نيويورك تايمز ترصد حرب الظل الأمريكية المتعثرة في الصومال
يوجد الآن أقل من 100 جندي أمريكي في الصومال، يقوم معظمهم بأدوار متعلقة بالمخابرات والدعم، وفي يناير الماضي، نقل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، معظم القوات المكونة من 700 فرد إلى كينيا وجيبوتي، لكنهم مستمرون في تدريب القوات الصومالية وشن ضربات في مقديشو

ترجمات - السياق
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الضوء على حرب الظل الأمريكية التي وصفتها بـ"المتعثرة" في الصومال، والمستمرة منذ 10 سنوات.
وكشفت الصحيفة –في تقرير- تفاصيل هجوم شنته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في نوفمبر الماضي، إذ انطلقت فيه مركبات تابعة للوكالة من مقديشو في جوف الليل، واتجهت جنوباً لتصل إلى عمق الأراضي، التي تسيطر عليها حركة الشباب، وهي من أكثر الجماعات المسلحة دموية في إفريقيا، حسب الصحيفة.
ضحية نادرة
ونقلت " نيويورك تايمز" عن مسؤولين صوماليين قولهم، إن المركبات توقفت في قرية ساحلية، حيث تدفقت منها قوات أمريكية وأخرى صومالية شِبه عسكرية، واقتحمت منزلاً لـحركة الشباب، وقتلت عدداً من المسلحين، لكن أحد الرجال -الذين كانوا في البيت- نجا وركض إلى سيارة مليئة بالمتفجرات معدة لتفجير انتحاري، وفجَّر السيارة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة صوماليين وإصابة أمريكي يعمل في "سي آي إيه" بجروح خطيرة، هو مايكل جودبو، 54 عاماً، الذي نُقل جواً إلى مستشفى عسكري أمريكي في ألمانيا، لكنه توفى بعد 17 يوماً.
وتابعت الصحيفة: "لم يكن جودبو ضحية نادرة للولايات المتحدة في حرب الظل، التي استمرت عشر سنوات ضد حركة الشباب، أغنى وأخطر فرع لتنظيم القاعدة في العالم، لكنه كان أيضاً ضحية لطريقة الحرب الأمريكية، التي ازدهرت منذ الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة عام 2001، والتي تخضع لتدقيق أكثر من أي وقت مضى".
وأشارت الصحيفة، إلى أن رد الولايات المتحدة، الأكثر طموحاً على هجمات 11 سبتمبر، كان في أفغانستان، حيث تم إرسال عشرات الآلاف من القوات، لطرد المتطرفين وإعادة بناء البلاد، المهمة التي انتهت مؤخراً بفشل ذريع، مع الانسحاب الأمريكي الفوضوي من كابل.
وتابعت: "في الصومال، كما هو الحال في اليمن وسوريا، لجأت الولايات المتحدة إلى قواعد لعب مختلفة، إذ تجنبت نشر قوات كبيرة، واتجهت لاستخدام الجواسيس وغارات العمليات الخاصة، وضربات الطائرات من دون طيار، حيث جنَّدت متعاقدين من القطاع الخاص ومقاتلين محليين، للمهام المحفوفة بالمخاطر، فقد كانت المهمة محدودة في البداية، إذ تمثلت في مطاردة الهاربين من تنظيم القاعدة، ثم توسعت لتشمل قتال حركة الشباب، وبناء قوات الأمن الصومالية".
دولة سِرية
ورأت الصحيفة، أن اتباع هذا النهج فشل أيضاً، كما هو الحال في أفغانستان، إذ أعيقت المهمة الأمريكية، بسبب تحالفها مع حكومة محلية ضعيفة وفاسدة، فضلاً عن التمرد المحلي العنيد، وأخطاء الولايات المتحدة نفسها، مثل استخدام ضربات الطائرات من دون طيار التي قتلت المدنيين.
