمير تركي الفيصل، إن الدول التي يتحتم عليها التدخل في هذا الجانب، هي الدول الأقرب لأفغانستان، مثل باكستان وإيران وروسيا والصين.

وأشار إلى أن هذه الدول، هي التي ما زال لها تمثيل في أفغانستان، مؤكدًا أن سفراءها ليسوا فقط في كابل، بل يدلون بالتصريحات عن العلاقات المستقبلية مع طالبان.

 

4 دول

«ما وجدته مثيرًا في هذه التصريحات، هو أن الدول الأربع قالت إنها بانتظار التواصل مع طالبان، قبل اتخاذ أي قرارات حاسمة، تتعلَّق بالانخراط معها»، يقول تركي الفيصل، مشيرًا إلى أن لكل دولة مصالحها في أفغانستان.

وقال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق: «قبل سقوط الحكومة، وعندما كانت طالبان تقترب من كابل، كان هناك تصريح من أحد المتحدِّثين الإيرانيين، أعتقد أنه كان جواد ظريف وزير الخارجية السابق، قال فيه: سنكون سعداء بإرسال الميليشيات الأفغانية، من سوريا لمساعدة الحكومة ضد طالبان، لكن حكومة كابل اعترضت على ذلك».

 

داعم رئيس

وأشار إلى أن الأمر يظهر أن إيران لديها بعض التأثير على الأقل هناك، أما باكستان التي كانت داعمًا رئيسًا لطالبان، فحاولت الانخراط مع الحكومة الإيرانية، إلا أن الأمر لم يدم طويلًا.

وبالنسبة للصين، فقد استقبلت ممثِّل طالبان قبل سقوط كابل، وكذلك فعلت موسكو، بحسب تركي الفيصل، الذي أكد أن هناك شيئًا ما يحدث بين طالبان وتلك الدول، بشأن طبيعة العلاقات بينها في المستقبل.

تصريحات رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، التي أماطت اللثام عن كثير من القضايا، بشأن السقوط السريع لأفغانستان بيد طالبان، وعلاقة دول بعينها بتلك الحركة، أشاد بها مغرِّدون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأحدثت تصريحات المسؤول السعودي الأسبق، ثورة بين المغرِّدين، الذين أكدوا حصافة الأمير تركي الفيصل، ورؤيته الدقيقة وقراءته المتأنية للأحداث في البلدان المجاورة.

 

إشادات بتصريحات الفيصل

الأمين العام المساعد لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، منصور بن سعد آل سعود، أشاد في تغريدة عبر «تويتر»، بتصريحات الفيصل، مشيرًا إلى أن رأيه يهتم به البعيد والقريب، لما يتمتع به من خبره وسياسة وحِكمة ودراسة دقيقة .

المغرِّد الإماراتي علي الزمامي الدوسري، قال إن الأمير تركي الفيصل يصف الوضع في أفغانستان بدقة، مشيرة إلى أنه كشف علاقة دول الجوار مع طالبان.

الكاتب والاقتصادي السعودي عايض آل سويدان، قال إن «تصريحات رئيس الاستخبارات الأسبق سمو الأمير تركي الفيصل عن طريقة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، تختصر الكثير».

الصحفي السعودي بأمريكا عيسى النهاري، أعاد مشاركة كلمة الأمير تركي الفيصل، التي قال فيها، إنه لم يفاجأ بما حدث في أفغانستان، «فأمريكا كانت قد اختارت طالبان، لتخلف الحكومة حين عقد ترامب صفقة مع الحركة، التي هي عدو الحكومة، لكن طريقة تنفيذ الانسحاب هي التي فاجأتني، لا أعرف أي كلمة أستخدم، عدم الكفاءة، الإهمال، أم الإدارة السيئة».