العراق يكافح للسيطرة على الميليشيات المتحالفة مع إيران.. فهل ينجح؟

المسؤولين الإيرانيين سارعوا إلى تفادي تصعيد التوتر مع العراق، بعد الهجوم الذي استهدف الكاظمي، إذ زار الجنرال الإيراني إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس، بغداد.

العراق يكافح للسيطرة على الميليشيات المتحالفة مع إيران.. فهل ينجح؟

ترجمات - السياق

قالت صحيفة وول ستريت، إن محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قبل أيام، تعكس مدى التهديد الذي تشكله الميليشيات الموالية لإيران، على المؤسسات العراقية.

وأضافت الصحيفة، في تقرير، أن المسؤولين العراقيين يكافحون لاحتواء الميليشيات المدعومة من إيران، بعد الهجوم بطائرة من دون طيار على مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي الأحد الماضي، مشيرة إلى أن هذا الهجوم سلَّط الضوء على التهديد الذي تشكله هذه الجماعات شبه العسكرية.

كانت الميليشيات العراقية، نفت مسؤوليتها عن الهجوم على منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي لم يصب بأذى، بينما قال مسؤولون أمنيون، إن جماعة عراقية غير محددة مدعومة من إيران، تقف وراءها على الأرجح.

من جانبها، تنصَّلت إيران من الهجوم، وأرسلت جنرالًا كبيًرا إلى بغداد لتخفيف التوترات، بينما لم تعلن أي جماعة أخرى مسؤوليتها عن الهجوم.

وفي إشارة مبدئية إلى أن مساعي الوساطة تحرز تقدمًا، اتفقت فرق الميليشيات على إدانة هجوم الأحد الماضي، والتعاون مع المحققين بعد وقت قصير من الاجتماع مع الرئيس العراقي ومسؤولي أمن، حسبما أفاد مسؤولون عراقيون كبار "وول ستريت جورنال".

 

تقييد الأمن

وذكرت الصحيفة، أن الميليشيات المنخرطة في الحشد الشعبي، تمارس نفوذًا هائلًا على الأمن ومؤسسات الدولة، منذ مشاركتها في الحرب على تنظيم داعش، مشيرة إلى أن أحزابها السياسية تعرَّضت لهزيمة ساحقة في الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي، ما ألقى بظلاله على دورها المستمر في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن حمدي مالك، المتخصص في شؤون الميليشيات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "لقد بعثت الميليشيات الموالية لإيران برسالة واضحة للغاية، مفادها أنها مستعدة لإحداث الفوضى، إذا لم يُسمح لها بالمشاركة في تشكيل الحكومة".

وأشارت الصحيفة إلى الاتهامات التي توجه إلى الحرس الثوري الإيراني، بتمويل بعض الجماعات المسلحة في العراق ماديًا وعسكريًا وتدريبًا، إلا أنه "ما زال من غير الواضح مدى سيطرة طهران المباشرة عليها".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين قولهم: إن البعض في طهران يخشون أن يقوِّض سلوك الجماعات المسلحة، المفاوضات المزمعة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

 

محاولات إيرانية

وأوضحت "وول ستريت جورنال"، أن المسؤولين الإيرانيين سارعوا إلى تفادي تصعيد التوتر مع العراق، بعد الهجوم الذي استهدف الكاظمي، إذ زار الجنرال الإيراني إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس، المشرف على الوحدة التي تتعامل مع القوات المقاتلة الأجنبية، بغداد، بحسب مسؤول في ميليشيا عراقية ومسؤول إيراني.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول إيراني قوله: إن الجنرال قاآني في بغداد، في إطار جهود خفض التصعيد، وأضاف: "كان علينا أن نقول للأمريكيين، من خلال العراقيين، إنه لا علاقة لنا بهذه الهجمات".

كان مصدران أمنيان عراقيان قالا لوكالة رويترز، بشرط عدم كشف هويتهما: إن جماعتي كتائب حزب الله العراقية وعصائب أهل الحق، وراء محاولة اغتيال الكماظمي.

لكن يبدو أن الرسالة لم تقنع الأمريكيين، إذ رجح مسؤولون أمريكيون وقوف ميليشيا عراقية، موالية لإيران، وراء محاولة الاغتيال، وفي مقابلة متلفزة اتهم قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية، كينيث ماكينزي، ميليشيات إيرانية بمحاولة اغتيال الكاظمي.

كما نقلت "رويترز" عن مسؤولين إقليميين، اشترطا عدم كشف هويتهما، قولهما إن طهران كانت لديها معرفة بالهجوم قبل وقوعه، لكن السلطات الإيرانية لم تأمر بشنه.

ونقلت الصحيفة عن إحسان الشمري، رئيس المركز العراقي للفكر السياسي في بغداد قوله: "يبدو أن قاآني فقد السيطرة على بعض الجماعات".

 

الموقف من الانتخابات

وأوضحت "وول ستريت جورنال"، أنه منذ الانتخابات الأخيرة، تقاتل الميليشيات للحفاظ على نفوذها داخل الدولة وترهيب المسؤولين العراقيين، لمنحهم صوتًا في الحكومة المقبلة، مشيرة إلى أن هذه الميليشيات نظمت احتجاجات، أسفرت عن اشتباكات مع قوات الأمن خارج المنطقة الخضراء الآمنة ببغداد يوم الجمعة الماضي، نتج عنها مقتل محتج واحد على الأقل.

يذكر أن التيار  الصدري فاز بـ 73 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 329 عضوًا، وهو أكبر كتلة، بينما فاز التحالف الموالي لإيران المعروف باسم "فتح" الذي يضم الميليشيات بـ17 مقعدًا فقط.

ويقول مراقبون -حسب الصحيفة الأمريكية- إن قمع الميليشيات القوية غير واقعي، ما يضع الحكومة العراقية أمام خيار التفاوض معهم، مشيرين إلى أن الهجوم يعكس التهديد الذي تشكله الميليشيات للمؤسسات العراقية، ويؤكد صعوبة سيطرة الرعاة الإيرانيين عليها.

وأشارت الصحيفة، إلى أن طائرتين من دون طيار هاجمتا منزل الكاظمي في المنطقة الخضراء الآمنة ببغداد، وقال مسؤولون عراقيون إن أحد الصواريخ سقط على السطح، من دون أن ينفجر، بينما فجّر الآخر الأبواب قبالة المبنى وأصاب العديد من ضباط الأمن.

وعقب الهجوم، قال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون: إن الحرس الثوري الإيراني درّب الجماعات المسلحة، على كيفية استخدام وتجميع الطائرات من دون طيار بلا تقنيات جاهزة.