وقالت "نيويورك تايمز": نتيجة لذلك، أصبحت حركة الشباب في أقوى حالاتها منذ سنوات، حيث يجوب رجالها الريف، ويقصفون المدن، ويديرون دولة سِرية، تضم محاكم وتفرض ضرائب موازية، وحصدت ما لا يقل عن 120 مليون دولار العام الماضي، حسب تقديرات الحكومة الأمريكية.
ووفقاً للصحيفة، يبدو أيضاً أن حركة الشباب لديها خطط بشأن الولايات المتحدة، بالنظر لاعتقال أحد المتطرفين عام 2019 أثناء تلقيه دروساً في الطيران في الفلبين، بزعم ارتكاب هجوم آخر على غرار هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، لكن منتقدي النهج الأمريكي في الصومال، ومنهم بعض الضباط العسكريين، يقولون إن التهديد الذي قد تمثِّله الحركة، في الداخل الأمريكي، يبدو مُبالغاً فيه، وأن سياسات واشنطن نفسها، لا تؤدي إلا إلى تعزيز المتطرفين، الذين تسعى إلى هزيمتهم.
الصقر الأسود
ولفتت الصحيفة، إلى أن مسؤولي إدارة بايدن ينفون فشل المهمة الأمريكية في الصومال، لكنهم يقولون إنهم يدركون عيوبها، كما قال بعض المسؤولين، إن الإدارة قد تكشف عن سياسة جديدة بشأن الصومال، في الأسابيع المقبلة.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن الحكومة الأمريكية ظلت مترددة، في إرسال قوات إلى الصومال منذ معركة "سقوط الصقر الأسود" عام 1993، التي قتل فيها مقاتلو الميليشيات الصومالية 18 من أفراد الخدمة العسكرية الأمريكية، في معركة خطيرة تم تجسيدها في أفلام هوليود، لذا فإنه بعد هذا الفشل الذريع، انسحبت الولايات المتحدة من الصومال.
وأضافت: "في النهاية عاد الأمريكيون إلى مقديشيو، لكن بأعداد صغيرة تتمثل في العملاء السريين، والجنود والدبلوماسيين المحصنين، داخل مجمع سكني بلا نوافذ، على غرار السجون في مطار مقديشو التي افتتحت عام 2018، ونادراً ما يغامرون بالخروج من مقر المجمع، خوفاً من كارثة دموية أخرى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المجمع يقع بالقرب من مقر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الذي تتصاعد نيران الطلقات منه ليلاً، حيث يدرب الأمريكيون قوة صومالية شِبه عسكرية صغيرة، تقود العمليات ضد حركة الشباب.
وتقول: "يوجد الآن أقل من 100 جندي أمريكي في الصومال، يقوم معظمهم بأدوار متعلقة بالمخابرات والدعم، وفي يناير الماضي، نقل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، معظم القوات المكونة من 700 فرد إلى كينيا وجيبوتي، لكنهم مستمرون في تدريب القوات الصومالية وشن ضربات في مقديشو.
احتفال بطالبان
وقالت "نيويورك تايمز": بعد انتصار حركة طالبان في أفغانستان، وزَّع مقاتلو حركة الشباب الحلوى، احتفالاً بما حققه رجال الحركة في كابل، وذلك على أمل أن يتمكنوا من طرد الأجانب أيضاً من بلادهم والاستيلاء على السلطة، بينما شعر صوماليون آخرون بالقلق من أن تتخلى واشنطن عنهم، إذ يقول المستشار السابق للحكومة الصومالية عبدالحكيم أنتي: "لقد مثَّل الأمر دق أجراس الإنذار المخيفة".
ويقول السفير الأمريكي السابق في الصومال، ستيفن شوارتز، إن مصير أفغانستان "يُظهر السرعة التي يمكن أن تتغير بها الأمور، لذا فإن الصومال لم يعد لديه وقت ليضيعه".
ورأت الصحيفة، أنه يمكن رؤية المهمة الأمريكية المتعثرة في الصومال، من خلال النظر في قصة رجلين، أحدهما أمريكي والآخر صومالي، على طرفي نقيض من القتال.
