بعد الصاروخ المرعب.. هل يؤدي سباق التسلح الفضائي إلى حرب نووية؟
تسليح الفضاء بهذه الطريقة، أمر محفوف بالمخاطر ومزعزع للاستقرار، إذ إنه يثير مخاطر التصعيد غير المقصود، الذي قد يؤدي إلى حرب نووية

ترجمات - السياق
سلطت شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية، الضوء على إطلاق الصين صاروخًا تفوق سرعته سرعة الصوت في الفضاء، مشيرة إلى إن الأمر أثار مخاوف من قدرة خصوم الولايات المتحدة، على تحييد الدفاعات الصاروخية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في الوقت الذي تستثمر فيه الأخيرة، عشرات المليارات من الدولارات لتحديث أنظمتها.
ونقلت الشبكة، في تقرير، عن صحيفة فاينانشيال تايمز، قولها إن الجيش الصيني أرسل في أغسطس الماضي، صاروخاً ذا قدرة نووية إلى الفضاء في تجربة جديدة، مشيرة إلى أنه رغم تخلف الصاروخ عن هدفه بنحو عشرين ميلاً، فإنه بمجرد إتقان هذه التكنولوجيا، يمكن استخدامها لإرسال رؤوس حربية نووية، فوق القطب الجنوبي وحول الأنظمة الأمريكية المضادة للصواريخ، في نِصف الكرة الشمالي، وفقاً لمطلعين على الأمر.
استخدام سِلمي للفضاء
وأشارت الشبكة، إلى أن بكين عارضت رواية الصحيفة، إذ وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان التجربة بأنها "اختبار روتيني لمركبة فضائية للتحقق من تكنولوجيا جديدة لإعادة استخدام المركبات الفضائية".
وأضاف ليجيان، في الإفادة الصحفية الدورية: "ستعمل الصين مع دول أخرى، للاستخدام السلمي للفضاء لصالح البشرية".
ورأت الشبكة أنه، في حال تأكيد اختبار الصاروخ، فإن الأمر يشير إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج، ربما يرغب في استكشاف الضربات المدارية كوسيلة لمواجهة التقدُّم الأمريكي، في إسقاط الصواريخ البالستية، قبل أن تتمكن من تهديد الولايات المتحدة.
وذكرت الشبكة، أن الروس فكروا في أنظمة القصف المداري الجزئي هذه، خلال الحقبة السوفيتية، لكنهم تخلوا عن الفكرة، إلا أنه عام 2018، طرحت موسكو أسلحة جديدة، قال الرئيس فلاديمير بوتين إنها ستجعل الدفاعات الصاروخية الأمريكية "غير فعالة".
تسلح نووي
وقالت الشبكة: إن هذه التحركات توضح كيف يمكن أن يؤدي دفع البنتاجون، لتطوير ونشر أنظمة مضادة للصواريخ أكثر تقدماً، للحماية من أسلحة كوريا الشمالية وإيران، إلى تسريع سباق تسلح نووي جديد.
وتابعت: "كشف زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، خلال السنوات القليلة الماضية، مجموعة من الصواريخ المصمَّمة لإحباط دفاعات الولايات المتحدة وحلفائها، كما أنه في عهد كيم، طورت كوريا الشمالية سلسلة من الصواريخ البالستية المصمَّمة للطيران على ارتفاع منخفض للغاية، بحيث لا يمكن اعتراضها بالنظام المضاد للصواريخ، الذي تستخدمه الولايات المتحدة، والذي يُعرف بمنظومة دفاع مناطق الارتفاعات العالية الطرفية أو (ثاد)".
حرب نووية
من جانبه، وصف لي نان، زميل في معهد شرق آسيا المتخصص في السياسات الأمنية والعسكرية الصينية، في جامعة سنغافورة الوطنية، إرسال الصين صاروخاً جديداً إلى الفضاء بأنه "عامل تغيير في قواعد اللعبة".
وأضاف: "إذا تمكنت بكين من نشر صاروخ واحد، سيؤدي ذلك إلى تحييد نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي، كما أنه سيجعل من الصعب على الولايات المتحدة، التعامل مع هذا النوع الجديد من الصواريخ، وسيزيد تكلفة القتال وبناء قدرات جديدة لمواجهة هذه التكنولوجيا".
بينما تقول خبيرة منع انتشار الأسلحة النووية ميليسا هانهام: إن تطوير هذه الصواريخ، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، إحدى الطرق التي يمكن لدول، مثل الصين وكوريا الشمالية من خلالها، تحقيق أقصى استفادة من العدد الأصغر من الرؤوس الحربية الموجودة لديها، معتبرة أن تسليح الفضاء بهذه الطريقة، أمر محفوف بالمخاطر ومزعزع للاستقرار، إذ إنه يثير مخاطر التصعيد غير المقصود، الذي قد يؤدي إلى حرب نووية.
زيادة التوترات
رفض المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي التعليق على تقرير "فاينانشيال تايمز"، واكتفى بالقول إن جهود بكين لتقدُّم جيشها، أظهرت سبب اعتبارها "التحدي الأول" بالنسبة للولايات المتحدة، وأضاف كيربي: "لقد أوضحنا مخاوفنا بشأن القدرات العسكرية التي تواصل الصين السعي وراءها، وهي القدرات التي لا تؤدي إلا إلى زيادة التوترات في المنطقة وخارجها".
ورأت الشبكة، أن هذا الاختبار الذي أجري في أغسطس، أحد التحركات التي اتخذتها بكين، التي يبدو أنها تهدف إلى التغلب على التفوق الأمريكي في مخزونات الرؤوس الحربية والدروع الصاروخية، وإقامة توازن أكثر ملاءمة لقوة الولايات المتحدة، إذ تبني الصين ما لا يقل عن 250 صومعة صواريخ في ثلاثة مواقع على الأقل، وفقاً لصور الأقمار الصناعية، وهو ما دفع خبراء عدم انتشار الأسلحة النووية، إلى التكهن بأن جيش التحرير الشعبي قد يترك العديد من الصوامع فارغة، لإرباك المخططين العسكريين الأمريكيين وتشتيت انتباههم.