وبالنسبة للأمريكي فهو مايكل جودبو، مقاتل في قوات النخبة في حقبة ما بعد 11 سبتمبر، وعضو في فريق SEAL Team Six النخبة، وشارك المهمة الأمريكية في أفغانستان في غضون أسابيع من هجمات 11 سبتمبر، إذ عمل من المقر المؤقت لوكالة المخابرات المركزية بفندق أريانا في كابل، ثم انضم إلى "فريق أوميجا" الأول، وهي وحدة سرية للغاية، تضم رجال القوات الخاصة والقوات شِبه العسكرية التابعة لـ"سي آي إيه" التي قادت مطاردة أسامة بن لادن وهاربين آخرين، حسب الصحيفة.
وأضافت "نيويورك تايمز": بعد تقاعد جودبو من البحرية عام 2009 وحصوله على مجموعة من الميداليات، انضم إلى الجناح شِبه العسكري التابع لوكالة المخابرات المركزية، الذي يسمى الآن مركز الأنشطة الخاصة، وهو مجموعة سرية مكونة من نحو 200 مقاتل، وهي الوظيفة التي قادته في النهاية إلى الصومال، حيث لدى "سي آي إيه" تاريخ متقلب هناك.
اتحاد المحاكم
وذكرت "نيويورك تايمز": "منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قاد ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الموجودين في نيروبي بكينيا، العودة الأمريكية إلى الصومال، إذ كانوا يطيرون بانتظام إلى مهبط طائرات خارج مقديشو، حاملين حقائب مليئة بالمال، لعقد تحالفات مع أمراء الحرب، الذين وعدوا بالمساعدة في مطاردة تنظيم القاعد، لكن العملية جاءت بنتائج عكسية في يونيو 2006 عندما أدى العداء الشعبي لأمراء الحرب هؤلاء، إلى تحفيز الدعم لجماعة إسلامية تسمى "اتحاد المحاكم الإسلامية" التي وصلت للسلطة بعد فترة وجيزة، لكن بعد عام، ظهرت حركة الشباب، كما نُقل رئيس مقر "سي آي إيه" هناك، الذي كان يشرف على دعم أمراء الحرب.
وعادت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى الصومال عام 2009، وأسست قاعدة آمنة في مطار مقديشو، وتعاونت مع وكالة أمن الاستخبارات الوطنية، وهي وكالة الاستخبارات الوليدة في الصومال في ذلك الوقت، كما انضم الأمريكيون إلى القتال ضد حركة الشباب، حسب الصحيفة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول استخبارات صومالي كبير ومستشار الأمن القومي الصومالي، حسين شيخ علي، قوله إن الصوماليين سلَّموا كل شيء إلى وكالة المخابرات المركزية، بما في ذلك تذكار يتمثَّل في بندقية خاصة بأحد قتلى المتشددين، وأضاف: "لقد كانت نقطة تحول في العلاقة بين الأمريكيين والصوماليين".
عمليات تعذيب
ورأت الصحيفة أنه بعدما باتت ثمار هذا التعاون واضحة، اتضحت كذلك التكاليف، حيث اتهمت جماعات حقوق الإنسان ومحققو الأمم المتحدة، وكالة الاستخبارات الصومالية، بتعذيب المعتقلين واستخدام الأطفال كجواسيس، كما اتهم بعض المعتقلين وكالة المخابرات المركزية، بالتواطؤ في عمليات التعذيب.
وذكرت الصحيفة أنه عام 2015، مارس رئيس مقر "سي آي إيه" في مقديشو الضغط، لإقالة الجنرال عبدالرحمن تورياري، رئيس المخابرات الصومالية، متهماً إياه بالفساد وسوء الإدارة، بينما قال الجنرال تورياري إنه كان ضحية للاستبداد والغطرسة الأمريكية، وأضاف في مقابلة مع الصحيفة: "رفضت الانحناء أمام الملك"، في إشارة إلى رئيس مقر "سي آي إيه".
ووفقاً للصحيفة، استمر النزاع عامًا، حيث ناشد قادة وزارة الخارجية الأمريكية الرئيس حسن شيخ محمود، الذي كان ينتمي إلى العشيرة نفسها آنذاك، لاتخاذ إجراء ضد الجنرال تورياري،ولكن لم تتم إقالته إلا بعدما أخبر وزير الخارجية البريطاني في ذلك الوقت، فيليب هاموند، بأن علاقة القادة الصوماليين تعرَّضت للخطر أيضاً بسبب هذا النزاع.
وحسب ما نقلته الصحيفة، عن العديد من المسؤولين الصوماليين، فإن جوهر هذا الخلاف كان السيطرة على "كاشان"، وهي قوة شِبه عسكرية تبدو رسمياً كجزء من وكالة المخابرت الصومالية، لكنها في الواقع تحت قيادة "سي آي إيه".
وأضافت الصحيفة: "منذ عام 2009، ظلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تدرب (كاشان) وهي كلمة صومالية تعني (الدرع)، ونمت لتصبح قوة نخبة مكونة من 300 جندي، وكان جودبو من المدربين، فقد استخدمت (كاشان) تقنية تتبع الهاتف المحمول، لمطاردة قادة حركة الشباب، فضلاً عن التعبئة ضد المسلحين عندما يهاجمون مقديشو، كما أنها كانت تنضم إلى متخصصي وكالة المخابرات المركزية شِبه العسكريين في الغارات".
قناة الجزيرة
أواخر العام الماضي، عندما وصل جودبو إلى الصومال في جولة أخرى مدتها شهر، كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية و(كاشان) قد حولوا تركيزهم إلى أحد قادة حركة الشباب على وجه الخصوص، هو صانع القنابل الرئيس في الحركة عبدالله عثمان محمد، الذي يصفه الصوماليون، بأنه الزعيم الجهادي بعيد المنال.
وفي سبتمبر 2020، وقَّع وزير الخارجية الأمريكي حينها مايك بومبيو أمرًا يقضي بتصنيف محمد، المعروف أيضاً باسم "المهندس إسماعيل"، بأنه "إرهابي عالمي"، وبحسب الولايات المتحدة، هو كبير خبراء المتفجرات في حركة الشباب، ورئيس جناح الدعاية لـ"الكتائب"، ومستشار خاص لزعيم الحركة أحمد ديري، بينما يذهب بعض الصوماليين إلى أبعد من ذلك، قائلين إن محمد هو أحد نائبي زعيم الحركة.
ووفقاً لمسؤول صومالي متقاعد ومسؤول أمريكي كبير رفض كشف هويته، بسبب مناقشة معلومات استخباراتية حساسة، فإن "المهندس إسماعيل" كان الهدف المقصود من المداهمة المشؤومة في نوفمبر الماضي، التي أصيب فيها الضابط الأمريكي جودبو بجروح أدت لوفاته، لكن وكالة المخابرات المركزية رفضت التعليق على الأمر.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن محمد تخرج ، أوائل العشرينات من عمره، بجامعة في السودان عام 2006، وبدأ العمل فني ستوديو لقناة الجزيرة في مقديشو، وخاض رئيسه في العمل، رئيس مكتب "الجزيرة" في مقديشو، فهد ياسين، مجال السياسة وأصبح رئيس المخابرات الصومالية، وهو ما اعتبرته الصحيفة مثالًا صارخًا، على الطبقات المعقَّدة للصراع الصومالي، مشيرة إلى أن محمدًا أمضى بعض الوقت بمقر قناة الجزيرة في قطر للتدريب.
ولفتت الصحيفة، إلى أن هذا الوقت كان مضطرباً بشكل خاص في الصومال، إذ غزت إثيوبيا البلاد، بدعم الولايات المتحدة، عام 2006 لإطاحة اتحاد المحاكم الإسلامية، وقصفت الطائرات الحربية الأمريكية القوات الإسلامية، ونقلت عن صديق للعائلة اشترط عدم كشف هويته لتجنُّب الانتقام، قوله إن محمدًا كان في ذلك الوقت مثل العديد من الصوماليين غاضباً للغاية، إذ خاضت إثيوبيا والصومال حرباً كبرى بين عامي 1977-1978 وظلا خصمين لدودين.
وكانت حركة الشباب، إحدى فصائل اتحاد المحاكم الإسلامية المهزوم، وبعد طردهم من مقديشو فروا إلى جنوب الصومال وشنوا حرب عصابات، بما في ذلك التفجيرات والاغتيالات للجنود الإثيوبيين.
شخصية مراوغة
عام 2008، أصبحت حركة الشباب أكثر الفصائل المسلحة تطرفاً وقوة في الصومال، مع الآلاف من المجندين، وأدان قادتها ما وصفوها بالجرائم الأمريكية ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم، وصنَّفت وزارة الخارجية الأمريكية الحركة، بأنها منظمة إرهابية عام 2008، وعام 2012، تعهدت الجماعة بالولاء للقاعدة.
ونقلت الصحيفة، عن مسؤول أمريكي كبير قوله، إن الجيش الوطني الصومالي يضم 24 ألف جندي، لكنه في الواقع يمثِّل خُمس هذا الحجم، كما يقدِّر المحللون الأمريكيون، أن حركة الشباب تقود ما بين 5و10 آلاف مقاتل، لكن في عهد "المهندس إسماعيل" أو محمد، أصبحت قنابلهم أكثر تعقيداً وقوة.
ويقول مسؤولون أمريكيون، إن الجماعة تستخدم سيطرتها على ميناء مقديشو لتهريب كميات كبيرة من المواد المتفجرة صينية الصنع، كما أنه في أكتوبر الماضي، اعترضت السلطات الصومالية 79 طناً من حامض الكبريتيك، أحد مكونات القنابل التي تتم زراعتها على جوانب الطرق، بينما يقول مسؤولون صوماليون وغربيون، إن سُمعة محمد المرتبطة بقدرته على إثارة الفوضى وإراقة الدماء، جعلته قائداً يحظى باحترام كبير داخل صفوف "الشباب"، إذ إنه بالنسبة لأولئك الذين يسعون للقبض عليه، شخصية مراوغة، وبعيدة المنال.
الأخطاء الأمريكية
تقول "نيويورك تايمز"إن الغارات الجوية الأمريكية، تصاعدت في الصومال منذ عام 2017، عندما خفَّف الرئيس ترامب قواعد القتال التي تهدف إلى حماية المدنيين، إذ يعترف الجيش بقتل العديد من المدنيين لكنه لم يدفع تعويضات، وذلك على عكس ما يحدث في أفغانستان والعراق، حيث دفعت الولايات المتحدة عام 2019 فقط 1.5 مليون دولار تعويضًا عن الوفاة أو الإصابة أو الأضرار التي لحقت بالممتلكات.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني للصحيفة، رفضت المتحدثة باسم القيادة الأمريكية في إفريقيا، نيكول دي كيرشمان، شرح سبب عدم دفع مثل هذه التعويضات في الصومال، لكنها قالت إن المسؤولين الصوماليين راجعوا القرارات الخاصة بالتعويضات ووافقوا عليها.
اختيار بايدن
يقول المسؤولون الأمريكيون الحاليون، إن العثرات التي ارتكبتها إدارة ترامب، أدت إلى تعقيد الوضع في الصومال، لكن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن تفكر في ما إذا كانت ستعيد بعض القوات التي سحبها ترامب في يناير.
ويقول منتقدو هذا النهج، إن حركة الشباب تركز على شرق إفريقيا، وإن الحديث عن قدرتها على الضرب في الولايات المتحدة، مُبالَغ فيه، وفقاً للصحيفة.
كما يقول المسؤولون الأمريكيون إن تجربة أفغانستان تُظهر أنه لا يمكن تعريف النجاح بأنه إعادة تشكيل حكومة أو مجتمع، وإن المهمة في الصومال آتت أكلها، من خلال تعطيل حركة الشباب.
ومع ذلك، فإن بعض المحللين يقولون، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى التفكير في تبني نهج جديد في الصومال، بما في ذلك التوصل لتسوية سياسية مع حركة الشباب، أو أنها ستواجه احتمال الوقوع في "حرب أبدية" أخرى، بنهاية مزعجة.